«عم مجاهد راح في خناقة مالوش فيها».. و33 مكالة هاتفية قبضت قلب زوجته

سكران ينهي حياة «فرد أمن» بمستشفى.. و«الشروق» تحقق في الجريمة
زوجة القتيل: وفاته كسرتني وأصحبت أرملة وأعول 3 أولاد كل يوم يسألوني عنه
النيابة: المتهمان كانا فى حالة سكر وتأمر بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات
داخل منزل صغير لا تتجاوز مساحته بضعة أمتار بشارع السويس فى منطقة عرب المعادي تسكن أسرة عم مجاهد صاحب الخمسين عاما، الذى قتل فى مشاجرة بعد اعتداء اثنين عليه أثناء تأديته لعمله بمنطقة المرج، وسط حالة من الحزن عمت أرجاء المنزل الضيق.
انتقلت "الشروق" إلى مسكن المجنى عليه والتقت بأسرته التى تعيش حالة من الحزن والصدمة على من كان يعولها وأولادها الثلاث فباتت من عشية وضحاها زوجة أرملة يتعلق فى رقبتها 3 أولاد.
تقول "أم سمر" زوجة المجني عليه، إن زوجها كان يعمل فرد أمن بمستشفى اليوم الواحد الواقعة بمنطقة المرج والتى تبعد عن مسكنه حوالى ساعتين، أنجبت منه ثلاثة أولاد وهم سمر فى كلية التجارة بجامعة القاهرة، ومريم فى الصف الثانى الثانوى تجارى، وأحمد فى الصف الثانى الإعدادى، تسلم زوجى عمله فى المستشفى منذ 7 أشهر، وأضافت أننا انتقلنا للعيش بمنزل والدى الصغير بعد ارتفاع أسعار الإيجارات.
وفي يوم الواقعة أوضحت الزوجة فى كلماتها الممزوجة بدموع الفراق، أن فجر يوم الأربعاء، وأثناء استيقاظى أمسكت بهاتفى واكشتفت أن هناك 33 مكالمة لم يتم الرد عليها وبمجرد استعلامي عن المتصل وجدت عم زكريا صديقى زوجى يتصل بى وعند ردى عليه سمعت أصوات صراخ وهو يقول " الراجل الطيب مات" شعرت وقتها أن مجاهد أصابه مكروه وانقبض قلبى وتحدث معى مرة أخرى يخبرنى بأنه فى غرفة الانعاش.
وتابعت الزوجة المكلومة: "أوقظت أولادى وارتديت عبائتى فجرًا واستقللت سيارة تاكسى للانتقال لمنطقة المرج، وعند وصولى للمستشفى قابلت زملاؤه فى العمل فى حالة حزن عرفت أن زوجى فارق الحياة".
وأشارت إلى أنها علمت من العاملين معه أن أشخاص أحضروا حالة مصابة ومنعهم زوجها الدخول معها بسبب عددهم الكثير ولم يسمح إلا لفردا طبقا لقوانين العمل غير أنهم تعدوا عليه بالضرب وأسقطوه أرضا حتى فارق الحياة، ونفت الزوجة معاناة زوجها من الأمراض مؤكدة أنه كان يتمتع بصحة جيدة.
وأوضحت أن زميله أصيب وتلقى 17 غرزة فى رأسه بعد نشوب المشاجرة بينه وبين المتهمين وهو حاليا فى يتلقى العلاج، مطالبة بعودة حق زوجها الذى تركها تعول 3 أولاد بلا معاش وفى مراحل التعليم المختلفة :"كل يوم يسألوني عن أبوهم".
من جانبها، قررت نيابة حوادث شرق القاهرة برئاسة المستشار عصام خليفة، وبإشراف المحامى العام الأول لنيابات شرق المستشار أحمد عز، حبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات وأن يراعى التجديد لهما.
وكشفت التحقيقات أن المتهمين كانا فى حالة سكر أثناء إحضارهم المصاب، وأمام النيابة اعترفا المتهمان أنهما أثناء احتفالاتهم برأس السنة وكان بصحبتهم صديقا لهما أحضراه إلى المستشفى مصابًا، وفى أثناء دخولهم نشبت بينهما مشادات كلامية مع فرد الأمن بسبب اعتراضه لدخولهما مع المصاب وأنكرا التعدى عليه بالضرب، واستعمت النيابة لشهود الواقعة الذين أكدوا تعدى المتهمين على المجنى عليه ودفعه على الأرض.
وتابعت التحقيقات أن أفراد الأمن ألقوا القبض عليهما، وتسليمهم للمقدم أحمد طارق، رئيس مباحث المرج، وصرحت النيابة بدفن جثة المجنى عليه، بعد تشريح الطب الشرعى لبيان سبب الوفاة، واستعجلت تحريات المباحث حول الواقعة، كما أمرت بتفريغ كاميرات المراقبة للوقوف على ملابسات الحادث.