توجه وزير الخارجية، سامح شكري، الأربعاء، إلى العاصمة البلغارية صوفيا، لإجراء مشاورات لتعزيز العلاقات بين البلدين، وبحسب المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، فمن المقرر أن يلتقي شكري خلال زيارته، الرئيس البلغاري، ورئيس الوزراء، ووزير الخارجية، وسيتم مناقشة قضايا مكافحة الإرهاب والجرائم العابرة للحدود، والهجرة غير الشرعية، وأزمات الشرق الأوسط على رأس الزيارة، بالإضافة لمناقشة سبل دفع العلاقات بين البلدين في كل المجالات، السياسية والاقتصادية والتجارية، وبحث العلاقات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أكتوبر الماضي، استقبل رئيس الوزراء البلغاري، بويكو بوريسوف، في قصر الاتحادية، لإجراء مباحثات بشأن سبل تعزيز العلاقات الثنائية في العديد من القطاعات، بالإضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. «الشروق» تلقي نظرة على العلاقات المصرية- البلغارية، على هامش زيارة "شكري": قال سفير مصر لدى بلغاريا، مؤيد الضلعى، فى مداخلة هاتفية ل"dmc" أمس، إن مصر تعد الشريك الأول لبلغاريا فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، موضحا أن حجم التبادل التجارى بين البلدين بلغ نحو مليار دولار. وأضاف الضلعي أن بلغاريا تتطلع للتعاون مع مصر فى العديد من المجالات الحيوية، خاصة الاستثمار والطاقة ومكافحة الهجرة غير المشروعة ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى الاستفادة من الرؤية المصرية لقضايا الشرق الأوسط والمنطقة العربية، لافتا إلى أن ذلك أصبح جليا بعد زيارة رئيس الوزراء البلغاري لمصر أكتوبر الماضي. بدأت العلاقات بين البلدين منذ ما يقارب القرن، فقد تبادلا التمثيل الدبلوماسى بينهما على مستوى قنصلى فى عام 1925، ثم مستوى المفوضية فى 1929، وصولا للتمثيل بالسفراء عام 1957. تم قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وبلغاريا للمرة الأولى، عندما قررت بلغاريا خوض الحرب العالمية الثانية بجوار ألمانيا، لتعود بعدها العلاقات في عام 1947، لكن انقطعت مرة ثانية بقرار من الرئيس السادات، في عام 1978؛ بسبب التوترات مع المعسكر الشرقى، ثم عادت لطبيعتها في 1984، ولكن بعدها شابت العلاقات البلغارية مع العالم العربي توترات أثرت على مصر؛ نظرا لتباعد الدول عن بعضها بفعل مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، لتعود بلغاريا بعدها لتنسج علاقات قوية مع الدول العربية وبالخصوص مصر عام 2005. أما عن النشاط التجاري بين البلدين، فتستورد مصر من بلغاريا الأجهزة الكهربية والأخشاب وقطع الغيار للمصانع، بينما تصدر لبلغاريا منتجات الغزل والنسيج والزراعة وبعض المنتجات المعدنية. يذكر أن جمهورية بلغاريا، عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، تقع جنوب شرق القارة الأوروبية، وتطل على البحر الأسود، وعاصمتها مدينة صوفيا، يحدها رومانيا من الشمال، وتركيا واليونان من الجنوب، وتبلغ مساحتها 110.994 كيلومتر مربع، وتأسست لأول مرة في عام 680 ميلاديا، وكانت موطنا للعديد من الحضارات "الرومانية، البيزنطية، العثمانية". كما حصلت بلغاريا على انتماءات وعضويات لما يقارب 20 مجلسا ومنظمة دولية، منها "عضوية مجلس أوروبا، مجلس الأمن سابقا، مجموعة أستراليا، المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية، اتفاقية السماوات المفتوحة، منظمة الشرطة الجنائية الدولية، منظمة حظر الأسلحة الكيميائية"، نظامها جمهوري برلماني، ورئيس جمهوريتها يتم انتخابه كل 5 سنوات، ويجدد له مرة واحدة فقط.