إعداد أحمد فاروق ونجلاء سليمان: تصوير أحمد رشدى ودنيا يونس: • نعمل بدون خطوط حمراء على مدار 7 سنوات.. ونجاحنا ساهم فى ظهور موضة البرامج الاجتماعية • سهير جودة: إذا كان بالبرنامج من ينحاز ضد الرجل فلديه أيضا من ينصفه.. ونخاطب المرأة لأنه نتاج تربيتها • منى عبدالغنى: نعيش فى مجتمع ذكورى يعتقد فيه الرجل أنه الطاووس المسيطر والمهيمن.. ومهمتنا «التنفيس» عن المرأة • مفيدة شيحة: لست عدوة الرجل.. ولا أعتبر تجربة الطلاق فشلا على مدار 7 سنوات، استطاع برنامج «الستات مايعرفوش يكدبوا» أن يحتل مكانة متقدمة بين البرامج الاجتماعية التى تهتم فى المقام الأول بقضايا المرأة، وعلاقتها بالرجل. يعكس البرنامج من خلال شخصيات مقدماته الثلاث مفيدة شيحة ومنى عبدالغنى وسهير جودة، المرأة المصرية فى كل صورها، المتحيزة ضد الرجل، والمتسامحة فى حقها، وصوت العقل التى تمسك دائما العصا من المنتصف. يسعى البرنامج من خلال حلقاته، لتحطيم التابوهات، وتشجيع المرأة على الثورة فى وجه العادات والتقاليد التى تهدر حقوقها، وتنتقص منها، ورغم اختلاف آراء مذيعاته الثلاث فى كل القضايا التى يطرحنها، إلا أنهن يتفقن على مكانة المرأة وحقها فى الحياة الكريمة. «الشروق» استضافت نجمات «الستات مايعرفوش يكدبوا»، لتناقشهن فى محتوى البرنامج، وماذا يستهدف، وهل يتعمدن الهجوم على الرجل، وكيف يواجهن اتهامات التسبب فى خراب بعض البيوت وليس إصلاحها. • الشروق: ما هى الفلسفة التى يقوم عليها برنامج «الستات مايعرفوش يكدبوا»؟ منى: البرنامج اسمه «الستات» ولكنه يخاطب المرأة والرجل، ونظرة المجتمع والأبناء والزوج لها. سهير: نحن نتحدث فى كل الموضوعات ولكن من وجهة نظر المرأة، فى التعليم وتربية الأبناء، وعيوب الرجل والطبخ والسياسة، نحن برنامج شامل ولكن من وجهة نظرنا كسيدات. فالأسهل فى الإعلام دائما أن تتناول الأحداث الجارية، ولكن الأصعب أن ترى انعكاس الأحداث على المجتمع، وانعكاس ما يحدث على التفاصيل الخاصة بك من سكن وصحة وطعام، وبرنامجنا لكل المواطنين ولكن تقدمه سيدات، والرؤية النسائية غالبة أكثر لكن نحاول تحقيق التوازن. مفيدة: البرامج الاجتماعية الموجودة على الساحة تلعب دورا مهما فى الوعى المجتمعى، ونحن لا نوجه السيدات فقط، ولكن نحاول خلق منظومة قيم، ونتحدث عن التربية والأخلاق، وأيضا نحاول تعليم المرأة كيف تكون ناجحة وتستغل قدارتها. • الشروق: كيف تواجهن اتهامات خراب البيوت التى تلاحق البرامج الاجتماعية حاليا؟ منى: هذه الاتهامات غير صحيحة.. نحن نقوم بدور التوعية والدعوة لإصلاح البيوت، ولا ندعو لهدم المعبد ولكن نحاول التنفيس عن المرأة، والحديث بلسانها وتوجيهها للحلول فى أوقات كثيرة. وأنصح الرجل أن ينظر لحياته جيدا، ويجب أن يقتنع أن أزمته العائلية تراكمية، ولا يصح أن يعتقد أن برنامجا تلفزيونيا هو المحرك الرئيسى لها. التعميم بشكل عام مرفوض، ولكننا فى مجتمع ذكورى يعتقد فيه الرجل أنه الطاووس والمسيطر والمهيمن، ونظرا لأن السيدات أصبحن يناقشن ويرفضن الضرب والاعتداء، ونحن ندعو الرجل للاهتمام برأى شريكته، لأن لديها عقلا وتحتاج للاحترام فى العلاقة والمناقشة. سهير: لا نطلق العداء لصنف الرجال كله، فالرجل هو الأخ والعم والابن وهو شريك فى المجتمع، نحتاج دائما لتغيير وجهات نظرنا وتفكيرنا فى بعض الأمور، ونحتاج لمزيد من الوعى والنضج فى حل المشكلات الاجتماعية. ومنهجنا فى البرنامج أننا ضد التعميم، الرجال منهم سادة فى الوفاء والاهتمام والعطاء، ومنهم من يغفل ذلك، وهدفنا أن نلغى فكرة العنصرية بين الرجل والمرأة. ونحن لسنا مُجبَرين على التحدث بمزاج المستمعين، فأنا دورى كإعلام أن أسبق المجتمع بخطوة دائما، لا أن أنزل لأفكاره، ولكن دورنا هو إحداث التوازن فى تناول الموضوعات، والبعض يتهمنا بالترويج للطلاق، ونحن لا نروج له؛ فهى الفكرة الأسهل، ولكننا ننصح المرأة بالصبر والتحمل ونحاول تطوير وعى المجتمع، وهنا أؤكد أن ذِكر عيوب الرجل ليس تحريضا ضده ولكنه لفت انتباه. مفيدة: قناعتى أن البيت الذى يهدم بسبب برنامج تليفزيونى هو بيت «هش»، وليس متماسكا، ولا يجب أن يتهم أحدا بخرابه إلا أصحابه. الرجل يحتاج إلى إعادة التفكير فى تعامله مع المرأة، ويعمل على راحتها وإحساسها بالأمان، وعليه تجربة تغيير طريقته حتى تنصلح حياته «لو اتعدلت مع مراتك هتحطك فوق رأسها»، لا نستهدف خراب البيوت ولكن نهدف تطويرها. مشكلة بعض الرجال فى مجتمعنا مع البرنامج أنهم لديهم مشكلة فى انطلاق صوت المرأة ومطالبتها بحقوقها لأن هذا أمر لم يعتادوا عليه، ولكن الحقيقة آن الآوان لأن ترفض المرأة العنف، فالبرنامج يوفر مساحة للسيدات من أجل التعبير عن أنفسهن، المرأة الآن أصبحت تستطيع التحدث بهذه اللهجة: «أنا مش موافقة.. انت مبتصرفش على بيتك.. أنا عاوزه أتطلق». وعلى الرجال الاعتراف بأن لديهم أزمة مع المرأة منذ أصبحت تتحدث عن أزماتها وتواجهه، باختصار الرجل أصبح «مش طايق» المرأة لأنها أصبحت أقوى. • الشروق: لكن البرنامج متهم بالفعل بالانحياز للمرأة على حساب الرجل؟ منى: لا يوجد انحيار لطرف على حساب الآخر فى برنامجنا، ولكن نحاول أن نبرز قيمة الأمور، ودورنا توعية المشاهدات ومربيات البيوت اللاتى تساهمن فى تكوين رجل المستقبل، دورنا توعوى وكما ندافع كما نهاجم. سهير: إذا كان لدينا طرف ينحاز للمرأة فلدينا غيره من وجهات النظر المتزنة وغير الموجهة، ونعرض كل الآراء بموضوعية وأى وجهة نظر تحترم ولكن لا ننسى أن المجتمع أصبح به أعداد كبيرة من السيدات اللاتى تعرضن للخيانة، أو المطلقات أو المعيلات، ويتوجب علينا مساعدتهن. وبالمناسبة، قناعاتنا أن الرجل شريك أساسى فى المجتمع، ولكنه «مزعج»، والرجل الشرقى نتاج تربية امرأة، ولذلك فالمرأة هى المستهدفة لدينا، وهذا لا يعنى أن التربية مقتصرة عليها، فهى صاحبة الدور الرئيسى ولكن الشارع والعمل والسوشيال ميديا تشاركها فى إعداد الإنسان للمجتمع. • «الشروق»: هذا يعنى أن البرنامج يرى بأن «تربية الأم» قد تكون سببا فى فساد بعض الرجل؟ مفيدة: أنا ضد مقولة إن «الرجل نتاج تربية الست» فقط، هذا استسهال؛ فهناك تغيرات مجتمعية مختلفة تؤثر فى الطفل منها المدرسة والأصدقاء ومواقع التواصل والأفلام؛ فالأم تربى حتى سن 10 سنوات على الأكثر، ولكن تكوين الأنا والأنانية عند الرجل أمور يتعلمها من المجتمع المحيط به. • «الشروق»: من ينصف الرجل فى البرنامج؟ سهير: طول الوقت يجد الرجل فى البرنامج من ينصفه، حتى عندما تهاجمه مفيدة، أسعى أنا ومنى لخلق حالة من التوازن، لكن بشكل عام، يجب أن الاعترف بأن المجتمع يحتاج إلى إعادة التعريف للواجبات والحقوق، لأن مفهومها الحالى أوجد حالة من سوء الظن وسوء الفهم. مفيدة تقاطع: يجب أن يعرف الرجل أننى كامرأة عندما اجتمع معه على ترابيزة واحدة بأننا سواسية، لأننا على قدر واحد من المعرفة والمساحة ومن يطرح فكرة تُحترم بصرف النظر عن نوعه. • «الشروق» لمفيدة: لماذا تتعمدين أن تكونى «عدوة الرجل» على الشاشة؟ مفيدة: أنا مش عدوة الراجل ولكنى عدوة أفعاله، أتعامل معه فى حياتى الاجتماعية جيدا، فلدى شقيق أحبه جدا وأعارضه أحيانا، ووالدى رحمه الله كنت أحبه جدا، وعندما كان يفعل أى شيء خطأ أيضا كنت أعارضه. • «الشروق»: هل تقسيم الأدوار بينكن على الشاشة يكون بترتيب مسبق أم أن كل مذيعة تعكس قناعاتها الحقيقة فى البرنامج؟ منى: كل واحدة منا تتحدث من مخزونها الثقافى وموروثاتها، وتنقلها للمشاهد بدون محاذير، ولكن من خلال ميثاق الشرف داخل كل واحدة. الاختلاف موجود ولكنه سر جمال الحياة، ونحن لا نحفز المرأة ضد الرجل ولكن نذكرها فقط بقيمتها وأنها يجب ألا تقبل الإهانة وهو ما ذكر فى كل الأديان السماوية. سهير: كل واحدة فينا لها شخصية، وتعبر عنها أمام الكاميرا وتمثل نفسها، المجتمع أكبر من وجهات نظر 3 مذيعات ولكن نحاول التعبير عن تيارات المجتمع المختلفة. مفيدة: تنوع الشخصيات سر نجاح البرنامج، وعلى مدار 8 سنوات كنا أقوى البرامج الاجتماعية، والحديث التلقائى يشمل تجاربنا الشخصية وتجارب الأصدقاء والمجتمع المحيط بنا. • «الشروق»: يشعر البعض أن تجربة انفصال اثنتين من مذيعات البرنامج تؤثر على محتواه؟ مفيدة: تجربة انفصالى ليست نهاية العالم، وليس معنى الطلاق أن الحياة تتوقف، هذه كانت تجربة ولا يوجد مانع من أى أخوض تجارب أخرى، وتجربة طلاقى لا تصنف فشلا، ربيت ابنتى حتى أصبحت شابة ناجحة، ولدى برنامج ناجح، وأعتمد على نفسى وحياتى حلوة. نعم أنا مطلقة.. ولكنى أعرف قيمة الحياة والوجع، وتعلمت كيف أحتوى مشاكل الآخرين. منى: طلاق المرأة ليس عيبا ولكنه تجربة، وأعتبره بداية مرحلة جديدة، ونحن نحاول تغيير مفهوم أن الطلاق نهاية الحياة. • «الشروق»: أليس من الأفضل أن يتم فصل تجاربكم الحياتية عن المحتوى الذى يقدم فى البرنامج؟ مفيدة: أنا لا أقتنع ولا أعترف بهذه النظرية، ولا أنتمى لأى إعلامى يفصل نفسه عن الأحداث، والمتلقى «مش عبيط»، ولكن قوة برنامجنا فى رئيسة التحرير سهير جودة التى تضع سكريبت للحلقة يشمل كل وجهات النظر والمعلومات. سهير: الحيادية مطلوبة عند تقديم الأخبار أو النشرات أو الأحاديث التاريخية، ولكن القضايا المجتمعية تحتاج إلى طرق عرض أخرى حتى يشعر المشاهد أنك جزء منهم، ومن الطبيعى فى البرامج الاجتماعية أن تتحدث مع الناس بصفتك الشخصية. • «الشروق»: إلى أى مدى يراعى البرنامج مستويات التفكير المختلفة للمشاهدات عند طرح القضايا؟ سهير: هدفنا فى البرنامج التنوع، من خلال عرض 3 وجهات نظر مختلفة، وترك المشاهد اختيار وجهة النظر التى تناسبه، ف«احنا مش بابا وماما». وتتابع قائلة: ورغم أننا نسعى طوال الوقت، إلى لفت الانتباه إلى السيدات المحرومات من الرفاهية، وندفع إلى التوازن فى كل الآراء، إلا أننا سننتبه أكثر فى المرحلة المقبلة إلى فكرة أن المتلقى ليس على نفس درجة الوعى. • «الشروق»: ما هى الخطوط الحمراء للبرنامج؟ سهير: نعمل بلا خطوط حمراء، منذ لحظة إطلاق البرامج، فنحن نطرح أفكارا جريئة دون تحديد سقف. مفيدة: نحن نمتلك أقوى فريق إعداد فى مصر، فهو يهتم بكل التفاصيل، لدرجة الاهتمام بشكل وتصرفات وأفكار الضيوف، والاسكريبت دائما يحمل موضوعات لا تقبل الرفض. • «الشروق» ل«منى عبدالغنى»: إلى أى مدى تشعرين أن حقك مهضوم فى البرنامج؟ منى: إطلاقا، على العكس نستفيد من بعضنا البعض وليس المعيار من يتحدث كثيرا، ودائما أنصح مفيدة بأن تظل تلقائية وبقولها «اوعى تعقلى». مفيدة مقاطعة: أعرف أننى شخصية رغاية، والتنوع بين شخصياتنا جميل، ونتعامل مع الأمور ببساطة، وأحيانا تستفزنى منى وسهير للحديث كثيرا أثناء الحلقة. سهير: «ساعات بباصى لمفيدة عشان تجيب جول». • «الشروق»: إذا كانت قناعتكن أن هذا البرنامج ليس للمرأة فلماذا لا يشارك رجل فى تقديمه؟ مفيدة: لم نفكر ولن نفكر فى اشتراك رجال، ونجاح البرنامج سببه الأساسى أننا «ستات». ونحن لا نرى أنفسنا برنامج مرأة، لأننا نتناول السياسة والرياضة والطبخ والموضة والمدارس والوزراء والفنانين، وبالتالى اختصارنا فى أننا برنامج مرأة مرفوض. سهير: هيكل البرنامج الأساسى يقدمه «ستات»، لا يجوز وجود رجل أساسى ضمن فريق التقديم، نستعين به من آن لآخر لكننا برنامج تقدمه سيدات فى الأساس. • «الشروق» ل«منى عبدالغنى»: إلى أى مدى ساهم البرنامج فى تغيير شخصيتك؟ منى: البرنامج أضاف لى وتعلمت منه وغيّر فى شخصيتى الخجولة كثيرا، وإدارة القناة تسمح لى بممارسة التمثيل بالتوازى مع البرنامج. قبل البرنامج كنت أعمل فى محطات دينية ومسلسلات دينية لم تحظ بمشاهدات كبيرة، لكن سى بى سى محطة كبيرة ومنذ بدايتنا فى 2011 نجحنا وبقوة واستطعنا الحفاظ على هذا النجاح من خلال التطوير والبحث. لكن إذا كان المقصود بالسؤال، تغيير قناعاتى المتعلقة بالتمثيل والغناء، فهى لم تتغير، لأننى بعد ارتداء الحجاب لم أغب عن الساحة سوى عام واحد، عدت بعده بأغنية «القدس هترجع لنا» وقناعتى أن الحجاب ليس عزلة عن العالم، وصوت المرأة ليس عورة طالما لا تخضع بالقول. • «الشروق» ل«لمفيدة»: بداية نجاحك كانت من خلال برنامج «سكوت هنغنى».. لماذا لا تفكرين فى العودة لتجربة برامج المنوعات؟ مفيدة: فى عالم الإعلام لا يجوز العمل فى مجالات منفصلة عن بعضها، وبرامج المنوعات تحتاج إلى تفرغ وتركيز وعمل متواصل، ولكن اهتماماتى تغيرت وأصبحت أهتم بالموضوعات الاجتماعية، وأمارس نشاطًا اجتماعيًا من خلال مبادرة «ستات ماركت» وهى مبادرة لتشجيع المصممات الشابات على الإبداع وعرض منتجاتهن. • «الشروق»: ما تقييمكن لتجربة 7 سنوات فى برنامج الستات مايعرفوش يكدبوا؟ سهير: أهم إنجاز لنا هو وجود موضة البرامج الاجتماعية، قديما كانت المحطات الفضائية تترفع عن هذه النوعية من البرامج، ولكن الآن كل محطة أصبح لديها برنامج اجتماعى. لسنا فى موضع تقييم لأحد، ولكننا نعلم أننا أوجدنا اتجاهًا جديدًا فى الإعلام المصرى وأصبحنا نقدم محتوى مختلفا، عملنا فى أوقات صعبة، ونؤكد على أننا لسنا برنامج ستات ولكننا برنامج اجتماعى، والبرامج الاجتماعية أصعب من التوك شو. • «الشروق»: هل تتابعن البرامج المنافسة على ساحة البرامج الاجتماعية؟ مفيدة متسائلة: هل هناك برامج منافسة؟! تتابع قائلة: نحن لا نتابع برامج أخرى ولا نرى أنه يوجد برامج تقدم نفس المحتوى الخاص بنا. منى: المنافسة جميلة، ولكن المحتوى لدينا مختلف؛ حتى برامج المطبخ نقدمها بشكل مختلف ونحاول التركيز على المطبخ الصحى وليس مجرد أكلات.