ما زالت المظاهرات الاحتجاجية لأصحاب السترات الصفراء تجتاح شوارع العاصمة الفرنسية، باريس، منذ أن تصاعدت حدتها أواخر الشهر الماضي، بمشاركة آلاف الأشخاص؛ ما أدى لاضطرابات في الطرقات وأعمال شغب وحوادث طعن، وأكثر من 400 جريح، و263 معتقلا، بحسب ما أعلنته السلطات الفرنسية. بعد عدة أيام من الاحتجاجات المتقطعة- المتصلة أعلنت السلطات الفرنسية أمس، عن سقوط أول قتيل في تظاهرات السترة الصفراء، التي تجددت في شارع الشانزليزيه، قلب العاصمة الفرنسية باريس، فما سر ارتداء المتظاهرين الفرنسيين سترة صفراء في التظاهرات؟ «الشروق» تجيبك في التقرير التالي.. السترة الصفراء توجد في عربة كل سيارة في فرنسا، وهي ضمن معدات السلامة، حيث يجبر السائق على ارتدائها في حالات الطوارئ عندما تتوقف به سيارته بسبب عطل ما أو حادثة، أو عندما يكون في حاجة لطلب المساعدة، وذلك بموجب القانون الفرنسي لعام 2008، الذي يفرض غرامة على السائق تبلغ قدرها 153 دولارا، في حالة عدم ارتدائها عند الطوارئ. ظهرت السترة الصفراء في المظاهرات الفرنسية لأول مرة عندما قررت الحكومة الفرنسية رفع أسعار الوقود، وارتداها المتظاهرون في مظاهرات الوقود لإعلان تمردهم على أسعار الوقود، حيث ترمز السترة لحالات طوارئ القيادة، في إشارة منهم لصعوبة قرارات الحكومة المتعلقة بغلاء المحروقات. في 17 نوفمبر الماضي، ظهرت حركة احتجاجية تحت مسمى "السترة الصفراء" نتيجة ارتفاع معدلات الفقر وانخفاض القدرة الشرائية، ونجحت في تحريك أعداد كبيرة من الفرنسيين للتظاهر في شوارع العاصمة ضد أسعار الوقود الجديدة، ونتيجة عدم وجود قائد أو حزب معين لها تفاعلت جميع فئات المجتمع الفرنسي من الطبقات الغنية والفقيرة، وأصحاب السياسات المختلفة معها، لتبدأ الاحتجاجات تستمر بعد ذلك ضد العديد من سياسات الحكومة الفرنسية وليس الوقود فقط، وما زالت مستمرة حتى الآن. وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، تشهد فرنسا حاليا دعوات لإعلان حالة الطوارئ واستدعاء الجيش لقمع أسوأ أعمال شغب شهدتها البلاد منذ 50 عامًا، بعد أن احتل المتظاهرون وسط باريس، وأضرموا النار في السيارات وحطموا النوافذ بالهراوات والفؤوس، وسرقوا بندقية هجومية من شرطة مكافحة الشغب وهم يطلقون الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه في وسط المدينة.