حذر حسين عبدالرحمن نقيب عام الفلاحين، من عدم وجود سياسة زراعية واضحة بمصر، بجانب انعدام وجود خطط مستقبلية لدى وزارة الزراعة للاكتفاء الذاتي من المحاصيل الأساسية، وتخلي الاتحاد التعاوني الزراعي عن دوره في مساندة المزارعين في تسويق منتجاتهم، وغياب الإرشاد الزراعي والتشريعات المسانده للفلاحين، وترك الفلاحين بدون غطاء مالي بعد تملص البنك الزراعي المصري من أقراضهم قروض بفوائد ميسرة. وأوضح أنه مع كثرة القرارات العشوائية التي تخلو من الدراسة الكافية، كقرار تقليل المساحات المزروعة من الأرز بحجة توفير المياه والذي لم ينتج عنه أي توفير للمياه، بل أنه تسبب في تحمل ميزانية الدولة أعباء إضافية بملايين الدولارات لاستيراد الأرز إرضاء لكبار المستوردين والخوف من نقص المعروض. ولفت نقيب الفلاحين إلى أن هذا القرار أدى إلى سخط عام من المصريين ومزارعي الأرز؛ نتيجة ارتفاع اسعار الأرز كوجبة أساسية للمصريين، وتعرض المخالفين لغرامات جائرة وتلف وتملح مئات الأفدنة القريبة من البحر؛ نتيجه تعرضها للمياه الجوفية العالية لعدم غمرها بالمياه جراء عدم زراعة الأرز، قائلا: "كل هذه العوامل جعلت العالم يتسابق لإطعامنا، فباتت أوروبا (إنجلترا، وفرنسا) يزرعون الفول خصيصا للمصريين، وروسيا وأوكرانيا يزرعون لنا رغيف الخبز (القمح)، والهند والصين ينتظروا سوق الأرز". وأضاف عبد الرحمن أن المصريين هذا العام على موعد لتذوق الأرز الصيني بعد تقليص المساحات التي كانت تزرع بالأرز المصري، متوقعا زيادة أسعار الأرز المصري لسعر عالٍ لا يتحمله المواطن البسيط، ولجوء التموين لاستيراد الأرز الصيني لأنه الأدني سعرا، متوقعا حصول الوزارة عليه وفقا لأقل عرض تقدمت به الشركات، وهو 419.7 دولار للطن، لتوريد أرز صيني بعد أن تم قبوله من الناحية الفنية. وأشار إلى أنه رغم جهود القيادة السياسية في المشاريع الزراعية العملاقة، التي ينتظر لمس إنتاجها خلال السنوات المقبلة كاستصلاح الأراضي، والتي بدأت بالفعل لاستصلاح (المليون ونصف فدان)، ومشروع ال100 ألف صوبة العملاق على مساحة 100 ألف فدان، والتي يرجي جني ثماره منتصف عام 2019، إلا أن وزارة الزراعه وأذرعها من اتحادات وجمعيات زراعيه وشركات، تتحرك بعشوائية في اتجاهات متفرقة لا تجدي نفعا. وأكد: "إننا بعد نزولنا تحت خط الفقر المائي بسبب ندرة المفكرين وعدم تفكير المختصين بهذه الأمور، فأصبحنا نستورد معظم احتياجتنا من المواد الغذائية، فنحن أكبر مستورد للقمح ونستورد 97% من احتياجتنا من الزيوت، و98% من تقاوي الخضروات، و9 مليون طن ذره صفراء، والمزارعين غير قادرين على تسويق محصول القطن والذره حتى الآن، وللصعود من هذا المنحدر علينا تغيير طريقة تفكيرنا، وأن ينجز كل كيان في المجال الزراعي المهام الذي أنشئ من أجلها".