أقامت كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية اليوم الأربعاء احتفالا رمزيا بشأن مشروع مستقبلي لتحديث وإعادة ربط الطرق والسكك الحديدية عبر حدودهما. وذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) أن المراسم التي أقيمت في محطة بانمون بالقرب من مدينة كيسونج الكورية الشمالية، جرت بمشاركة نحو 200 من المسؤولين البارزين من الكوريتين ومن دول في المنطقة بما في ذلك روسيا والصين ومنغوليا. كما حضر المراسم ممثلون عن اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ من أجل إظهار أهمية المشروع للمنطقة بأكملها. ومن بين أهداف المشروع تطوير بنية تحتية للنقل لإمكانية ربط شبه الجزيرة الكورية بأوروبا، وهو ما يتطلب تحديث الشبكة الكورية الشمالية. وقالت وزيرة النقل الكوري الجنوبي كيم هيون مي في كيسونج" هذا الشريان الذي يربط كوريا الجنوبية بالشمالية سوف يصبح الشريان الرئيسي لرخاء منطقة شرق آسيا وتوسيع الأفق الاقتصادي للقارة". وقد توجهت هيون مي للمراسم بصحبة وزير الوحدة تشو ميونج جيون ومسؤولين آخرين من كوريا الجنوبية على متن قطار خاص. ويشار إلى أنه تم إغلاق قطاع صغير من السكك الحدودية عبر الحدود بين الكوريتين بعد أقل من عام من إعادة افتتاحه عام 2008 . ويذكر أنه بعد التوترات التي شهدتها الأعوام الماضية بسبب الاختبارات الصاروخية والنووية التي تجريها كوريا الشمالية، اتفقت الكوريتان على اتخاذ خطوات لإعادة التقارب منذ بداية هذا العام. وكان الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون قد اتفقا في أبريل الماضي على اتخاذ مجموعة من الإجراءات بهدف تطبيع العلاقات بين الدولتين تشمل إعادة ربط السكك الحديدية والطرق عبر الحدود. وقال كيم يون هيوك نائب وزير السكك الحديدية الكورية الشمالية في كيسونج إن نجاح مشاريع السكك الحديدية والطرق يعتمد على إرادة وإصرار الشعبين. ولم يتضح متى سوف يبدأ العمل في المشروع. وقالت وزارة الوحدة في سول إنه من المقرر إجراء مزيد من الاختبارات وعقد جلسات بعد المراسم. ويشار إلى أنه من أجل المراسم، كان من المطلوب أن تحصل كوريا الشمالية على إعفاء مؤقت من لجنة العقوبات الكورية الشمالية التابعة لمجلس الأمن الدولي لنقل المعدات وتشغيل القطار الكوري الجنوبي إلى كوريا الشمالية. ويذكر أن كوريا الشمالية تخضع لعقوبات صارمة. وقد توقفت حاليا المفاوضات بين أمريكا وبيونجيانج بشأن برنامجها النووي والصاروخي، حيث تريد واشنطن الموافقة على تخفيف العقوبات في حال فقط اتخذت كوريا الشمالية خطوات حقيقة نحو نزع السلاح النووي. يشار إلى أن الكوريتين في حالة حرب فنية منذ الحرب الكورية (1950 – 1953).