مسئولون: الرئيس الأمريكى قد يعزل ماتيس بعد انتخابات الكونجرس.. البيت الأبيض: تقرير «غير صحيح» كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن وجود خلافات بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ووزير دفاعه جيمس ماتيس، مشيرة إلى أن ترامب «سئم» من ماتيس ويعتقد أنه «ديمقراطى الهوى»، ورجحت إقالة ماتيس «قريبا». ونقلت الصحيفة عن عشرات المسئولين فى البيت الأبيض والكونجرس ووزارة العدل، فى تقرير لها، مساء أمس ، القول إن علاقة ترامب وماتيس ساءت بسبب خلافات حول السياسة العامة فى أكثر من جهة. وأشار المسئولون إلى أن ترامب يعتزم استبدال ماتيس بشخص يكون «داعما علنيا له أكثر من ماتيس، ويحمى الجيش الأمريكى ضد التصورات التى قد يتم استغلالها لأغراض سياسية»، مضيفين أن ترامب قد يتخذ خطوة اقالة ماتيس عقب انتخابات التجديد النصفى للكونجرس المقررة فى نوفمبر القادم. ورجحت الصحيفة أنه ربما وراء القرار المحتمل بإقالة ماتيس سببين رئيسيين، الأول يتعلق بالمقال المجهول والمنشور فى صحيفة «نيويورك تايمز»، والذى أدان فيه ترامب وسياساته، والثانى يتعلق بكتاب «الخوف: ترامب فى البيت الأبيض» للصحفى الاستقصائى بوب وودورد. وأضاف المسئولون أن «علاقة ترامب وماتيس كانت متوترة سرا وعلنا منذ تولى الأخير منصبه، وذلك يعود إلى ندرة إشادة ماتيس بترامب وكثرة خلافاته معه وامتناعه عن إظهار الدعم العلنى له مما دفع الرئيس إلى التساؤل حول دور ماتيس كوزير دفاع»، مشيرين إلى أن ترامب كان يرغب أن يكون ماتيس مثل وزير الخارجية مايك بومبيو الذى يظهر مزيدا من الدعم والإشادة بالرئيس. وبينما، قال جيف دافيس، المتحدث السابق باسم ماتيس إن وزير الدفاع «لا يستطيع أن يكذب ولا أن يغدر، فهذا أمر فى جيناته الوراثية». نفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز تقرير الصحيفة، وقالت فى رسالة بالبريد الإلكترونى لمجلة «نيوزويك» الأمريكية إن التقرير «غير حقيقى بالكامل، وأن الرئيس أوضح ذلك الأسبوع الماضى». يشار إلى أن وسائل الإعلام سلطت الضوء على العلاقة المتوترة بين ترامب وماتيس عقب صدور كتاب وودورد والذى قال فيه إن ماتيس وصف ترامب بأنه يتصرف بعقلية طفل فى المرحلة الخامسة أو السادسة الابتدائية فى التعامل مع ملف شبه الجزيرة الكورية، الأمر الذى نفاه ماتيس بشدة. كما أشارت تقارير إعلامية أخرى إلى أن ترامب ينعت ماتيس فى جلساته الخاصة ب «الكلب المعتدل» فى سخرية من لقب ماتيس الشهير «الكلب المسعور». إلى ذلك، تحدث وودورد عن كتابه فى مقابلة مع صحيفة «جارديان» البريطانية، اليوم، ووصفه بأنه «صورة لإدارة البيت الأبيض والتى تعانى من انهيار عصبى». وبشأن قضية «التدخل الروسى» فى الانتخابات الأمريكية عام 2016، أكد وودورد أنه ليس لديه تفسيرات حول العلاقة بين ترامب ونظيره الروسى فلاديمير بوتين، مشيرا إلى أنه فى حال قرر تحرى الأمر فعليه الانتقال إلى روسيا، قائلا: «على الأرجح سيتم قتلى أو اعتقالى، إلا أن الاجابة تكمن فى روسيا». وتابع قائلا: «حتى وإن توصل المحقق الخاص روبرت مولر إلى دليل قاطع على وجود تواطؤ، فمن غير المؤكد أن يعتبر ذلك الكلمة الأخيرة فى ظل هذا المناخ الحزبى»، مشيرا إلى أن الأمر يعتمد على «جودة التقرير» الذى سيكتبه مولر الملكلف بالتحقيق. وشبه الصحفى الأمريكى ترامب بالرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون، وذلك فى خوضهما حربا ضد الإعلام، وإصابتهما بخوف مرضى من وجود أعداء متخيلين، مشيرا إلى أن ذلك يعد مثالا على أن التاريخ يكرر نفسه، إلا أن هناك نقطة اختلاف واحدة هى أن «نيكسون كان مجرما بالفعل.. ولكن فى تحقيق مولر، لا نعرف إن كان ترامب مجرما أم لا، وهذا فرق كبير». يشار إلى أن وودورد عمل مع الصحفى كارل بيرنشتاين فى قضية ووترجيت والتى كشفت مخالفات قانونية لإدارة نيكسون فى سبعينيات القرن الماضى واطاحت به فى النهاية. وفى مقابلة أخرى على إذاعة «هيو هيويت»، قال وودورد أنه بحث جاهدا عن دليل على وجود تواطؤ بين ترامب وروسيا لكنه لم يجد أى شىء، إلا أن الصحفى المخضرم يعتقد أن مولر بحوزته «شىء ما» ضد الرئيس الأمريكى، قد يكون «شاهدا سريا أو شخصا بدل شهادته، الأمر الذى قد يغير مجرى أى قضية».