أعادت الولاياتالمتحدةالأمريكية، الاثنين الماضي، سريان جميع العقوبات التي فرضتها على إيران، منذ عام 2015، كجزء من الإتفاق النووي الإيراني، وأضافة عليها 700 شخصية، و50 مؤسسة مالية في قائمة العقوبات، ضمن تنفيذ استراتيجية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لتقويض سلوك طهران، وصواريخ النظام الباليستية، التى يراها تهديدًا لحلفاء أمريكا في المنطقة. ويأتي سريان العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران، بعد انسحاب الرئيس الأمريكي من الإتفاق النووي الإيراني مؤخرًا، في محاولة منه إجبار طهران على العودة لطاولة المفاوضات لعقد اتفاق جديد بدلاً عن الحالي المبرم في 2015، في خطوة وصفها الرئيس الأمريكي ب"العقوبات الأكثر صرامة" في تاريخ أمريكا. وتستعرض «الشروق» التفاصيل الكاملة عن أزمة العقوبات الأمريكية على إيران. - العقوبات الإضافية التي فرضتها أمريكا على إيران تقول أمريكا، إنه في إطار التسريع من تراجع النشاط الاقتصادي الدولي لإيران في المنطقة، تم فرض حزمة ثانية من العقوبات الاقتصادية على إيران. وقال وزير الخزانة الأميركي، ستيف منوتشين، الاثنين الماضي، إن العقوبات الجديدة، شملت حظر أكثر من 700 فرد في الدولة، والخطوط الجوية الإيرانية، بأكثر من 65 من طائراتها، و50 بنكا إيرانيًا، وبعض الكيانات في الدولة، بالإضافة لتطبيق الحظر على منظمة الطاقة الذرية الإيرانية،؛ ما يؤدي لحظر عمليات الشحن وبناء السفن والتمويل والطاقة، وإيقاف عمليات تبادل المواد الهيدروكربونية الخام، والتي لها علاقة ببنك إيران المركزى. وزارة الخارجية الأمريكية، أصدرت بيانًا بشأن حزمة العقوبات الجديدة، وقالت إن أمريكا لن تسمح أبدًا بامتلاك إيران سلاحًا نوويًا، موضحة أن العقوبات ستمنعها من تطوير أي منشآت نووية جديدة بمساعدات أجنبية، بما في ذلك مفاعلات الطاقة، أو منشآت الخلايا الساخنة المسموح بها بموجب خطة العمل المشتركة الشاملة للاتفاق النووي، التابعة لمجلس الأمن. - أمريكا تعفي 9 دول من الاشتراك في العقوبات على إيران سمحت الحكومة الأمريكية ل9 دول، بعدم الاشتراك في العقوبات على إيران، وسيستمرون في شراء النفط الإيراني، هي (تركيا، الصين، الهند، إيطاليا، كوريا الجنوبية، اليابان، تايوان، واليونان)، وجاءت أفغانستان مؤخرًا بعد يومين من فرض العقوبة، طبقًا لوكالة (بلومبيرج) الأمريكية. - رد فعل إيراني على العقوبات الأمريكية قال «روحاني» بعد قرار تطبيق العقوبات، إن إيران ستتخطى العقوبات، وستبيع النفط، وتندم أمريكا على ما فعلته، وهو أكده إسحاق جهانجيرى، نائب الرئيس الإيراني، بقوله: إن إيران تستطيع بيع النفط قدر حاجتها رغم الضغوط الأمريكية. وصرح وزير الخارجية الإيرانى، محمد جواد ظريف، قائلاً "الإدارة الأمريكية ستندم على تصرفاتها الحمقاء تجاه إيران"، كما دعا مندوب إيران لدى الأممالمتحدة، غلام علي خوشرو، الأمم، إلى مساءلة أمريكا عن قراراتها باعتبرها تتحدى قرار مجلس الأمن بمخالفة اتفاقية التعاون النووي المشترك التي أقرها. وكانت إيران، قد أزاحت الستار عن منظومة صاروخية جديدة، متوسطة المدى، بعد يوم واحد من سريان العقوبات الاقتصادية الأمريكية عليها، ليتم بواسطتها إطلاق صاروخ دفاع جوي جديد. أبرز ردود الفعل الدولية بعد سريان العقوبات أعرب الاتحاد الأوروبي، وكبار مسئولي فرنسا وألمانيا وبريطانيا، الأربعاء، عن أسفهم الشديد لإعادة فرض العقوبات، بعد انسحاب الولاياتالمتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة، التي أقرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وتعتب جزء من النظام العالمي؛ لمنع انتشار الأسلحة النووية، بينما أكد الاتحاد فور صدور العقوبات على تمسكه بالاتفاق النووي المشترك مع إيران. ووعدت روسيا بمساعدة إيران؛ لمقاومة الجهود الأمريكية الرامية لتحجيم مبيعاتها من النفط، وقال وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك، إن موسكو تتطلع لمواصلة تطوير تجارتها بالنفط الإيراني، في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الطاقة الروسية إن هذه التجارة ستستمر الأسبوع المقبل. بينما رحبت إسرائيل بالعقوبات الجديدة على إيران، وقال وزير الدفاع الإسرائيلى، أفيجدور ليبرمان، في بيان، "يعتبر القرار الجريء الذي اتخذه ترامب بدخول العقوبات الأمريكية على قطاعي النفط والمال الإيرانيين حيز التنفيذ، بمثابة تغير جوهري كان ينتظره الشرق الأوسط". ومن جهة أخرى وصفت تركيا الخطوة الأمريكية، بأنها تهدف لإخلال التوازن فى العالم، وصرح رئيسها، رجب طيب إردوغان، إنها لن تلتزم بالعقوبات الأمريكية على إيران. - نتائج كارثية ملموسة ومتوقعة بعد سريان العقوبات بالأمس، وبعد يومين من سريان العقوبات على إيران، رصدت وسائل الإعلام الإيرانية، تصاعد وتيرة أسعار الحليب، والبيض، وجميع منتجات الألبان الأخرى، بشكل جنوني طوال الأيام الماضية، حتى أن سعر زجاجة واحدة من اللبن تخطت حاجز 50 ألف ريال إيراني. ويتوقع خبراء إقتصاديون، أن تؤدي العقوبات الجديدة إلى مضاعفة الأزمة الاقتصادية، حيث تواصل العملة الإيرانية انخفاضها، ويرتفع معدل التضخم؛ مسببًا صعود أسعار السلع، بالإضافة إلى زيادة معدلات البطالة. واعترفت إيران رسميًا بوجود أزمات في الاقتصاد بالتقريب، منذ أن أقر المرشد الأعلى الإيراني، على خامنئي، لأول مرة، في 11 أكتوبر الماضي، بتضرر اقتصاد البلاد، مناشدًا المسؤولين بضرورة إيجاد حلول سريعة للتغلب على الأزمات الاقتصادية التي سببتها العقوبات الأمريكية في البلاد، معبرًا "ليس هناك أزمة أو مشاكل في البلد لا يمكن حلها".