دبلوماسيون: المبعوث الأممى إلى ليبيا سيركز على عقد مؤتمر وطنى وإصلاح الاقتصاد ذكرت وكالة «رويترز»، أمس الأول، نقلا عن دبلوماسيين ومصادر وصفتها بالمطلعة إن الأممالمتحدة والقوى الغربية فقدت الأمل فى أن تجرى ليبيا انتخابات فى المستقبل القريب وأنها باتت تركز أولا على المصالحة بين الفصائل المتنافسة المنخرطة فى دائرة الصراع. وفى مايو الماضى، أقنعت فرنسا، الأطراف الرئيسية فى ليبيا بالموافقة شفهيا على إجراء الانتخابات فى العاشر من ديسمبر المقبل كسبيل لإنهاء الأزمة الليبية، لكن مسئولين غربيين قالوا إن القتال الذى امتد لأسابيع بين الفصائل المتناحرة فى العاصمة طرابلس وحالة الجمود بين برلمانيى طرابلس وطبرق جعلا الهدف «غير واقعى». وذكر دبلوماسيون أن مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا غسان سلامة سيركز فى إفادة إلى مجلس الأمن الدولى، خلال ساعات، على عقد مؤتمر وطنى خلال العام المقبل وإصلاح الاقتصاد بدلا من الضغط من أجل إجراء الانتخابات بوصفها هدفا قريب المدى. وقال مصدر مطلع على خطط الأممالمتحدة: «الخطة حاليا هى أن سلامة سيتحدث عن مؤتمر وطنى وإصلاحات اقتصادية، لذا يأمل (المسئولون) أن يمر موعد العاشر من ديسمبر بهدوء». وأشار دبلوماسيون إلى إن الإصلاحات التى أجرتها طرابلس فى سبتمبر الماضى، ومنها فرض رسوم على مشتريات العملة الصعبة، لا يمكنها سوى أن تخفف فقط جانبا من المصاعب الاقتصادية الليبية ما دام البنك المركزى منقسما والفصائل محتفظة بمواقفها. من جانبه، قال مسئول كبير فى الإدارة الأمريكية إن الانتخابات لا تزال هى الهدف لكن هناك حاجة لإحداث تقدم على الأرض باتجاه تحسين عملية الحكم وتعزيز الأمن. وأضاف: «نحن مهتمون بجودة الانتخابات أكثر من الموعد، وأعتقد أنه لا يزال أمامنا بعض العمل اللازم». فى غضون ذلك، قال دبلوماسيون إن فرنسا قادت المساعى لإجراء الانتخابات معتقدة أن بإمكانها الاستفادة من المساعدة فى حل الصراع الليبى قبل أن تدرك أن البلد ليس مستعدا للانتخابات. وقال مسئول فرنسى: «علينا تسريع العملية التى سيتحدث عنها سلامة والدفع باتجاه الذهاب إلى صناديق الاقتراع»، مضيفا: «ستتغير مواعيد الانتخابات لكن ذلك لا يمثل مشكلة». وتتنافس فرنسا على النفوذ فى ليبيا مع إيطاليا، التى تسعى لحماية مصالحها المتعلقة بالنفط والغاز ووقف تدفق المهاجرين إليها عبر البحر المتوسط. وتستضيف إيطاليا، الأسبوع المقبل، مؤتمرا فى باليرمو حيث ستجرى مناقشة خارطة الطريق التى وضعها سلامة. إلى ذلك، قال وكيل وزارة الخارجية الإيطالية السابق فينتشنزو أميندولا إن الإحاطة التى سيقدمها سلامة إلى مجلس الأمن حول ليبيا ستحظى بأولوية كبيرة فى مؤتمر باليرمو حول ليبيا، مشددا على ضرورة المضى قدما فى إصلاحات اقتصادية وأمنية محددة لأن ليبيا تحتاج إلى «الصبر الاستراتيجى الكبير». وأضاف أميندولا، فى مقابلة مع مجلة «فورميكى» الإيطالية، أمس الأول: «مازلت أرى دور الولاياتالمتحدة من وجهة نظر إيجابى تماما فى الملف الليبى. لطالما قدمت واشنطن العون لإيطاليا وللمجتمع الدولى من أجل تحقيق الاستقرار والتهدئة ومكافحة الإرهاب فى ليبيا».