حسم منتخب المجر "القمة الأوروبية" العجيبة و(المجنونة) بينه وبين نظيره الإيطالي في دور ال16 لكأس العالم للشباب لصالحه 3-2 على استاد مبارك بمدينة السويس في حضور 31 ألف متفرج مساء الجمعة. وبذلك ، يتأهل الفريق المجري إلى الدور قبل النهائي , ويلتقي بمنتخب غانا "الرهيب" بعد مباراة شهدت 14 إنذارا من ضمنهم 6 حالات طرد! سجل هدف المباراة الأول فلاديمير كومان قائد المنتخب المجري في الدقيقة الثانية من المباراة من ضربة جزاء , وتعادل ماتيو جينتيلي لإيطاليا في الدقيقة 82 , وفي الدقيقة 112 سجلت المجر الهدف الثاني عن طريق اللاعب كريستيان نيميث , ونجح جاكومو بونافونتورا في التعادل لإيطاليا في الدقيقة 113 , وحسم نيميث الأمور للمجر في الدقيقة 117 بالهدف الثالث. أدار المباراة الحكم أوسكار رويز من كولومبيا , واحتسب ضربة جزاء للمجر في الدقيقة الأولى من المباراة سجل منها كومان الهدف الأول , كما طرد اللاعب ماتيو جنتيلي من إيطاليا في الدقيقة 71 لحصوله على الإنذار الثاني , وطرد الإيطالي فرانشسيكو بيني في الدقيقة 81 , ثم طرد أدريان سيكيريز من المجر في الدقيقة 90 , ثم طرد فرانشسيكو روكا المدير الفني لمنتخب إيطاليا ونظيره ساندور إيجريفاني المدير الفني لمنتخب المجر للاعتراض "في لعبة واحدة"!! وبخلاف ذلك أشهر الحكم الكولومبي 8 بطاقات صفراء. الطريف في الأمر , أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" احتفل مع اللاعبين بيوم اللعب النظيف قبل بداية المباراة التي شهدت 6 حالات طرد و8 إنذارات ، وأمتعت جماهير السويس التي شجعت الفريقين بحرارة وخاصة الفريق الإيطالي! اللافت للنظر أن جميع أفراد منتخب إيطاليا ارتدوا شارات سوداء على أيديهم حداداً على مصرع ما يقرب من 20 شخصاً وفقدان 30 آخرين في الفيضاتات التي شهدتها جزيرة صقلية الجنوبية الأسبوع الماضي. وأكد أحد المسئولين في الجهاز الفني لمنتخب إيطاليا أن الفريق حصل على إذن من "الفيفا" لارتداء هذه الشارات , والتي سيرتديها أيضا أفراد المنتخب الإيطالي الأول خلال مباراتهم في الجولة التاسعة من تصفيات كأس العالم 2010 يوم السبت أمام آيرلندا. بهذه النتيجة ، يلتقي المنتخب المجري مع نظيره الغاني يوم الثلاثاء 10 أكتوبر على استاد القاهرة في الدور قبل النهائي للبطولة. بدأت المباراة بهجوم ضاغط من المنتخب المجري , أدى إلى احتساب ضربة جزاء صحيحة في الثانية الخمسين من المباراة , تصدى لها اللاعب فلاديمير كومان , ونجح في إيداعها المرمى معلناً تقدم المجر بالهدف الأول مع حلول الدقيقة الثانية من المباراة. وخلال العشرين دقيقة الأولى , سيطر المنتخب المجري على مجريات اللعب تماماً , وبدا المنتخب الإيطالي فاقداً للتركيز , ومهلل الخطوط , مما أتاح الفرصة للمجر في الاستحواذ على منطقة وسط الملعب , ولم يسدد المنتخب الإيطالي أي كرة على المرمى المجري طوال الدقائق العشرين الأولى من المباراة. وبعد مرور 25 دقيقة من الشوط الأول تقريباً , بدأ المنتخب الإيطالي في التوازن نوعاً ما , بدأ في شن الهجمات من عمق الملعب والأطراف , ولكن التركيز كان غائباً عن ال"الأوزوري" تماماً , فانتهى الشوط الأول من الباراة والفريق لم يسدد سوى كرة يتيمة على مرمى المجر! ومع بداية الشوط الثاني , لجأ المنتخب المجري إلى اللعب ب"الطريقة الإيطالية" , فكان ينظم دفاعاته بشكل جيد , ويعتمد على الهجمة المرتدة السريعة المنظمة , فيما كان المنتخب الإيطالي يهاجم , ولكن دون تركيز كاف لترجمة هذه المحاولات إلى أهداف , كما أن التوفيق لم يكن حليفه. ورغم أن إيطاليا كانت مسيطرة على مجريات اللعب في أغلب أوقات المباراة , إلا أن الفريق لم يظهر بالشكل المتوقع , وكان هجومه بلا أنياب حقيقية , في الوقت الذي نجح فيه المنتخب المجري في استغلال الطريقة الإيطالية ضد أصحابها. وفي الدقيقة 82 , نجح أنطونيو مازوتا في تعديل النتيجة في الوقت القاتل لإيطاليا بعد مجهود رائع واختراق من جهة اليسار , ثم أودع الكرة بقوة في سقف الشباك المجرية , لتعود المباراة إلى التعادل بعد 80 دقيقة كاملة من التقدم المجري. وبعد إحراز الهدف الإيطالي مباشرة , قام حكم المباراة بطرد الإيطالي فرانشسيكو بيني لحصوله على الإنذار الثاني , وسط اعتراضات كبيرة من الجهاز الفني الإيطالي , لتكمل إيطاليا الدقائق الثمانية من الوقت الأصلي للمباراة ب9 لاعبين أمام 11 لاعباً من المجر! وتصاعدت حدة الأمور في المباراة , وقام الحكم بطرد أدريان سيكيريز من المجر "طردا مباشرا" لتعمده الخشونة مع أحد لاعبي إيطاليا , ووسط اعتراضات من جانب فرانشسيكو روكا المدير الفني لمنتخب إيطاليا ونظيره ساندور إيجريفاني , قام حكم المباراة بطرد كليهما خارج الملعب , وسط هتافات من جمهور إيطاليا ضد حكم المباراة! وانتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل 1-1 , ولجأ الفريقين إلى لعب وقت إضافي مدته 30 دقيقة مقسمة على شوطين , مدة كل منهما 15 دقيقة. وخلال الشوط الإضافي الأول , ظهر المنتخبان في مستوى متقارب إلى حد كبير في ظل النقص العددي الذي ضرب الفريقين. وكان اللعب معطمه في وسط الملعب , ولجأ المنتخبين إلى لعب الكرات الطولية الساقطة لتوفير المجهود , وحتى لا يصاب اللاعبون بالإجهاد نظراً لنقص صفوف الفريقين أولاً مما أدى إلى وجود مساحات خالية في خط ظهر كل منهما , كذلك إمتداد المباراة إلى الوقت الإضافي مما يعني أن المباراة ستستمر ل120 دقيقة. وتهيأت فرصة للمنتخب الإيطالي لتسجيل هدف في الوقت الإضافي الأول , إلا أن الحارس المجري تصدى لها ببراعة. وفي الشوط الثاني , زادت مظاهر التعب والإرهاق على اللاعبين بشكل واضح , وبدا أنهم ارتضوا بالتعادل 1-1 , وقرروا ترك حسم الأمور لضربات الترجيح. وفي الدقيقة 112 , انطلق كريستيان نيميث في كرة مرتدة سريعة وراوغ الحارس الإيطالي ووضع الكرة بمنتهى الهدوء في الشباك لتتقدم المجر 2-1 , وهرع لاعبو المجر إلى مدربهم الجالس في المدرجات للاحتفال معه. وعندما توقع الجميع انتهاء المباراة لصالح المجر , نجح جاكوموا بونافونتورا في التعادل لإيطاليا في الدقيقة 113. وفي الدقيقة 115 , مارس الحكم الكولومبي هوايته من جديد , وأشهر البطاقة الحمراء لمايكل أنجلو ألبيرتازي لحصوله على الإنذار الثاني , ولتكمل إيطاليا باقي دقائق الوقت الإضافي الثاني بثمانية لاعبين من ضمنهم الحارس. وفي الدقيقة 117 , قاد نيميث هجمة مرتدة للمجر , ونجح في تسجيل الهدف الثالث للمجر , وسط هتاف من كل الجمهور المتواجد في الملعب لإيطاليا! ورغم النقص العددي الحاد في الصفوف الإيطالية , إلا أن الحارس الإيطالي قام بالزيادة مع خط وسط فريقه , وحاول الفريق إداراك الهدف الثالث , ولكن الحكم أنهى المباراة الممتعة والغريبة بعد دقيقتين من الوقت الضائع بفوز المجر 3-2 , ولتتأهل المجر إلى المربع الذهبي , وتنتزع إيطاليا احترام الجميع.