تسبب اعتقال كارلوس غصن المفاجئ بسبب مزاعم ارتكاب مخالفات مالية في تعرض مستقبل تحالف رينو-نيسان للسيارات لمأزق، في ظل انقسام آراء أعضاء مجلس إدارة شركة نيسان اليابانية حول ما إذا كانوا يريدون إقالته كرئيس تنفيذي للشركة، بينما يرفض الجانب الفرنسي فصل غصن الذي ظل رئيسا للشركة لفترة طويلة. وذكرت وكالة بلومبرج الإخبارية أنه وسط ترقب انعقاد اجتماع مهم لمجلس إدارة شركة نيسان موتور بعد ظهر اليوم الخميس في اليابان، فإن اللجنة لم تتوصل إلى إجماع في الآراء حول ما إذا كان سيتم فصل غصن، وفقا لما أعلنه أشخاص مطلعون على القضية. وأضاف هؤلاء الأشخاص أن الاختلاف في الآراء داخل نيسان ينبع من نقص المعلومات حول التحقيق وهو نفس الموقف لدى الجانب الفرنسي ، حيث عين مجلس إدارة رينو قيادة مؤقتة جديدة لكن غصن يحتفظ بمنصبه اسمياً، قائلاً إنه ينبغي افتراض أنه بريء في الوقت الحالي إلى أن يتوافر المزيد من التفاصيل. ويعكس اضطراب تحالف نيسان-رينو عقب اعتقال غصن الذي أثار حالة من الدهشة، الدور الأساسي الذي لعبه للحفاظ على الهدوء في الشراكة المعقدة. وقادت شركة نيسان التحقيق الذي يتناول المخالفات المالية المزعومة المتعلقة بشكل أساسي بالجانب الياباني، وظهر الرئيس التنفيذي لشركة نيسان هيروتو سايكاوا كقوة دافعة للتحقيق. وفي هذه الأثناء، لم يكن الجانب الفرنسي على دراية بالأمر، وأُجبر على التجاوب مع تداعيات القبض على غصن، بما في ذلك القلق من أن الشراكة نفسها قد تكون في خطر. وأثارت ردود الفعل المتفاوتة بشأن القبض على الرئيس التنفيذي "لرينو" وتحالف "رينو-نيسان" تكهنات بشأن ما إذا كان غصن قد تمت الإطاحة به على طريقة انقلابات القصور ، وهو ما نفاه سايكاوا. لكن تلميذ غصن السابق كان الأكثر انتقادا في إقالته لرئيسه، قائلاً إن النتائج لا تترك أي استنتاج بخلاف إقالة المدير التنفيذي البارز. ويرجح مقربون من مناقشات أعضاء مجلس الإدارة أن يكون من الصعب اتخاذ قرار بالإجماع بإقالة غصن كرئيس تنفيذي، مشيرين إلى أن مديري نيسان الذين كانوا يعملون في رينو ربما لن يدعموا هذا القرار حتى تتضح صحة المزاعم بحق غصن. وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن.اتش.كيه) أمس الأربعاء، إنه سيتم احتجاز غصن لمدة عشرة أيام أخرى. كما يواجه الأمريكي جريج كيلي، وهو مدير في شركة نيسان، اتهامات بارتكاب مخالفات فيما يتعلق براتب غصن. ولن يقدم مجلس إدارة نيسان على تسمية أي أعضاء جدد ليحلوا محل غصن وكيلي، حسبما أفاد هؤلاء الأشخاص المطلعون. ففي الوقت الذي يمكن أن يفقد فيه غصن منصبه كرئيس تنفيذي وكيلي الذي يشغل منصب كبير ممثلي نيسان، فإنه يتطلب تصويت المساهمين لإقالتهما من مجلس الإدارة تمامًا.