يستمر الناخبون البرازيليون في الإدلاء بأصواتهم في انتخابات، هي الاشد استقطابا منذ عقود ويصعب التنبؤ بنتائجها، ويتوقع المرشح جاير بولسونارو ،وهو ضابط جيش سابق، ينتمي إلى اليمين المتطرف ،أن يفوز في سباق الانتخابات الرئاسية في الجولة الأولى. وقال ضابط الجيش السابق، بعدما أدلى بصوته في لجنة اقتراع في ريو دي جانيرو: "سأذهب إلى الشاطئ في 28 تشرين أول/ أكتوبر"، وذلك في إشارة إلى موعد الجولة الثانية التي لا مفر من عقدها ويتوقع معظم المحللين أنه سيواجه فيها اليساري فرناندو حداد. وأظهرت استطلاعات الرأي حصول بولسونارو (63 عاما) على ما يصل إلى 36 % من الأصوات، مقابل 22 في المئة لصالح حداد (55 عاما). لكن بولسونارو يواجه تحديا متصاعدا من فرناندو حداد، رئيس بلدية ساو باولو السابق، الذي حل محل الرئيس الأسبق الشعبوي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، كمرشح عن حزب "العمال اليساري"، حيث يقضي دا سيلفا عقوبة السجن بسبب اتهامات بالفساد. واضطر الحزب، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية الأربعة الأخيرة، لإختيار بديل للرئيس لولا الذي يتمتع بشعبية كبيرة بعد سجنه بتهم تتعلق بالفساد. وقال حداد إنه يتوقع أن تكون هناك جولة ثانية ،وهو ما سيكون أمرا "جيدا بالنسبة للبرازيل". وأضاف قبل أن يدلي بصوته في ساو باولو إن جولة الإعادة ستعطي الناخبين وقتا لمقارنة البرنامجين السياسيين للمرشحين. وينظر إلى ثلاثة آخرين من بين 13 مرشحا على أنهم لديهم فرصة أيضا للفوز في الانتخابات وهم رئيس الوزراء السابق، سيرو جوميز الذي سيتنافس مع حداد للفوز بأصوات يسار الوسط، ومارينا سيلفا، الناشطة في مجال حماية البيئة وجيرالدو الكمين، حاكم ولاية ساو باولو السابق، الذي يحاول جذب ناخبي بولسونارو المحتملين. ويحق لحوالي 147 مليون شخص الادلاء بأصواتهم وسينتخبون أيضا 513 مشرعا و53 عضوا بمجلس الشيوخ وحكام 26 ولاية في البلاد، بالإضافة إلى العاصمة برازيليا. وقال لويس دي توليانو (65 عاما) في مركز اقتراع في ساو باولو "صوتّ لصالح... بولسونارو" وأضاف "إنه مثير للجدل لكننا نحتاج إلى التغيير. يوجد الكثير من الفساد هنا". وقال رافاييل دي جيسوس (20 عاما) الذي يعمل في شركة لوجستيات "صوّتّ لصالح حداد" "سيكون بولسونارو خطيراً للغاية، إذا حكمنا عليه من خلال تصريحاته. لا أعتقد أن الشخص الذي يريد أن يخفف ضوابط حيازة الأسلحة قادر على حكم دولة". وتأتي الانتخابات في أعقاب أسوأ ركود اقتصادي على الإطلاق في البلاد، شهد انكماشا بواقع 7 % في الفترة ما بين عامي 2015 و2016. وكانت شعبية حداد قد ازدادت لتصل إلى أكثر من 20 %، بعد أن تم اختياره ليحل محل لولا، ويعتقد الكثير من المحللين أنه ربما يتغلب على بولسونارو في جولة ثانية. ويثير فوز بولسونارو قلقا من أنه ربما يرسخ نظاما استبداديا، يدعمه الجيش. لكن يقول بعض المحللين إنه من المرجح أن يصبح رئيسا ضعيفا غير قادر على التعامل مع كونجرس مفتت.