ضبط صاحب محل دفع كلبًا نحو شخص بهدف الشهرة على "السوشيال"    كاميرات المراقبة... "عين لا تكذب ولا تنام" وسلاح الأمن في مواجهة الجريمة    بمشاركة محمد فراج وبسنت شوقي.. حسين الجسمي يطلق كليب "مستنيك"    يترشح للمرة الثامنة وحكم 43 عامًا.. من هو بول بيا أكبر رئيس دولة في العالم؟    هدفها قوة التحمل.. المصري يؤدي تدريبات بدنية قوية على شواطئ بورفؤاد    حتى السبت المقبل.. مد التقديم ب المدرسة الفنية للمياه في أسيوط والوادي الجديد لعام 2025 -2026    رئيس الوزراء يفتتح مركز السيطرة والتحكم بشركة مياه الشرب بالإسكندرية    النيابة تحيل 20 متهمًا في قضية منصة «FBC» إلى الجنايات الاقتصادية    الصحة الفلسطينية: اعتقال 360 من الكوادر الطبية منذ بداية حرب الإبادة على غزة    بأرواحهم وقلوبهم.. مواليد هذه الأبراج الستة يعشقون بلا حدود    شومان: كثير من المعالجات لقضايا المرأة والأسرة تزيد أزمتها    رئيس هيئة الرعاية الصحية: 43 مليون خدمة طبية وعلاجية من خلال 157 منشأة صحية تابعة لهيئة الرعاية بمحافظات إقليم القناة    تقارير: النصر لن ينسحب من السوبر السعودي    البورصة المصرية تغلق تعاملات الإثنين على ارتفاع جماعي.. ومؤشر EGX30 يصعد 2.04%    غرفة القومي لحقوق الإنسان لمتابعة الانتخابات بلا أعضاء حزبيين    رئيس هيئة سلامة الغذاء يستقبل وزير الزراعة بإقليم البنجاب الباكستاني    فيديو الاعتداء على 3 سيدات بالدقهلية يشعل مواقع التواصل.. والداخلية تضبط المتهمين    أوائل الشهادتين الابتدائية والإعدادية الأزهرية بأسوان بعد التظلمات (صور)    حملة تموينية مكبرة لضبط الأسواق بالعاشر من رمضان - صور    لإنهاء مسلسل الانهيارات.. مدبولي: إنشاء 55 ألف وحدة سكنية لاستيعاب ساكني 7500 عقار آيل للسقوط بالإسكندرية    غزة: 120 شهيدا و557 مصابا خلال 24 ساعة.. والحصيلة الإجمالية للعدوان تتجاوز 58 ألف شهيد    حماس: نتنياهو يتفنن في إفشال جولات التفاوض ولا يريد التوصل لاتفاق    صور.. وزير الثقافة يفتتح المقر الجديد لجمعية المؤلفين والملحنين والناشرين    عازف بفرقة كاظم الساهر ل"مصراوي": "القيصر بخير وبصحة جيدة"    الموزع أحمد إبراهيم يستحوذ على نصيب الأسد في ألبوم عمرو دياب ب5 أغانى    لجنة العلاقات الأفريقية تبحث تعزيز الشراكات ومشروعات التنمية المشتركة    من هم أصحاب الأعذار الذين لهم رخصة في الاغتسال والوضوء؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    خالد الجندي: محبة الله أساس الإيمان وسر السعادة في المساجد    رسميًا.. الحكومة تبدأ إجراءات نزع ملكية أراضي لتنفيذ المرحلة الرابعة من القطار الكهربائي    افتتاح مركز طب الأسرة بقرية صفانية لخدمة 25 ألف مواطن (صور)    رئيس الوزراء يشيد بمبادرة لإدخال الإسكندرية ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل.. ويؤكد: نجاحها سيمكننا من تكرارها بمحافظات أخرى    أكاديميون إسرائيليون: المدينة الإنسانية برفح جريمة حرب    وزارة النقل تنفي صلة الفريق كامل الوزير بتسجيل صوتي مزيف يروج لشائعات حول البنية التحتية    رومانو: أوسيمين يغيب عن انطلاق معسكر نابولي للمرض    بطرس دانيال يكشف ل"البوابة نيوز" تفاصيل حالة الفنان لطفي لبيب الصحية    «الباقيات الصالحات» تطلق التشغيل التجريبي لمبادرتها الجديدة «احنا السند»    «قناة السويس» تبحث التعاون مع كوت ديفوار لتطوير ميناء أبيدجان    ندوات للسلامة المهنية وتدريب العاملين على الوقاية من الحوادث بالأسكندرية    «الوطنية للتدريب» تواصل تنفيذ برنامج «المرأة تقود في المحافظات المصرية»    رئيس الوزراء يبدأ جولة تفقدية لعدد من المشروعات بمحافظة الإسكندرية    طهران: قواتنا مستعدة لتوجيه الرد المزلزل إذا كرر الأعداء ارتكاب الخطأ    «الأوقاف» تُطلق الأسبوع الثقافي ب27 مسجدًا على مستوى الجمهورية    ضبط قضايا اتجار في العملات ب«السوق السوداء» بقيمة 7 ملايين جنيه    لفت الأنظار في المونديال.. بالميراس يرفض 3 عروض أوروبية لريتشارد ريوس    تحولات الوعي الجمالي.. افتتاح أولى جلسات المحور الفكري ل المهرجان القومي للمسرح (صور)    توزيع 977 جهاز توليد الأكسجين على مرضى التليفات الرئوية «منزلي»    موعد صرف معاشات شهر أغسطس 2025 بعد تطبيق الزيادة الأخيرة (احسب معاشك)    الخطيب يتفاوض مع بتروجت لضم حامد حمدان.. ومدرب الزمالك السابق يعلق: داخل عشان يبوظ    الأهلي يبدأ اتخاذ إجراءات قانونية ضد مصطفى يونس بحضور الخطيب (تفاصيل)    قبل «درويش».. 3 أفلام جمعت عمرو يوسف ودينا الشربيني    «نيابة الغردقة» تُصرح بدفن جثة لاعب «الفلاي بورد» ونقله لدفنه ببلدته بالمنوفية    ماذا قال رئيس مجلس الدولة لوزير الأوقاف خلال زيارته؟    تفاصيل زيارة المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب في دمياط لمتابعة تنفيذ برنامج "المرأة تقود"    أوروبا تسير على خطى ترامب في مطاردة المعادن الحيوية مع تأجج الحرب التجارية    مستشار الرئيس للصحة: الالتهاب السحائي نادر الحدوث بمصر    دعاء في جوف الليل: اللهم اللهم أرِح قلبي بما أنت به أعلم    12 صورة لضرب لويس إنريكي لاعب تشيلسي بعد المباراة    أول رد فعل ل وسام أبوعلي بعد بيان الأهلي ببقائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوزير القاضي الملاكم ممدوح مرعي.. 10 أعوام في أوج السلطة ثم 7 سنوات من الصمت
نشر في الشروق الجديد يوم 07 - 10 - 2018

*مبارك طلب بقاءه في آخر حكوماته.. عارض تغول رجال الأعمال في الغرف المغلقة.. سيطر على القضاء بعد أزمة 2005.. ولم توحه له اتهامات فساد
في مايو 2006، خرجت مظاهرات في محيط دار القضاء العالي تضامناً مع المستشارين محمود مكي وهشام البسطويسي اللذين أحالهما وزير العدل المستشار محمود أبوالليل إلى مجلس الصلاحية، على خلفية اتهامهما بإعداد قائمة أسمياها "القائمة السوداء" تضم أسماء بعض القضاة المتورطين في وقائع تلاعب وتزوير في انتخابات مجلس الشعب 2005.
كانت الأوضاع تنذر بانفلات غير مسبوق في السلطة القضائية، وبدا للقيادة السياسية أن أبوالليل غير متمكن من السيطرة على القضاة الغاضبين، والذين بدأوا يتفاعلون مع الحراك السياسي والحقوقي الصاعد في المجتمع المصري، فوقع اختيار الرئيس حسني مبارك على المستشار ممدوح مرعي، رئيس المحكمة الدستورية العليا، لتولي منصب وزير العدل في أغسطس 2006.
مرعي، الذي وافته المنية صباح اليوم عن عمر يناهز 80 عاماً، هو واحد من القضاة الذين عرفوا طوال مشوارهم بالقدرة الإدارية، وعدم الالتفات للاعتبارات الشخصية والسياسية في العديد من المواقف، وساعدت ملامحه الصارمة وماضيه الرياضي في لعبة الملاكمة على رسم صورة قاسية وحاسمة له في دوائر عمله ووسائل الإعلام.
لم يكن مرعي يحمل أجندة معارضة لنظام مبارك، بل كان من أكثر الوزراء الموثوقين بالنسبة له حتى النهاية، لكنه -وبحسب مصادر قضائية عديدة- كان داخل الغرف رافضاً للظواهر التي طرأت في السنوات الثلاث الأخيرة من عهد مبارك من امتزاج المال بالسلطة، والصعود اللافت لجمال مبارك وأحمد عز وتدخلهم في شئون الوزارات المختلفة، وتفويض مبارك لنجله الأصغر عن جزء كبير من مسئولياته في المتابعة والاتصال الحكومي والبرلماني.
وبعد قضائه أكثر من 4 أعوام في الوزارة، استطاع خلالها التغلب على أزمات عديدة، إدارية وقانونية ومالية، ومُني تيار الاستقلال القضائي بهزيمة في انتخابات نادي القضاة، اندلعت ثورة 25 يناير، ووجد مبارك نفسه مجبراً على تغيير حكومة أحمد نظيف التي كانت معروفة ب"حكومة رجال الأعمال" وكلف الفريق أحمد شفيق بتشكيل الحكومة، لكنه رفض التخلي عن عنصرين اثنين فقط من حكومة نظيف، هما: وزير الخارجية أحمد أبوالغيط، ووزير العدل ممدوح مرعي، وفقاً لما كشفه شفيق في حوار تليفزيوني عام 2012.

*المشوار القضائي
تخرج مرعي في كلية الحقوق بجامعة عين شمس عام 1957 وعين معاوناً للنيابة في العام ذاته، وتدرج في السلك القضائي وكيلاً للنيابة، ثم قاضياً بمحكمة ابتدائية، ثم رئيساً لمحكمة، ثم مستشاراً بالاستئناف، ثم نائباً لرئيس محكمة الاستئناف، ثم رئيساً لمحكمة استئناف القاهرة عام 2001.
وكان صيف 2003 مفصلياً في حياة مرعي، فعلى نحو مفاجئ توفي المستشار فتحي نجيب رئيس المحكمة الدستورية العليا في 8 أغسطس، وظل المنصب شاغراً أسبوعين تقريباً، درس خلالها مبارك تقارير عن السيرة الذاتية للعديد من القضاة من داخل وخارج المحكمة الدستورية، حيث كان القانون آنذاك يسمح له باختيار رئيس للمحكمة من خارجها، ثم وقع اختيار مبارك على مرعي في 26 أغسطس 2003، والذي كان مفاجئاً ومغضباً لكثيرين نظراً لابتعاد مرعي عن منصة القضاء فترات طويلة.
وبعد نحو عامين؛ صدر قانون الانتخابات الرئاسية 174 لسنة 2005 ناصاً على تشكيل لجنة الانتخابات الرئاسية المنصوص عليها في المادة 76 من الدستور برئاسة رئيس المحكمة الدستورية العليا، ليصبح مرعي رئيساً لأول لجنة تجري انتخابات رئاسية تعددية في تاريخ مصر.
ورغم صورية المنافسة وضعف الإمكانيات لعدم وجود سوابق في إدارة عملية انتخابية بهذا الحجم، استطاعت لجنة الانتخابات الرئاسية برئاسة مرعي خلق قواعد لإدارة الانتخابات كانت اللبنة الأولى لعمل اللجان والهيئات التي أشرف على الانتخابات التشريعية والرئاسية فيما بعد، وبصفة خاصة بعد ثورة يناير، خاصة فيما يتعلق بتوزيع القضاة والموظفين والتواصل مع الوزارات المعنية والهيئات الدولية ومنظمات المجتمع المدني.
وكان مرعي في هذا الإطار يبعدد من القضاة الشباب الذين يجمعون المعرفة القانونية بالمهارة الإدارية، اضطلع بعضهم لاحقاً بإدارة استحقاقات انتخابية مهمة.
وبلغ مرعي سن التقاعد في 30 يونيو 2006 وخلفه في رئاسة المحكمة الدستورية النائب العام المستشار ماهر عبدالواحد، ثم اختير وزيراً للعدل في أغسطس من العام ذاته.
*في الوزارة
وضع مرعي على رأس أولوياته السيطرة على القضاة وأعضاء جميع الهيئات من خلال تركيز الخدمات والصلاحيات في يد وزارة العدل والمجالس العليا للهيئات القضائية، ومن ثم إضعاف أندية القضاة وعدم إشراكها في إدارة الشأن القضائي، وقصر دورها على الأنشطة الاجتماعية، وكان من أوجه ذلك دخوله في مشكلة طويلة مع المستشار يحيى دكروري رئيس نادي مجلس الدولة، على خلفية رفض تنفيذ حكم علاج قاض شاب بالمجلس على نفقة الدولة.
ورغم توجيه انتقادات عديدة للوزارة في عهده، كالسيطرة على محاكم ودوائر بعينها، واللجوء المتزايد لمحكمة الأمور المستعجلة لوقف الأحكام القضائية الصادرة ضد الحكومة، وإهدار مئات الأحكام خاصة الصادرة من مجلس الدولة في المجال السياسي والإنساني، إلاّ أن القضاة مازالوا يتذكرون لمرعي الحرب الضروس التي شنها على الفساد المالي والسلوكي.
وبعد أيام من اندلاع ثورة يناير، وتحديداً في 3 فبراير 2011، أجرى مرعي مداخلة هاتفية مع قناة الحياة، في "إطلالة نادرة" كما وصفها الإعلامي عمرو أديب، أعلن فيها إجراء تحقيقات جادة في أحداث 25 يناير وجمعة الغضب 28 يناير وموقعة الجمل، وكانت هذه تصريحاته الإعلامية الأخيرة.
وبعد تنحي مبارك؛ استشاره المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير حسين طنطاوي -والذي مرعي مقرباً له- في تشكيل لجنة التعديلات الدستورية، والتي شكلت برئاسة المستشار طارق البشري، وكان من أعضائها اثنان من مساعدي مرعي السابقين وأعضاء المحكمة الدستورية العليا المقربين له هما: المستشار حسن البدراوي والمستشار حاتم بجاتو.
وفتح مرعي أبواب وزارة العدل لعمل هذه اللجنة دون أن يتدخل في عملها، لتنتج مشروعاً لتعديل بعض مواد دستور 1971 ليتحول فيما بعد إلى الإعلان الدستوري الصادر في 30 مارس 2011، ومشروعي تعديل قانوني الانتخابات الرئاسية ومباشرة الحقوق السياسية.
ومع سقوط حكومة شفيق في 3 مارس، انتهى دور مرعي الذي استغرق نحو 10 سنوات في الحياة السياسية وأعلى مناصب القضاء، ولم تحرك ضده أي دعاوى جنائية أو تحقيقات فساد، وآثر الصمت لسبع سنوات، على خلاف معظم وزراء مبارك وقيادات الحزب الوطني المنحل، حتى وافته المنية صباح اليوم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.