تصاعدت حدة النزاع على دير السلطان، بين الكنيسة المصرية والإثيوبية، وبينهما الاحتلال الإسرائيلي، وبلغ مداها بالاعتداء من قبل الشرطة الإسرائيلية على رهبان أقباط من الدير، بعد تنظيمهم وقفة احتجاجية سلمية ضد محاولات إسرائيل ترميم الدير دون الالتفات لحكم قضائي صادر من محكمة إسرائيلية بأحقية الكنيسة المصرية في الدير. وترصد "الشروق" في مسار زمني قصة النزاع على الدير ونشأته: 1- في القرن السادس الميلادي: أهدى السلطان عبدالملك بن مروان الدير للأقباط، ولذا سُمى دير السلطان. 2 - في القرن الثاني عشر الميلادي: تم تأييد ملكية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية للدير من جانب السلطان صلاح الدين الأيوبي. 3 - في النصف الأخير من القرن السابع عشر، لجأ الرهبان الأحباش للكنيسة القبطية ليجدوا لهم مأوى مؤقت للإقامة لديهم لحين حل مشاكلهم والعودة لأماكنهم، ولذا استضافتهم الكنيسة القبطية كضيوف في الدير بشكل مؤقت. 4 - في نوفمبر 1850 و1862 حاول الأحباش الاستيلاء على الدير، ولكن عاد بوثيقة رسمية. 5 - فى عام 1888 قام الأقباط بتجديدات في إحدى كنائس الدير، وقام الرهبان بالأحباش بالتعرض للأقباط لمنع الإصلاحات، فرفع الأقباط دعوى لوزارة العدل العثمانية في 1891 وصدر قرار السلطان في 1894 بأحقية الأقباط في الدير. 6 - في عام 1959 قام الأحباش بتضليل المتصرف الأردنيبالقدس وأقنعوه بأحقيتهم في الدير، وقامت الحكومة الأردنية بتسليم الدير للأحباش بالقوة الجبرية في 1961 مما اضطر قداسة البابا كيرلس السادس بإرسال وفد من المطارنة لمقابلة ملك الأردن، وجرى عرض كل الوثائق عليه، ليتم وقف القرار وتأكيد أحقية الأقباط في الدير. 7 - فى يونيو 1967 طردت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الرهبان الأقباط من الدير عقب نكسة يونيو، وقامت بتسليمه للرهبان الأحباش من إثيوبيا؛ ما دفع البابا المتنيح كيرلس السادس لإصدار قرار بحظر السفر للقدس للأقباط. 8 - في 1970 أثناء قداس عيد القيامة أرسلت الحكومة الإسرائيلية قوات عسكرية مكنت الأحباش من الدير إذ غيروا المفاتيح الخاصة به، ولما علم الرهبان الأقباط حاولوا استعادة ممتلكاتهم لكن القوات الإسرائيلية منعتهم بالقوة. 9- 1971 رفعت الكنيسة القبطية دعوى قضائية أمام المحكمة العليا الإسرائيلية، ضد الحكومة ووزيري الشرطة والأديان الإسرائيليين، وضد المطران الحبشي، مطالبة إياهم بعودة المقدسات المغتصبة، وتحميلهم مسئولية أي تلف أو فقدان للآثار التاريخية المقدسة داخل هذا الدير الذى ينطبق عليه مبدأ الوضع الراهن للأماكن المقدسة. وحصلت على حكم قضائي يقر بأحقيتها في دير السلطان، وهو الحكم الذي ترفض السلطات الإسرائيلية تنفيذه، الصادر في 16 مارس 1971. 10- في مارس 1980 جدد المجمع المقدس قراره بعدم التصريح لرعايا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالسفر إلى القدس، لحين استعادة الكنيسة رسميًا دير السلطان بالقدس، وهو قرار يسري تلقائيًا طالما أن الدير لم يتم استعادته. 11- في أغسطس 2016 أوفد قداسة البابا تواضروس الثاني، بطريرك الأقباط الأرثوذكس، سكرتير المجمع المقدس السابق، الأنبا رافائيل، والأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص، والأنبا يوسف أسقف جنوبي أمريكا، للتفاوض مع وفد الكنيسة الإثيوبية بشأن مشكلة الدير، بطلب من الكنيسة الإثيوبية، عبر اتصال من مطران القدس، في زيارة استمرت خمس أيام. وقال وقتها ل«الشروق»، الأنبا بيمن، أسقف نقاده وقوص، ومسئول التواصل بين الكنيسة القبطية المصرية والإثيوبية الأرثوذكسية، إن الزيارة التي قام بها وفد من الأساقفة، بحضوره للقدس؛ للتباحث مع أطراف من الكنيسة الإثيوبية حول مشكلة دير السلطان، قد حركت المياه الراكدة، وقال: "استكشفنا الوضع واستمعنا للطرف الآخر، والتحرك بعد 45 عام منذ 1971 أسعدنا لأنه جاء في ظروف مواتيه". 12- في سبتمبر 2017 سقط حجر صغير من سقف كنيسة الملاك ميخائيل وهي إحدى الكنيستين بدير السلطان، نتيجة الترميمات الواقعة فوق سطح الكنيسة في المنطقة التابعة لكنيسة الروم الأرثوذكس، مما أدى لغلق الكنيسة لحين الانتهاء من الإصلاحات وإزالة الضرر بسقف الكنيسة. وطلبت الكنيسة القبطية، أن تكون الإصلاحات على نفقتها لكن الطلب قوبل بالرفض. 13- في أكتوبر 2017 وقف شمامسة ورهبان احتجاجًا على محاولة إدخال معدات إصلاح دون علمها ودون موافقة كتابة منها، وتدخلت السفارة المصرية وطلبت تأجيل الأمر. 14- أكتوبر 2018 قوات الاحتلال الإسرائيلي تعدت بالضرب على عدد من رهبان دير السلطان المملوك للكنيسة المصرية، في أثناء وقفة سلمية نظمها الرهبان، احتجاجًا على محاولات إسرائيل إدخال معدات للترميم بالقوة.