-وزيرا التنمية المحلية والبيئة يتفقدان موقع الحريق وآثاره المدمرة -وحصر التلفيات يشمل تفحم 150 فدانا بواقع أكثر من 20 ألف نخلة وشجرة فاكهة أدى الحريق المدمر الذي لحق بمزارع النخيل بقرية الراشدة بمركز الداخلة في الوادى الجديد، إلى تفحم أكثر من 150 فدانا تضم أكثر من 20 ألف نخلة وأشجار الفاكهة بناء على الحصر الذي أجراه القطاع الزراعى بالمحافظة، علاوة على تفحم شون أعلاف ماشية وانتقال السنة النيران إلى عدد من المنازل واحتراق الوحدة الصحية بالقرية الأمر الذي دفع إلى إقامة مستشفى ميداني لإسعاف المصابين جراء شدة الحريق داخل مدرسة الراشدة الابتدائية. كان اللواء محمد كمال مدير أمن الوادي الجديد، تلقى بلاغا من قسم شرطة الداخلة يفيد بنشوب حريق بقرية الراشدة؛ فدُفع بعدد من سيارات الإطفاء لموقع الحريق إلا أن شدة الرياح فاقت قدرة السيطرة على الحريق الذي امتد لأكثر من 16 ساعة متواصلة. ويقول عماد سبع، أحد أهالي قرية الراشدة وشاهد عيان على الحريق، إن حريق الراشدة هو أكبر حريق مر بتاريخ الوادي الجديد، وقد وقع بعد غروب الشمس واستمر حتى شروقها، وبدأ الحريق بمزارع النخيل في مناطق آبار زراعية بعين الرحمة والشيشلانة وعين النبق والجارة وامتد لجميع المناطق الزراعية بالقرية، واشتدت ألسنة اللهب في مشهد لم يتكرر من قبل، وكانت تتطاير من منطقة لأخرى، وتدمر الأخضر واليابس وسط محاولات قوات الدفاع المدني في السيطرة وإقامة عازل ترابي بين المناطق الزراعية والمنازل بالقرية لحمايتها في حالة امتداد النيران، بالإضافة إلى فرض طوق من سيارات الإطفاء بمحيط المنازل لحمايتها من دمار النيران. وأضاف ل"الشروق"، أن الحريق امتد لأكثر من 16 ساعة وهو خامس حريق تشهده الراشدة على مدار السنوات الأخيرة، فقد باتت القرية مهددة من وقت لآخر لنشوب حريق دون الوقوف على الأسباب الرئيسية وراء الحريق، وتم عُقد أكثر من اجتماع بين أهالي القرية بحضور المسؤولين وتم توفير حنفيات حريق في ظل وجود أماكن ضيقة يصعب وصول سيارات الإطفاء لها، لكن الحريق هذه المرة فاق قدرات البشر نتيجة شدة العواصف وتطاير النيران والشرر مثل الأمطار علاوة على الدخان الكثيف الذي احجب الرؤية، مردفا: "لم نشهد أسوأ من تلك الليلة طيلة حياتنا". وأضاف محمد علي، أحد أهالي الراشدة: "إننا سارعنا إلى إخلاء المنازل بعدما تحولت القرية إلى مشهد ضبابي بجانب جوب سيارات الوحدة المحلية تنادي بسرعة خروج الأهالي من المنازل خشية امتداد النيران وتم نقل الأطفال وكبار السن وبعض المحتويات خارج القرية والدموع تنهمر من الخوف والتشرد"، متابعا: "على الرغم من فرض الأجهزة الأمنية وقوات الدفاع المدني طوق لحماية المنازل والسيطرة على أي حريق يشب بها، احترقت 3 منازل بجانب احتراق الوحدة الصحية وتم نقل محتوياتها إلى مستشفى ميداني بمدرسة الراشدة الابتدائية". وأجرى اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، والدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، والدكتور عز الدين العباسي رئيس المعمل المركزي لبحوث النخيل بوزارة الزراعة، زيارة لتفقد موقع حريق قرية الراشدة المدمر برفقة اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد؛ بهدف الوقوف على أسباب الحريق وآثارة البيئية والتوصل إلى الطرق اللازمة لحماية مزارع النخيل من الحرائق والآثار البيئية السلبية واستمرار أعمال الحصر للمتضررين بعدما بلغ الحصر المبدئي تضرر 350 مزارعا، علاوة على حصر أنوع أشجار النخيل والفاكهة المتفحمة. من جانبه، أكد اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، أنه حرص على التواجد من بداية نشوب الحريق بالراشدة، ولن يترك الموقع إلا بعد السيطرة الكاملة واستقرار الأهالي، قائلا إنه بمجرد ارتفاع ألسنة اللهب واتساع دائرة النيران تم التعزيز ب30 سيارة إطفاء إضافية من محافظاتسوهاج وأسيوط، بجانب الدفع بطائرات إطفاء تتبع القوات المسلحة بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الفريق أول محمد زكي وزير الدفاع، والدفع ب4 من الطائرات الهليكوبتر للمساعدة في إخماد الحريق الذي شب بقرية الراشدة بمركز الداخلة، بالإضافة إلى المتابعة المستمرة من مكتب "السيسي" لحظة بلحظة لتداعيات الموقف وكذلك المتابعة من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء. بالإضافة إلى وجود أهالي القرى وجموع المسؤولين بالقطاعات المختلفة للمساهمة الفعلية في حماية المنازل والأطفال وكبار السن من الحريق وفرض طوق لحمايتهم من ألسنة اللهب. وأشار إلى السيطرة بالكامل على الحريق وسط استمرار عمليات التبريد وانخفاض شدة الرياح، واستمرار جهود عمليات الإطفاء بالجانب المنخفض بسواعد رجال الدفاع المدني ومحاصرة النيران بالجانب الأفقي من خلال طائرات القوات المسلحة، مشيرا إلى توفير الدعم الكامل للأهالي وسيتم صرف تعويضات للمتضررين. وقال كمال إبراهيم رئيس مركز الداخلة بالوادي الجديد، إنه بمجرد نشوب الحريق تم استدعاء جميع روؤساء الوحدات المحلية القروية، وتوفير جميع فناطيس المياه بالوحدات القروية وتشكيل غرفة عمليات بمقر الوحدة المحلية بالراشدة؛ للتعامل الفوري مع الحريق، بجانب تشغيل جميع الآبار الزراعية وتوفير مواتير لشفط المياه، موضحا أنه بعد اتساع دائرة اللهب، كان التركيز يهدف للسيطرة على المنازل وحمايتها من النيران، وبالأخص بعدما وصلت النيران إلى منطقة الجارة التي تضم كميات من النخيل الجاف والأشجار القديمة. من جانبها، قالت الدكتورة سيدة مشرف وكيلة وزارة الصحة بالوادي الجديد، إن حالة الطوارئ القصوى بجميع المستشفيات والوحدات الصحية وتم استدعاء كافة الأطباء وأطقم التمريض بمركز الداخلة بجانب توفير نحو 50 سيارة إسعاف من جميع المرافق ونقاط الإسعاف المختلفة، لسرعة نقل المصابين بحروق وإغماء واختناق إلى المستشفيات لإسعافهم، فقد بلغت حصيلة المصابين نحو 37 شخصا من بينهم 7 من أفراد وقوات الدفاع المدني اللذين واصلوا عمليات الإطفاء لمدة 16 ساعة متواصلة. وفي نفس السياق، تواصل الأجهزة الأمنية التحقيق في واقعة الحريق الذي لم تشهده المحافظة من قبل؛ بهدف التوصل إلى أسباب الحريق المروع، علاوة على استمرار التحقيقات بالنيابة.