الصدفة وحدها ورغبتها في إتقان الرسم دفعها لتكون واحدة من أشهر صانعي مكياج الرعب في الأوساط الجامعية، وبفضل الخدع التي تقدمها، فاز منتخب كليتها في أغلب المسابقات الجامعية.. «كرستي سامي» الطالبة بكلية التجارة، تجدها تجلس وحدها، وبكل خفة وهدوء تضع تشوهات وحروق وجروح تبعث الرعب في كل من يرى لمستها على الوجوه، مستخدمة أدوات بسيطة لا تتوقع أنها يمكن أن تكون مكياج للرعب، لدرجة آثارت إعجاب المخرج خالد جلال. رحلة «كرستي» بدأت عندما بحثت عبر الإنترنت عن فيديوهات لتعلم الرسم الهواية، التي أحبتها وكانت بوابتها لعالم الرعب، وفي الوقت ذاته شاهدت فيديو توضيحي لطريقة صناعة «الكدمة»، وقامت بالتجربة عن طريق دمج «الآيشادو والروج»، وبالفعل حققت نتيجة ملموسة، وقررت بعدها الاستمرار في تعلم هذا الفن. ويعد (الجلسرين، والنشا، والماء)، هي أدواتها للدخول في مجال «مكياج الرعب»، فهي تقوم بتصنيع أدواتها بنفسها، بسبب عدم توافر تلك الأدوات في مصر، حيث من الطبيعي استخدام «بلتة ألوان»، وماتريال ذات جودة، ولكن أسعارها الباهظة، تحول دون الحصول على هذه الأدوات، بالإضافة إلى صعوبة الحصول عليها داخل مصر، ولذلك قررت أن تصنع الأدوات في المنزل من خلال المواد المتوفرة، كالنشا، والفازلين، والفونديشن، والدم باستخدام الصبغة الحمراء، والكلة البيضاء. وعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، و«تويتر»، أصبح لدى «كرستي» عدد لا بئس به من المتابعين، وأتاح انضمامها منتخب الجامعة، المشاركة في المسرح التابع لوزارة الشباب والرياضة، بصناعة عرض «خدع الجروح»، وأشاد الفنان سامح الصريتي، والفنان أحمد بدير، والمخرج خالد جلال، بموهبتها. وتشير «كرستي» إلى العقبات التي واجهتها، والتي تتمثل في عدم توفر الأدوات وأصعبهم هو «عدسة العين البيضاء أو السوداء»، وفي تلك الحالة بحثت عن البديل، فتعلمت برامج الفوتوشوب، لتتمكن من تغيير لون العين. تحكي «كرستي» عن الوقت المستغرق للانتهاء من العمل، وتقول: أقل وقت هو نصف ساعة لعمل الخدع البصرية، وفي بعض الأحيان، قد يصل الوقت لساعة عندما تكون الخدعة كبيرة، لكن هناك بعض الجروح لا تتعدى الربع ساعة».