«حروب متناثرة، صراعات كثيرة ومعارك متعددة».. هكذا بات الحال في السنوات الأخيرة في البلدان العربية ومنطقة الشرق الأوسط، ونتج عنها جراح لا تضمد وألم لا ينتهي، فأُزهقت العديد من الأرواح، ولم تفرق الأيادي الغاشمة بين مدني وعسكري ولا بين رجل وشيخ وطفل. وتحل اليوم الذكرى ال 16 على وفاة واحد ممن اهتزت له ضمائر العالم ومشاعره، هو الشهيد الفسطيني الطفل محمد الدرة، الذي رحل في مثل هذا اليوم 30 سبتمبر عام 2000، ولا يزال مشهد رحيله غصة في حلق الاحتلال الاسرائيلي ودليل إدانة على إجرامه ووحشيته. جاء استشهاد الدرة البالغ من العمر اثنتي عشرة عامًا، بعد أن وقع هو ووالده وسط محاولات تبادل إطلاق النار بين الجنود الإسرائيليين وقوات الأمن الفلسطينية أثناء انتفاضة الأقصى، فاحتموا خلف برميل اسمنتي، ووقتها طلب والده بإشارة وقف اطلاق النار، لكن لم يستجب أحد له. ومع استمرار إطلاق النارحاول الأب حماية ابنه، لكنه لم ينجح في مهمته واخترقت عدة رصاصات جسده هو وابنه، وبعدها سقط محمد الدرة شهيدا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي. ويعيدنا مشهد استشهاد «محمد الدرة» إلى مشاهدة أخرى مشابهة، كان ضحيتها الأطفال في معارك شتى لا ناقة لهم فيها ولا جمل. وترصد«بوابة الوفد» ابرز هؤلاء الأطفال: «إيمان مصطفي» في مايو 2001، وفي موقف مماثل لمقتل الدرة، استشهدت الطفلة الفلسطينية إيمان مصطفي، التي كانت تبلغ 4 شهور فقط، هى الأخرى في أحضان والدتها، حيث اخترقت قذيفة دبابة صهيونية صدرها، تاركًا خلفه ثقبًا كتب نهاية حياتها، بعد أن تناثرت دماؤها واشلاؤها في كل مكان. «محمد أبو الخضير» وفي يوليو 2014، تم خطف وتعذيب وحرق الطفل الفلسطيني «محمد أبو خضير»، وهو مازال حيا على قيد الحياة، على أيدي مستوطنين متطرفين، وعُثر على جثته في دير ياسين، وأعقب مقتله حيًا موجة احتجاج واسعة في مدينة القدس وإدانة العالم للحادثة. و«الخضير»، هو طفل فلسطيني كان يبلغ من العمر 16 عاما من حي شعفاط بالقدس، ويومها غادر منزله متوجها إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، وقبل أن يصل إليه قامت سيارة باختطافه ونقله إلى غابة قريبة ثم التنكيل به وإضرام النار فيه. «على دوابشة» وفي 31 يوليو من العام الماضي، استشهد الطفل الفلسطيني الرضيع، صاحب ال 18 شهراً، وذلك بعد أن هاجم مستوطنون يهود منزل أسرته الضفة الغربيةالمحتلة وأشعلوا فيه النار، باستخدام عبوات من المولوتوف شديدة الاشتعال، وهو ما أدى إلى مقتل الطفل الرضيع، وإصابة والده الذي توفي فيما بعد، إضافة إلى إصابة والدته بحروق من الدرجة الثالثة وشقيقه البالغ من العمر 4 سنوات. «إيلان الكردي» ومن فلسطين إلى سوريا حيث الطفل إيلان الكردي، الذي توفي في سبتمبر من العام الماضي، وهزت صورته مشاعر العالم بأثره، التي ظهر فيها ملقي على وجهه على أحد الشواطئ بتركيا، أثناء محاولة أسرته الهروب مما يحدث في حلب من قتل وتدمير.