"كان شايل ألوانه كان رايح مدرسته.. ولما انطلق الغدر وموت حتى براءته سال الدم الطاهر على كراسته"، أحد الأوبريتات المصرية التي شارك فيها فنانون لتخليد القضية الفلسطينية، وبالأخص بعد مشهد مقتل الشهيد محمد الدرة خلال انتفاضة الأقصى عام 2000 في قطاع غزة. ومشهد مقتل الطفل محمد الدرة لم يكن الأول، ولن يكون الأخير، في ظل اشتعال الصراعات والحروب في عدد من دول المنطقة، يكون الأطفال هم الأكثر عرضة للأذى، ففي الحروب لا تراعي حقوق الإنسان أو حقوق الطفل، فنيران القنابل والأسلحة لا تفرق بين جندي ومدني أو حتى بين طفل وشاب، الكل تطاله نيران الحرب. واليوم مع مرور 18 عاما على استشهاد محمد الدرة، ترصد لكم "الشروق" أبرز مشاهد الأطفال التي لا تزال عالقة في الأذهان.. -استشهاد محمد الدرة: في الثلاثين من سبتمبر عام 2000، وخلال أحداث اليوم الثاني من انتفاضة الأقصى بقطاع غزة، ووسط احتجاجات الفلسطينيين التي امتدت على نطاق واسع في الأراضي الفلسطينية، تمكن المصور الفرنسي شارل إندرلان، ولمدة دقيقة كاملة من توثيق مشهد احتماء رجل وطفل صغير "جمال الدرة وولده محمد" خلف برميل إسمنتي بعد تبادل إطلاق النار بين الجنود الإسرائيليين وقوات الأمن الفلسطينية. وخلال اللقطة التي جذبت انتباه الجميع، ظهر الأب وهو يشير لمطلقي النيران بالتوقف دون أن ينصت له أحد، واستمر إطلاق النيران، إلا أن أصابت الطفل وركد على ساقي أبيه.
-الطفلة المحترقة "أيقونة حرب فيتنام": الطفلة كيم فوك، أيقونة حرب فيتنام التي استمرت طيلة 20 عامًا، حيث التقطت لها صورة وهي تجري في الشارع محروقة عارية عام 1972، وظهرت على الطفلة علامات الذعر، تلك الصور سرعان ما انتشرت وقتها في العالم أجمع، تاركه ردود فعل دولية. الطفلة فوك، كانت بمثابة "أيقونة" لحرب فيتنام، بسبب مشاهدها التي تسببت فيها إطلاق طائرات أمريكية لقنابل النابالم على قرية "ترانج"، التي كانت تتواجد فيها. -الطفل السوري آلان الكردي: سبتمبر 2015، انتشرت صورة لطفل سوري مات غرقًا على شاطئ بودروم في تركيا، صور آلان الكردي، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام تاركة صدمة كبيرة لدى الجميع في العالم. آلان الكردي، صاحب الثلاث سنوات، كان برفقة والديه وأخيه، خلال محاولتهم للوصول إلى اليونان بواسطة قارب صغير، في رحلة الموت التي انطلقت من سواحل تركيا ومعهم عدد من اللاجئين السوريين. وتوفي آلان، بعد أن انزلق من يد والده عقب انقلاب القارب في البحر المتوسط، وتوفي معه في الحادث والدته وأخوه في حادث مأساوي هز العالم أجمع. -الطفل السوري عمران دقنيش: عمران دقنيش، الطفل السوري الذي انتشرت صوره في أغسطس 2016، في وسائل الإعلام العالمية، وكان وجهه ملطخ بالدماء والتراب، وكان وجهه مذهولا، ولاقت الصورة انتشارًا واسعًا في العالم، بسبب براءة عمران، الذي ظل داخل سيارة الإسعاف صامتا ولم يبكي. وكان عمران وعائلته قد تعرض منزلهم للانهيار، خلال قصف القوات الروسية والسورية، في مدينة حلب، وأخرج المسعفيين الطفل من تحت الأنقاض. -فارس عودة: نوفمبر 2017 قُتل الفلسطيني فارس عودة برصاص الجيش الإسرائيلي، قرب معبر كارني في قطاع غزة، خلال قيامه برمي الحجارة خلال الشهر الثاني من انتفاضة الأقصى. وكان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أطلق على عودة لقب "الجنرال"، بعد انتشار صورته وهو يتصدى لدبابة "الميركافا" الإسرائيلية بالحجارة؛ خلال مواجهات مع قوات الجيش الإسرائيلي شرق غزة. -الطفلة إيمان حجو: استشهدت الرضيعة إيمان مصطفى حجو، ذات الأربعة أشهر، عام 2001، خلال قذيفة دبابة إسرائيلية في مدينة خان يونس بقطاع غزة، وكانت الطفلة في ذلك الوقت في أحضان والدتها، في جريمة أبكت الجميع. -مقتل الطفل علي دوابشة: تعرض منزل عائلة دوابشة في قرية دوما بمحافظة نابلس بالضفة الغربية، لحريق كبير توفي على أثره الرضيع علي دوابشة وعمره 18 شهراً، بعد أن أشعل مجموعة من المستوطنين المتطرفين من عصابات ما يسمى "دفع الثمن" باقتحام القرية وإشعال النيران في المنزل. وكان اليهود الأربعة الذين أشعلا النيران في منزل سعد ومأمون دوابشة، من مستوطنتي "يحي" و"ويش كودش"، وقاموا بكتابة شعارات عنصرية باللغة العبرية مثل "يحيا الانتقام" و"انتقام المسيح"، وقد أفرجت المحكمة العليا عوتها عن المتهمين بدعوى عدم بلوغهم سن الرشد وقت الجريمة. -خطف وحرق محمد أبو خضير: خُطف وعُذب وأُحرق وهو على قيد الحياة، إنه الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير، من حي شعفاط بالقدس، الذي تعرض للقتل بعد التعذيب على أيدي مستوطنين متطرفين عام 2014. قبل مقتل أبو خضير، كان قد عُثر على جثث ثلاث مستوطنين إسرائيليين في الخليل، وحرضت عضو الكنيست أيليت شكد، الشارع اليهودي على قتل أطفال الفلسطينيين ووصفت الأطفال الفلسطينيين بالثعابين الصغار.