اتّهم وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، اليوم الخميس، المخابرات العسكرية الروسية «جي.آر.يو» بشن هجمات إلكترونية ضد مؤسسات سياسية ورياضية وشركات ووسائل إعلام من حول العالم. وقال «هانت» -في بيان- إن هذا النوع من السلوك يُظهر رغبتهم بأن يعملوا بدون اعتبار للقانون الدولي أو القواعد المعمول بها وبأن يتصرّفوا مع شعور بالإفلات من العقاب وبدون النظر إلى العواقب. وأضاف أن «رسالتنا واضحة. بالتعاون مع حلفائنا، سنكشف ونردّ على محاولات أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية لتقويض الاستقرار الدولي»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. ووفقًا لوزارة الخارجية البريطانية، استطاع المركز الوطني البريطاني للأمن السيبراني أن يُحدّد أنّ أجهزة المخابرات العسكرية الروسية تقف وراء العديد من الهجمات التي ارتُكبت في كل أنحاء العالم من جانب مهاجمين إلكترونيين معروفين. وأشارت إلى أنّ هذه الهجمات الالكترونية التي شُنّت بشكل «عشوائي وغير قانوني» قد «أثّرت على مواطنين في العديد من الدول، بما في ذلك روسيا، وكلّفت الاقتصادات الوطنية» الملايين من الأموال. ومن بين الهجمات الإلكترونية التي حدّدها المركز الوطني البريطاني للأمن السيبراني، هناك خصوصًا الهجوم الذي طاول الحزب الديموقراطي الأمريكي وشكل مقدمة لفضيحة التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016. وتشمل الهجمات أيضًا تسريبات وثائق سرية ناتجة عن اختراق قاعدة بيانات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، والهجوم الإلكتروني الذي طاول مطار أوديسا في أوكرانيا. وقال مصدر في الحكومة البريطانية إن أجهزة المخابرات العسكرية الروسية ترتبط بمجموعات قرصنة معروفة وغالبًا ما تقَدم على أنها مقربة من السلطات الروسية، بينها: «فانسي بير»، و«ساندوورم»، و«سترونتيوم»، و«آي بي تي 28»، و«سايبر كاليفيت»، و«سوفايسي»، و«بلاك إينرجي آكتورز». وأضاف المصدر أنه نظرًا إلى المستوى العالي من الثقة إزاء هذا التقييم، تعتقد الحكومة البريطانية أن الحكومة الروسية تتحمل المسؤولية. ولجهاز المخابرات العسكرية الروسية عملاء في أنحاء العالم، وهو يرفع تقاريره مباشرة إلى رئيس الأركان العامة ووزير الدفاع. ولا يعلق جهاز المخابرات العسكرية علنا على أعماله. وهيكل الجهاز وعدد العاملين به ومصادر تمويله من أسرار الدولة الروسية، وفقا لوكالة «رويترز». يشار إلى أنه على الرغم من أن المخابرات العسكرية الروسية «جي.آر.يو» أقل شهرة من جهاز الأمن «كيه.جي.بي» في عهد الاتحاد السوفيتي السابق، إلا أنه لعب دورا رئيسيا في أحداث كبرى خلال القرن الماضي بدءا بأزمة الصواريخ الكوبية وانتهاء بضم شبه جزيرة القرم.