وقع الكثير من الاغتيالات السياسية، بسبب الاختلافات في الفكر والرؤى، عدد غير قليل من هذه الاغتيالات طال الرؤساء والملوك أنفسهم. وفي هذا التقرير ترصد «الشروق» بعض أشهر مرتكبي هذه الحوادث: 1-«خالد الإسلامبولي» في 6 أكتوبر عام 1981، وتقريبًا في الساعة 12 ونصف ظهرًا, وبينما كان الرئيس محمد أنور السادات والقادة العسكريون، وكبار رجال الدولة، على المنصة، يتابعون فعاليات العرض العسكري الجوي في السماء، احتفالًا بذكرى نصر أكتوبر، توقفت إحدى سيارات العرض العسكري، التي كانت تقطر مدفع 130 مم، أمام المنصة عدة مرات، وهو ما أعطى انطباعًا لقوات أمن المنصة، بأن عطلًا تخلل السيارة. السيارة، من نوع الكراز، كانت تقل كلًا من الملازم خالد أحمد شوقي الإسلامبولي، والملازم أول عبد الحميد عبد السلام، والملازم أول مهندس عطا طايل، والرقيب حسين عباس محمد. «ظننا أن السيارة تعطلت أو حدث شيء ما، لكن تبين فيما بعد أن خالد الإسلامبولي أمر السائق بالتوقف، فجادله السائق ثم استمر بالمسير، وهو ما جعل الإسلامبولي يشد فرامل اليد، ففر السائق»، هكذا يروي اللواء أحمد الفولي، الضابط السابق في جهاز الشرطة المصرية وقائع ما حدث، خلال لقاء تليفزيوني. بعد توقف السيارة ترجل خالد الإسلامبولي نحو المنصة، بدون أي سلاح، وهو يهتف ويصرخ، مما جعل السادات يقف قائلًا: «فيه إيه يا ولد؟ شوفوا الولد ده عايز إيه»، فأخرج الإسلامبولي قنابل يدوية ورماها في المكان، ثم عاد مجددًا إلى السيارة لجلب سلاحه، بينما كان الثلاثة الآخرون فوق السيارة قد بدأوا في إطلاق النيران على المنصة، ليحيط الأربعة بالمنصة من جوانبها الثلاثة، لتنتهي حياة الرئيس السادات، في واقعة اغتيال لم تستغرق أكثر من 45 ثانية، كان رأس حربتها هو خالد الإسلامبولي.
2- «فيصل بن مساعد آل سعود» في 25 مارس عام 1975، وأثناء استقباله لوزير النفط الكويتي، عبد المطلب الكاظمي في الديوان الملكي بالعاصمة الرياض، اغتيل الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، الملك الثالث للملكة العربية السعودية. حدثت واقعة اغتيال الملك فيصل، على يد أحد أفراد العائلة الملكية، الأمير فيصل بن مساعد بن عبد العزيز، الذي كان قد انطلق وأشهر مسدسه في وجه عمه الملك، ليطلق منه ثلاث طلقات، إحداها اخترقت أوردته، ليفارق على إثر ذلك الحياة، رغم المحاولات الطبيّة لإسعافه. الثأر لمقتل شقيقه المقتول على يد قوات الأمن السعودية، و محاولة قلب نظام الحكم في المملكة، إلى جانب التحريض من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية بسبب موقف الملك فيصل من أثناء حرب أكتوبر 1973، كل هذه التكهنات أثيرت بشأن الأسباب التي دفعت الأمير الشّاب لاغتيال عمّه.
3-«مبارك بو معرافي» في 29 يونيو عام 1992، اغتيل الرئيس الجزائري محمد بو مضياف، في مدينة عنابةالجزائرية، أثناء ألقائه خطابًا مذاعًا على التليفزيون. وقعت حادثة اغتيال الرئيس الجزائري على يد أحد أفراد قوات الحرس الرئاسي، مبارك بومعرافي، والمحسوب على التيار الإسلامي في الجزائر. وأصدرت المحكمة بحق «بو معرافي»، حكمًا بالسجن، المؤبد بعد اعترافه بالانتماء إلى الجماعات المتشددة، وتخطيط وتنفيذ الاغتيال وفقًا لمخطط شخصي.
4-«هارفي أوزوالد» اغتيل الرئيس الأمريكي جون فيتزجيرالد كينيدي، في يوم الجمعة 22 نوفمبر، عام 1963 في ولاية تكساس، في سيارته المكشوفة برفقة زوجته جاكلين وحاكم ولاية تكساس، ضمن الموكب الرسمي له بالولاية. واتهم هارفي أوزوالد، بقتل الرئيس جون كينيدي، عبر قنصه من مستودع كتب يطل على موقع سير الموكب، وذلك بعد أن تم القبض عليه بعد ساعتين من اغتيال كينيدي مباشرة. وقتل أوزوالد في 24 نوفمبر، في السجن، على يد جاك روبي، وهو صاحب ملهى ليلي، مما يرفع من سقف الشكوك التي تشير إلى وجود مؤامرة ما بشأن مقتل الرئيس الأمريكي.
5-«جون ويلكس بوث» اغتيل الرئيس الأمريكي، صاحب مبادرة إعلان تحرير العبيد، وإلغاء العبودية في ولايات الجنوب، في يوم الجمعة 14 أبريل في مسرح فورد علي يد الممثل جون ويلكس بوث، وذلك بعد أيام من انتهاء الحرب الأهلية. جون ويلكس بوث، الذي أطلق الرصاص على لينكولن من خلفه، وهو جالس في المقصورة يشاهد مسرحية، كان أحد المناهضين لسياسات لينكولن، والداعين لانفصال ولايات الجنوب الأمريكية. ألقي القبض على «بوث» بعد 12 يومًا من الحادثة، حيث حوصر على يد بعض رجال الجيش، لكنه حاول الهرب، فأطلقت عليه النيران، وقتل في 26 أبريل.