عميد الطرب يعود بنا لزمن الحلمية وأداء موسيقى رفيع لشرارة ورجب والجبالى وسرور ايناس عبد الدايم: نجحنا فى تخطى الصعوبات والحفاظ على الهوية العربية.. وجيهان مرسى: المهرجان أصبح له صدى عالمي لم يكن افتتاح مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، مجرد مناسبة للإعلان عن انطلاق مجموعة من الحفلات، لكنه كان جرس إنذار ضد التيارات الغنائية الهابطة، التي انتشرت في السنوات الأخيرة، وظهر ذلك من خلال كلمات الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، والدكتور مجدي صابر رئيس دار الأوبرا والمهرجان، وجيهان مرسى مديرة المهرجان، حيث أكدوا خلال كلماتهم أن المهرجان حائط الصد الأول ضد التيارات الغنائية الهابطة، وأنه طوال دورات هذا المهرجان كان شغله الشاغل هو الحفاظ على هوية الغناء العربي، كما أجمع الثلاثي على أن مصر تعيش أزهي عصورها مع القيادة السياسية الحكيمة، متمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسى. واثبت افتتاح المهرجان، أنه ينحاز دائمًا للغناء العربي الأصيل، من خلال الأصوات الهامة التي شاركت فى حفل الافتتاح، في مقدمتها المطربين الكبيرين محمد الحلو ومحمد ثروت، اللذان شاركا فى ليلة رد الجميل للموسيقار ميشيل المصرى، والصوت إيمان عبد الغنى بالغناء لشادية شخصية المهرجان. كما شارك بالعزف أسماء كبيرة فى عالم الموسيقى، وهم الدكتور حسن شرارة، والدكتور رضا رجب على الكمان، والدكتور ممدوح الجبالي على العود، والفنان ماجد سرور على القانون. بدأت الاحتفالية، بعرض فيلم تسجيلي عن الراحلة "شادية"، المهداه اليها هذه الدورة تقديرًا لدورها فى إثراء الحياة الفنية، والتي رحلت عن عالمنا في 28 من نوفمبر عام 2017، تاركة إرثًا فنيًا وعلامات مضيئة في مجالي السينما والغناء. ضم الفيديو التسجيلي، مقاطع من أشهر أعمال شادية، أو كما كان يلقبها الجميع "دلوعة السينما"، وكذلك مقتطفات من لقاءاتها التلفزيونية. ثم ألقت جيهان مرسىن مدير المهرجان، كلمتها ووجهت فيها الشكر لرئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى؛ لما قدمه للبلاد من أمن واستقرار واستعادة لمكانة مصر. وقالت، إن المهرجان هو الحدث الذي ينتظره العالم العربي، فهو الذي يضع نصب أعينه هوية موسيقانا العربية. وأضافت: «نجد فنانين كثيرين من أوروبا يعتمدون على المقامات الآلات الشرقية في محاولة لإثراء ما يقدمونه من أعمال، وليس بغريب أن يحظى المهرجان بهذا الاهتمام العالمي والعربي، خصوصًا مع مقاومته التيارات الفنية الهابطة، حتى أصبح يحافظ على التراث ويعمل على تجديد دماء الموسيقى العربية». وتوجهت بالشكر للدكتورة الراحلة رتيبة الحفني مؤسسة هذا المهرجان. ومن جهتها صعدت الدكتورة إيناس عبد الدايم؛ لإلقاء كلمتها وإعلان افتتاح المهرجان واصفة المهرجان، بأنه عُرس فني وعربي، مؤكدة أن دار الأوبرا المصرية مركز إشعاعي للحفاظ على الموسيقى العربية. وأضافت: "عاصرت المهرجان لعدة سنوات وكان لي شرف رئاسته، ونجحنا في تخطي كل الصعوبات والحفاظ على هويته وهو نجاح لم يكن ليحدث إلا في ظل وجود قيادة سياسية واعية تشعر بقيمة الفن ودوره". وخصت بالشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي انتصر على الإرهاب وخلق مناخًا يسمح بالفن والإبداع، وللجيش المصري العظيم الذي صان أرواح الأبرياء. ووجهت، تحية لكل النجوم العرب والمصريين المشاركين في فعاليات المهرجان، مختتمة كلمتها: "يحيا الفن وستبقى الأوبرا حصن منيع ضد محاولات التشوية والاغتراب الثقافي، الفن الحقيقي لم يُخلق للنسيان، وبروح الأمل والتفاؤل بقول تحيا مصر". وتحدث الدكتور مجدى صابر فى كلمة قصيرة عن دور المهرجان، على الساحة الفنية، ووجه التحية والترحيب بكل العرب المتواجدين بالمهرجان. وكانت لحظات التكريم مشاهدة مؤثرة للغاية، نظرًا لبكاء عدد ممن جاءوا لاستلام دروع التكريم عن أبائهم الذين رحلوا عن عالمنا منهم ابنة عازف الكمان الكبير سعد محمد حسن. وكرمت دورة هذا العام من المهرجان، المايسترو سعد محمد حسن، وتسلمت الجائزة ابنته نجلاء نيابة عنه، والمايسترو الراحل صلاح عرام، والتي تسلمها بالنيابة عنه نجله محمد، والموسيقار حلمي امين، تسلمها نيابه عنه نجله المايسترو مصطفى حلمي، كما كرم كلًا من عازف الكمان الراحل حازم سليم، وتسلمها ابنه محمد، ورياض الهمشري، وتسلما الجائزة نجليه عمر وهشام، وتواصلت التكريمات والموسيقار السعودى عبد الرب إدريس، والموسيقار عماد الشرنوبى، نوال الكويتية وتتسلم تكريمها فى حفلها بالمهرجان يوم 11 نوفمبر، وعازف الإيقاع سعيد الأرتيسيت، والفنان الكبير سمير الأسكندراني الذي تسلم التكريم وسط تصفيق حار من الجمهور. وكرم المهرجان أيضًا، عازف الناى الدكتور قدرى سرور، والدكتور والباحث العراقى حبيب ظاهر العباس، والفنان الخط محمد بغدادي، المهندس بدر الزقاقيقى، وأخيرًا النجمة التونسية لطيفة التى تسلمت تكريمها وسط حفاوة كبير من الجمهور، وبعدها سلم مجدى صابر، رئيس المهرجان ورئيس دار الأوبرا المصرية، درع تكريم المهرجان إلى الدكتورة إيناس عبد الدايم. وتم تأجيل تكريم أسم الموسيقار اللبنانى الراحل حليم الرومي، إلى ختام المهرجان لتتسلمها ابنته ماجدة الرومى، التى تكرم أيضًا في نفس الليلة. وبدأ بعد ذلك الحفل الفنى، بعميد الطرب العربى محمد الحلو، والذى غنى تتر مسلسل ليالى الحلمية، وأعادنا الحلو إلى زمن الغناء الجميل مرة بصوته، الذي مازال يحتفظ بقوته وآداءه الرفيع، ثم قدم اوركسترا سليم سحاب موسيقى الحاج متولي. وجاء صوت آخر يذكرنا بالزمن الجميل، وهو صوت محمد ثروت، مع ألحان ميشيل المصري "مين اللى ما يحبش فاطمة". وبعدها قدم فيلسوف الكمان الدكتور حسن شرارة، مقطوعة موسيقية مهداه لروح الراحل الكبير سعد محمد حسن، بعنوان من قلبي تأليف عطية شرارة، ثم قدم ساحر الكمان دكتور رضا رجب مقطوعة موسيقية مهداه أيضا لروح سعد محمد حسن، بعنوان شروق تأليف هاني مهنا. وغنت الطفلة وفاء "يا حبيبتي يا مصر" للراحلة شادية، كلمات محمد حمزة، وألحان بليغ حمدي. ثم جاء الدور على الدكتور ممدوح الجبالى، عازف العود الأهم وصاحب مدرسة فى العزف المعبر وقدم موسيقى على عش الحب، وقدمت بعده إيمان عبد الغنى أغنيتي "أمى، وأقوى من الزمن". وأهدى كلًا من الشاعر هاني عبد الكريم، والملحن محمد رحيم، أغنية جديدة إلى روح صوت الوطن الفنانة شادية، قامت بأدائها الفنانتين حنان عصام، ونهي حافظ، ويحسب لهانى ورحيم أنهما خاضا وأنجزا التجربة في قصير للغاية.