أكدت جامعة الدول العربية أهمية التعاون العربي الصيني خاصة في مجال الطاقة. وقال السفير كمال حسن علي الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشئون الاقتصادية، في كلمته أمام اعمال الدورة السادسة لمؤتمر التعاون العربي الصيني في مجال الطاقة التي انطلقت مساء اليوم في القاهرة، إن الصين تشكل لاعبا رئيسيا في تحديد موازين القوى في العالم، ويعتبرها المحللون المتحكم الحقيقي في سوق النفط حاليا بعد أن استطاعت الاستحواذ على دور الولاياتالمتحدة لتصبح اكبر مستورد للنفط الخام في عام 2017. وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية تضاعف خمس مرات بنهاية العام الماضي مقارنة بعام 2004 عند إنشاء منتدى التعاون العربي الصيني، مؤكدا أهمية اقامة منصة للتعاون بين الجانبين. واعتبر السفير كمال حسن على أن هذا المنتدى يعد في طليعة المنتديات التي اقامتها الدول العربية مع الدول والتكتلات الاقليمية والدولية تحت مظلة الجامعة العربية. وقال إن المؤتمر اليوم هو أحد أهم أنشطة منتدى التعاون العربي الصيني، ونحرص دائما على دورية انعقاده بين الصين والدول العربية لأنه يناقش موضوعا يحظى باهتمام الجانبين، ألا وهو الطاقة بكافة أشكالها، خاصة وأن الطلب على مصادر الطاقة في تزايد مستمر، فالدول العربية تعتمد اعتمادا شبه كامل على مصادر النفط والغاز الطبيعي لتلبية متطلباتها من الطاقة، حيث يشكل هذان المصدران حوالي 99% من اجمالي استهلاك الطاقة في الدول العربية في عام 2017. واستعرض رؤية الجامعة العربية بشأن مواضيع الطاقة والتي ترتكز على ثلاثة محاور أولها الابقاء على المكانة الاستراتيجية للمنطقة العربية في اسواق الطاقة العالمية، وثانيها تعزيز التوجه العربي بكل مستوياته نحو التكامل وهو ما نراه حاليا في الجهود المبذولة لانشاء السوق العربية المشتركة للكهرباء، أما ثالثها فهو تنويع مصادر الطاقة الذي أصبح ضرورة تفرضها ظروف وامكانيات وموارد كل دولة. ودعا الى تعزيز التعاون الاقليمي والدولي وتبادل الخبرات والمعرفة، حيث يخلق التعاون العربي الصيني في مجال الطاقة سوقا اقليميا ممتدة وواسعة فاتحة الطريق للكثير من الفرص للجانبين على الصعيد الاقتصادي. وقال: "لقد آن الأاوان أن نبدأ نحن العرب في استثمار الأنشطة التي يتيحها المنتدى ثقافيا وفنيا وسياسيا واعلاميا مع الصين، تلك الدولة الكبيرة التي لم تعد دولة نائية ولم تعد بعيدة عن الشرق الاوسط". ويعقد المؤتمر تحت رعاية جامعة الدول العربية، وبمشاركة كبار المسؤولين بوزارات الكهرباء والطاقة في الجانبين العربي والصيني، تحت شعار "طريق واحد .. حزام واحد: فرص استثمارية واعدة "، وذلك تحت مظلة منتدى التعاون العربي الصيني الذي انطلق عام 2004 . وسبق الافتتاح الرسمي للمؤتمر سلسلة من اللقاءات لأصحاب الشركات ورجال الاعمال من الجانبين، فيما عقد الجانب العربي اجتماعا تنسيقيا بالاضافة إلى اجتماع تنسيقي آخر بين الجانبين العربي والصيني. ويناقش المؤتمر على مدى 4 أيام عددا من المحاور من خلال ه جلسات تخصص الاولى لموضوع الكهرباء والربط الكهربائي في ضوء اوراق العمل المقدمة من الجانبين، والثانية حول الطاقة المستدامة في ضوء الأوراق المقدمة من الجانبين، والثالثة حول الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والرابعة حول النفط والغاز الطبيعي وآفاق التعاون بين الجانبين، أما الخامسة فسوف تخصص لفرص الاستثمار في قطاع الطاقة والمشاريع الاستثمارية في هذا المجال. ومن المقرر أن يصدر عن المؤتمر بيان ختامي يعبر عن الرؤية المشتركة للجانبين بشأن المحاور الواردة في التعاون العربي الصيني في مجال الطاقة.