بدأ الرئيس السوداني عمر البشير زيارة خاطفة يوم الأحد إلى أقليم دارفور الذي يشهد حربا أهلية منذ 2003. وتأتي هذه الزيارة بعد أربعة أيام على إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال دولية بحق الرئيس السوداني بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور والتي ردت عليها الخرطوم بطرد 13 منظمة غير حكومية إنسانية من الإقليم. وكانت نقابة الصحفيين بالقاهرة قد شهدت قبل يومين حفلا راقصا نظمه مكتب رعاية جالية جنوب السودان , وقام المشاركون وغالبيتهم من الجنوب بأداء الرقصات وهتفوا باسم جون جارنج والاستقلال لجنوب السودان، ورفعوا علم جنوب السودان وبه نجمة داود..واحتسوا البيرة. وعبر جمال عبدالرحيم سكرتير عام مساعد النقابة الصحفيين وعضو المجلس عن استيائه الشديد لما حدث، وأكد أن طلب تنظيم الحفل لم يعرض على المجلس؛ واتهم هيئة مكتب النقابة بالمسئولية عما حدث؛ قائلا: لا يليق بنقابة الصحفيين أن يعقد فيها مثل هذا الحفل الراقص والصاخب احتفالا بصدور قرار باعتقال رئيس دولة أجنبية. ولم يتسن ل«الشروق» الاتصال بمكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين للوقوف على المسئول عن السماح بتحول الحفل إلى نواح ساسية فى النقابة. وأحيا الحفل إيمانويل كمب وهو مغنى سوادنى هاجر إلى أمريكا ؛ وردد أغانى تشيد بجون جارانج زعيم حركة التمرد بالسودان؛ والتى لاقت صخبا من الحضور؛ وقاموا برفع علم حكومة جنوب السودان وعليه نجمة داوود؛ وشوهد بعضهم يشرب البيرة فى جنبات الدور الرابع من مبنى النقابة؛ وهو ما استنكره موظفو المبنى الذين أكدوا أن هذه الزجاجات أتوا بها فى حقائبهم الخاصة وأنهم اشترطوا عليهم عدم شرب الخمر فى مبنى النقابة. شارك فى الحفل هداف ماياوان مسئول ما يسمى بسلاطين الجنوب والذى أكد أن الحفل تم التنظيم له منذ شهرين عندما علموا بقدوم المغنى السودانى الأمريكى ايمانويل كمب ؛حيث تم حجز القاعة بمبنى النقابة منذ نحو أسبوعين؛ ورغم أنه أكد أنه الحفل ليس له علاقة بالاحتفال بقرار محكمة الجنايات الدولية اعتقال البشير إلا أنه طالب الرئيس السودانى بتسليم نفسه والدفاع عن التهم التى وجهتها إليه المحكمة! وأكد ل«الشروق» أن كل مواطنى الجنوب يريدون سودانا موحدا؛ وأوضح أن ما قام به البعض من رفع عليم حكومة الجنوب تعد تعبيرا عن الفرحة وبشكل تلقائى وليست مقصودا. ويقول عماد حمدى مسئول العلاقات العامة بالنقابة أن حاتم زكريا هو المفوض من قبل مجلس نقابة الصحفيين بالموافقة على تأجير القاعات؛ وأشار إلى أن مجموعة من السودانيين أرادوا الاحتفال بالمغنى ايمانيول الذى يزور القاهرة؛ ونفى ان يكون قد حدث شرب للخمر ؛ وأوضح أن احدهم كان يحمل فقط أثناء كانز ماستر وهو مثل البيريل؛ وقال انه لم يرد إحداث مشكلة معهم ولم يقم بمعاتبتهم على هذا الفعل لانهم اتوا إلى النقابة عن طريق صحفى عضو نقابة وهو خالد محمد على العديسى الصحفى بجريدة الأسبوع وأضاف: «ناس جاية تعمل حفلة ملهاش علاقة بأى تيارات سياسية». وقال حاتم زكريا سكرتير عام النقابة انه لم يعرض طلب تأجير القاعة على المجلس لأنه موضوع لا يستحق على حد قوله؛ وأوضح أنهم قاموا بتاجير القاعة منذ نحو اسبوعين قبل أى حكم للمحكمة الجنائية الدولية ؛ وحول ما تردد عن شرب بعض الحضور للبيرة اوضح انه يستبعد ذلك وقال إن بعض الزملاء كانوا يحضرون بالويسكى فى اجتماعات الجمعية العمومية فى الماضى وكانوا ياتو به فى براد شاى على أنه شاى أخضر، أما عن الرقص الذى حدث بالحفل فأوضح أنه لا يختلف عن نشاط اللجنة الثقافية بالنقابة، حيث تعرض العديد من الأفلام كما توجد فرقة مسرحية بالنقابة، فضلا عن أن الرقص الذى حدث بالحفل يعتبر نوع من الفنون السودانية. ونفى جمال فهمى عضو مجلس النقابة ورئيس لجنة الشئون العربية والخارجية علمه بإقامة هذا الحفل، مشددا على أنه لا يليق بنقابة الصحفيين أن توافق على تأجير قاعاتها لمثل هذا النوع من الحفلات. وأكد فهمى أن موقف النقابة هو الوقوف مع وحدة السودان دون الانحياز إلى فصيل ضد آخر، سواء حكومة أو معارضة، معتبرا ما جرى «عملا تخريبيا وسابقة خطيرة فى تاريخ النقابة. قائلا: «نقابة الصحفيين ليست صالة أفراح فى أوتيل ردئ». و أضاف أنه سيثير هذا الأمر فى أول اجتماع للمجلس، مشيرا إلى أنه سبق وأن رفضت لجنة الشئون العربية طلبات من جهات سودانية رسمية وشبه رسمية لعقد ندوات كونها تحمل صفة حزبية وهو ما يتعارض مع موقف النقابة الثابت من التمسك بوحدة السودان. من جانبه أكد خالد محمود على الصحفى بجريدة الأسبوع والمتخصص فى الشأن السودانى أنه تولى عمليه حجز القاعة لإقامة الحفل منذ نحو أسبوعين؛ بناء على طلب مجموعة من أبناء جالية جنوب السودان، وأوضح أن الحفل حضره العديد من المنتمين للتيارات السياسية المختلفة بالسودان مثل المؤتمر الشعبى وحركة تحرير السودان وغيرهم، وأضاف أن المغنى إيمانويل كان أشهر مطرب فى جنوب السودان وسافر إلى أمريكا وعندما جاء زيارة إلى القاهرة قرر محبوه أن يقيموا له احتفالا، وأرادوا تنظيم الحفل فى نقابة الصحفيين لأنها هى التى احتضنت أبناء الجنوب على حد قوله. وأضاف أنه كان على الجالية السودانية أن تلغى الحفل بعد مذكرة توقيف رئيسهم البشير من قبل محكمة الجنايات الدولية. وقال المغنى إيمانويل كمب إنه كان من مواطنى الجنوب وتم نفيه إلى إثيوبيا، حيث لجأ إليها لمدة 3 سنوات ونصف قبل أن يهاجر إلى أمريكا، معربا عن معارضته لقرار توقيف البشير، إلا أنه فى الوقت ذاته أكد أنه غنى لجون جارانج لأنه زعيم كل السودانيين المهشمين، وأضاف أن الحفل أتى فى إطار زيارته التى تعد الأولى له للقاهرة.