ضرب مهرجان القاهرة للإعلام العربى عرض الحائط بنظرية التطهر من أخطاء الماضى، لم يغتنم القائمون على المهرجان الفرصة التى أتاحها أنس الفقى، والمبادرة التى أطلقها فى نهاية الدورة السابقة لإعادة النظر فى المهرجان ومسابقاته، ومطالبته بتطوير شامل للمهرجان ليخرج بشكل يتناسب مع تاريخ وحجم الإعلام المصرى، وتأكيده على ضرورة الإعداد له بعد انتهاء الدورة 15 مباشرة، ولكن أصر منظمو المهرجان على تكرار كل الأخطاء، والبدء فى الإعلان عن الدورة الجديدة قبل أيام قليلة من انطلاقها، والإعلان عن الكويت كضيف شرف دون ترتيب المواقف مع المسئولين فى الإعلام الكويتى، والتعرف على مدى إمكانية تقديمهم مشاركة تليق بهم وباسم وحجم المهرجان الذى يحمل اسم القاهرة، ومن هنا فضلت الكويت تأجيل المشاركة للعام القادم لتمكن من الاستعداد بشكل جيد، وأكد أسامة الشيخ رئيس المهرجان أن من بين أسباب اعتزار الكويت هو الانشغال بالعيد الوطنى، وكانت النتيجة أن تخرج الدورة 16 بدون ضيف شرف وفق التقليد المتبع والذى يمثل جزءا مهما من هذه التظاهرة الإعلامية، وهو الاحتفال بإبداعات الإعلام العربى فى دولة من الدول. رغم أن المهرجان قد شهد طفرة فى إدارة لجان التحكيم هذا العام على يد الناقد على أبوشادى الذى أخذ بمبادرة تفعيل فكرة التحكيم عبر الانترنت، وإتاحة الفرصة أمام المحكم لمتابعة الأعمال فى منزله، ووضع تصوره لكيفية توزيع جوائز المسابقة التى يشارك فى تحكيمها، إلا أن التجربة شابها بعض الأخطاء بسبب عدم استيعاب كثير من المحكمين لفكرة التعامل مع الانترنت أو كيفية تسجيل تقريره بعد اختيار الأعمال الفائزة، وتعرض بعض المحكمين لمشكلة بعد أن سجلوا تقارير وتفاجأوا بعدم إمكانية تغير آرائهم بعد التسجيل مما دفعهم للاتصال بإدارة المهرجان لإعادة فتح الموقع لاستقبال تقاريرهم النهائية، كذلك إصرار بعض المحكمين فى ترشيح أكثر من خمسة أعمال وفق ما هو متفق عليه فى نظام التحكيم الجديد، وهو ما أثقل الاجتماعات الأخيرة لبعض اللجان. رغم التحذيرات التى أطلقها المتابعون للمهرجان من مفاجآت اللحظات الأخيرة والتى تضفى انطباعا سيئا عن المهرجان وإضفاء شعور بأنه يعانى من حالة تخبط، وهذا ما حدث عندما أضافت إدارة المهرجان اسم الفنان الكبير محمد صبحى والكاتب والإعلامى مفيد فوزى لقوائم المكرمين فى اللحظات الأخيرة، ورغم أن كليهما يستحق وعن جدارة التكريم فإن إضافة اسميهما قبل انطلاق المهرجان بساعات قليلة قد أثار علامات استفهام حول اختيارهما للتكريم فى هذه الدورة التى يفترض أن ملفها تم إعداده منذ ما يقرب من شهر، كما تم الإعلان عنه رسميا ولم يكن من بين المكرمين فوزى أو صبحى. وإن كان إضافة أسماء جديدة لقوائم التكريم قد مر بسلام على اعتبار أن التكريم هو إضافة لا تأخذ من حقوق الآخرين، فإن ترشيح اسم الكاتب الكبير وحيد حامد لنيل جائزة نجيب محفوظ قبل بداية المهرجان بساعات قليلة كان سقطة كبيرة من إدارة المهرجان لأن وحيد حامد اسم أكبر من أن ينسى أو أن يتم إضافته فى اللحظات الأخيرة، وهو كاتب يفرض اسمه بأعماله وإبداعه، ولا تفرضه إدارة المهرجان على اللجنة. نفس الشىء بالنسبة للكاتب الكبير يسرى الجندى الذى تقرر تكريمه رغم أنه مرشح للمنافسة على جائزة نجيب محفوظ، وهو ما أعطى الشعور بأن إدارة المهرجان ما زالت ملتزمة بسياسة التوازنات. غياب دولتين شقيقتين عن المشاركة فى فاعليات المهرجان لم يجد إجابة واضحة من المسئولين عن المهرجان، فإن كانت المؤسسات الإعلامية فى الجزائر واليمن قد رأت عدم المشاركة فى مسابقات المهرجان لأى سبب، فلماذا لم يقدم المهرجان الدعوة للإعلاميين من البلدين للمشاركة فى ندوات المهرجان وغيرها من الأنشطة؟