على الرغم من بدء العد التنازلى لانطلاق الدورة الخامسة عشرة لمهرجان القاهرة للإعلام العربى فإنه لم يتم الاستقرار على أعضاء لجان التحكيم واسم الدولة التى ستحل ضيف شرف على فاعليات هذه الدورة، كما لم يتم الاستقرار على أسماء المكرمين من الإعلاميين والفنانين، الأمر الذى جعل المخاوف من دخول المهرجان إلى نفق مظلم قائمة ويتهامس بها كثيرون. وكشفت مصادر مقربة من المهرجان عن وجود حالة من الانقسام الشديد بين المنظمين حول مهام واختصاصات كل منهم، الأمر الذى دفع البعض إلى الهمس فى أذن وزير الإعلام أنس الفقى، بضرورة إلغاء الدورة والتحجج بالخوف من تفشى إنفلونزا الخنازير محذرين من أن هذه الدورة قد تكون الأفشل فى تاريخ المهرجان، وهو الاقتراح الذى قوبل برفض حاسم من جانبه، حيث أكد تمسكه بإقامة المهرجان فى موعده، موجها تحذيرا شديد اللهجة لكل اللجان التنفيذية العاملة بالمهرجان للعمل سريعا على الانتهاء من مهامهم فى أسرع وقت ممكن. بداية الخلافات خلافات المهرجان بدأت من العاملين بالإدارة المركزية للصحافة والمهرجانات، الذين توقعوا عودة مسئولية نشر وتوزيع كل الأخبار المتعلقة بالمهرجان إليهم، بالإضافة إلى التواصل مع الصحفيين ورجال الإعلام وتسهيل مهمتهم فى منحهم بطاقات ودعوات حضور فاعليات المهرجان وصور الأعمال المشاركة وكل هذه الأمور، وهو الدور الذى تم سحبه منهم فى الدورتين الأخيرتين وتم إسناده إلى قطاع الأخبار ممثلا فى عبداللطيف المناوى رئيس القطاع ورئيس لجنة الإعلام والندوات، إلا أن عودة مصطفى الوشاحى إلى منصبه رئيسا لهذه الإدارة بعد أن تم استبعاده منه لبعض الوقت أعاد الأمل للعاملين فى إدارته خاصة أنه يتمتع بخبرة كافية فى مهرجان الإعلام الذى ولد على يديه ولكن جاءت المفاجأة حينما تقرر إبقاء الوضع كما هو عليه مع استحداث لجنة جديدة وهى لجنة «المعلومات وإصدارات الدليل» التى يقتصر دورها على طباعة الدليل الخاص بالمهرجان وتم إسنادها إلى «الوشاحى» الذى تحدث بدبلوماسية شديدة وهو يجيب عن رد فعله تجاه هذا الأمر وهو يقول: لا يوجد خلاف بينى وبين أحد داخل اللجنة التنفيذية لمهرجان الإعلام ولقد اعتدت طوال مشوارى المهنى أن أنفذ المهمة التى تسند إلىّ مهما بلغت صعوبتها وأن أؤديها على خير ما يرام ولذا عندما أسندت إلى مهمة جمع كل البيانات والمعلومات المتعلقة بالمهرجان فى «الدليل» وافقت ولم أجادل وبدأت فعليا فى تنفيذ المهمة حيث أتلقى يوميا بيانات بشأن الأعمال التى تصل للمهرجان وصورها ونضمها إلى الدليل. وعن رد فعله تجاه منعه من ممارسة مهمته الأساسية فى التعامل المباشر مع رجال الإعلام فى المهرجان قال: «هناك قرار لابد أن يلتزم به ويحترمه الجميع والقرار ينص على أن هذه المهمة تخضع للجنة الإعلام والصحافة والندوات التى يتولى رئاستها عبداللطيف المناوى وعليه فلا جدال فى هذا الأمر خصوصا أن كلنا نكمل بعضنا ويهمنا نجاح المهرجان لأنه يمثل الإعلام المصرى ولذا فدعونا من هذه الإشاعات خصوصا أن هذا من شأنه أن يؤثر على عملنا فى هذه المرحلة». وعلى الجانب الآخر، أكد عبداللطيف المناوى رئيس قطاع الأخبار وأمين لجنة الإعلام والندوات أن مسألة اختصاصاته محسومة ولا خلاف عليها وتساءل: «كيف تحدث خلافات بين أعضاء اللجنة التنفيذية ولم يعقد اجتماع بيننا حتى الآن؟ فمن المتوقع أن يكون أول اجتماعنا فى 15 من أكتوبر الحالى وبعده نبدأ جميعا فى مباشرة مهام عملنا». وتابع: «لا يوجد خلاف على المهام التى أتولاها وفقا لمنصبى كرئيس للجنة الإعلام والندوات حيث تأتى مهمة التعاون مع رجال الإعلام كجزء من مسئوليتى منذ أن تم إسناد هذه اللجنة لى، فالأمر محسوم ولا يحتاج إلى مناقشة». وعن سر تأخر الأخبار المتعلقة بالمهرجان حتى هذه اللحظة، اعترف المناوى بذلك مرجعا السبب إلى إجراءات ترتيبية، وقال: «لقد تأخرنا بالفعل فى نشر أخبار المهرجان ولكن فور عقد اجتماع اللجنة التنفيذية فسوف يتم تغذية كل الصحف والمجلات بأخبار المهرجان أولا بأول وسيكون هناك تواصل مستمر كما عودنا الجميع منذ بداية تولينا هذه المهمة». الوجوه الجديدة من ناحية أخرى، حاول البعض التشكيك فى قدرات الوجوه الجديدة فى اللجنة المنظمة بالمهرجان وأكدوا أن الاستعانة بهم فى هذه المرحلة الحرجة للمهرجان نقطة النهاية له وللمرة الثالثة نواجه نفى المسئولين، فيؤكد عادل ماهر رئيس الإدارة المركزية للمجالس والمهرجان الذى يتولى للمرة الأولى منصب رئيس لجنة تنسيق التحكيم أنه لا صحة لما أثير حول وجود خلاف، وقال: «لم يحدث أى خلاف أو أى محاولة تشكيك لدورى أبدا وكل هذا الكلام مختلق وكاذب والهدف منه التأثير على نجاح المهرجان بدليل أننى منغمس حاليا فى مهمتى لتوفير كل الإمكانيات اللازمة لأعضاء لجان التحكيم وتهيئة الأجواء المناسبة على أن يبدأ العمل الفعلى للجان التحكيم فى الوقت الذى يتم تحديده». كما رفضت راوية راشد، رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الدولية ورئيس «لجنة المكتبات» ما قيل حول استحداث لجنة لإرضائها فى مشاركتها الأولى بالمهرجان، وقالت: «هذه اللجنة أساسية ولها دورها الفعال الذى تتولاه إدارة العلاقات الدولية نظرا لطبيعة دورها فى التواصل مع الآخر فنحن مسئولون عن تسلم المواد المشاركة فى المهرجان من برامج ومسلسلات من الدول العربية بناء على مراسلات بيننا ثم تبدأ مهمة فحص هذه الشرائط للتأكد من استيفائها الشروط، وأخيرا عمل بيان بكل الأعمال التى وصلتنا وهو الدور الذى أقوم به ويعد من أهم مراحل فاعليات هذا المهرجان».