تمراز: غياب الوزراء وممثليهم له أثر بالغ السوء.. وبخيت: يجب أن تستوعب الحكومة الرسالة تعددت وقائع هجوم رئيس مجلس النواب على عبدالعال على الحكومة بسبب تغيب أعضائها عن حضور الاجتماعات البرلمانية المهمة، والتى كان آخرها، تصريحات عبدالعال خلال الجلسة العامة المنعقدة الإثنين الماضى، بأنه لا يوجد مجلس نواب فى العالم لا يحضر الوزراء نقاشاته المهمة، وتحديدا المتعلقة بالمواطنين والقضايا والملفات الطارئة التى يطرحها النواب. ودخل رئيس البرلمان بعدها فى جدل مع المستشار عمر مروان وزير شئون النواب، عبر فيها عن شديد انزعاجه من غياب الوزراء الحكوميين عن الوقائع المهمة باللجان النوعية والجلسات العامة. ورصدت «الشروق» تجذر المشكلة التى تعود إلى محطات سابقة تواصلت فيها شكاوى المجلس من الوزراء والمسئولين الحكوميين بسبب الغياب عن حضور اجتماعات النواب، و4 تحذيرات سابقة من تفاقم الظاهرة، حيث أكد عدد من أعضاء المجلس، أن الواقعة الأخيرة تعد الأوضح والأكثر تعنيفا من «عبدالعال» للحكومة، متوقعين إجراءات رسمية تحول دون تكرار غياب الوزراء عن جلسات البرلمان. وتعود المطالبات البرلمانية إلى عهد حكومة شريف إسماعيل السابقة، حيث جاءت الجلسة المنعقدة بتاريخ 18 يناير 2017 عاصفة، افتتحتها النائبة إلهام المنشاوى، قائلة: «إنه لا يصح أن يحدِّث النواب أنفسهم، ولو الوزراء مشغولون فنطلب منهم طريقة للرد على البيانات والطلبات»، وهو ما أعقبه رئيس البرلمان بقوله: «نحن لدينا أدوات رقابية فى هذا الصدد، ولا يجوز التعامل مع المجلس بهذا الشكل». بعدها فى أكتوبر من العام الماضى، انتقد رئيس المجلس عدم الحضور بشكل قوى من جانب الحكومة، قائلا: «أرجو أن يكون اهتمام الحكومة وسرعة استجابتها موازية لنفس الحماس لدى رئيس الجمهورية»، لتتعدد بعدها وقائع غياب الوزراء عن اللجان النوعية، وكان أشهرها السجال الذى وقع بلجنة الطاقة التى غاب عنها الوزير «طارق الملا»، وقال رئيس المجلس: «إنه لا يوجد هناك وزير يستطيع أن يمتنع عن الحضور للمجلس». وفى أكتوبر الماضى، قال رئيس المجلس: «إنه أصبح اعتياديا حضور صغار الموظفين لأهم جلسات البرلمان.. أرى أن حضور الحكومة يتدنى مع الوقت حتى أصبح يصل لموظف صغير بالجهاز الإدارى للدولة، وهذا لا نقبله على مجلس النواب إطلاقا». وفى السياق قال النائب ثروت بخيت، القيادى بائتلاف الأغلبية البرلمانية «دعم مصر»، إن مسألة غياب الوزراء باتت مزعجة أكثر من أى وقت مضى، موضحا أن تحذيرات رئيس المجلس الأخيرة تعد الأكثرة حدة من نوعها، وهو ما يجب أن تستوعبه الحكومة، وأن ترد عليه عمليا بالاستجابة إلى ما طلبه رئيس المجلس، من مشاركة حقيقية ودائمة من الوزراء وممثليهم البارزين فى مختلف الجلسات والفاعليات البرلمانية. وأضاف بخيت ل«الشروق»، إن الطلبات الملحة للمواطنين لا يمكن أن تناقش فى غياب المسئولين التنفيذيين، وإننا نلمس حل المشكلات والأزمات بمجرد أن يكون هناك تمثيل وحضور حكومى قوى، موضحا أنه لا توجد آلية أكثر صرامة لمطالبة الحكومة من التصريحات الحادة التى أطلقها رئيس المجلس، مؤكدا أن النواب فى أكثر حالاتهم ترقبا لردة الفعل الحكومى، وتمنيهم أن يكون بالاستجابة وعدم التمادى بما يفاقم ظاهرة غيابهم عن الجلسات. من جانبه، قال النائب رائف تمراز وكيل لجنة الزراعة، إن غياب الوزراء وممثليهم له أثر بالغ السوء، مضيفا أن تلك الظاهرة يتم التعامل معها الآن بشكل رسمى، وأن لجنة الزراعة صاغت مذكرات رسمية رفعتها إلى رئيس البرلمان على عبدالعال، تحدثنا بوضوح عن ظاهرة الغياب المتكرر لممثلى الوزارات. وأضاف فى تصريحات ل«الشروق»، أن الأمر تسبب فى تأجيل اجتماعات اللجان سابقا، ولكننا الآن فى مرحلة مهمة ودقيقة، لا تتحمل مزيد من تعطل الملفات أو عدم الحصول على نتائج نهائية بسبب غياب المسئولين.