قال د. جمال أبو السرور، مدير المركز الإسلامي الدولي للدراسات والبحوث السكانية بجامعة الأزهر، إن الحوار في المجال الديني حول القضية السكانية أمر هام؛ فالمجتمع لازال يتمسك بمعتقداته الدينية مما يؤدي إلى ممارسات ضارة بما يفاقم القضية السكانية، نتيجة الفهم الخاطئ لموقف الشرائع السماوية لقضية السكان. وأضاف «أبو سرور»، خلال لقاء منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية اليوم الثلاثاء، بعنوان «موقع القضية السكانية في الخطاب الديني للمؤسسات الدينية الرسمية»، أن رجال الدين عليهم إيلاء أهمية خاصة لتناول المشاكل العصرية ومنها الزيادة السكانية، بنفس أهمية تناول الخطاب الديني المتعلق بالعبادات. وأشار إلى أن خطط التنمية لن تحقق أهدافها ما لم يتم التعامل مع القضية السكانية، والتي لا تمثل الزيادة العددية فقط، ولكن خصائص السكان، مشددًا على أهمية تضافر جهود المؤسسات الدينية والمجتمع المدني مع الحكومة للتعامل مع القضية السكانية. وشدد على أن الشرائع السماوية تهتم بقضايا الإنسان ومنها حفظ الدين والنسل، وقضايا الأمومة وحقوق الطفل، والذي يشكل لب مسألة القضية السكانية، مؤكدًا أن المؤسسات الدينية عليها ضرورة التصدي للمفاهيم الخاطئة، وإنجاز سياسات فعالة لمواجهة الزيادة السكانية. وأوضح أن الهدف من إنشاء المركز الدولي الإسلامي للدراسات والبحوث السكانية، يتعلق بإضفاء المصداقية على المعلومات السكانية التي تنتشر في بلدان العالم الإسلامي ودرأ المفهوم الخاطئ عن موقف الشريعة الإسلامية منه. ولفت إلى أن المركز هو الأول من نوعه في العالم الإسلامي ولا يقتصر نشاطه على مصر ولكن يمتد لمختلف دول العالم، ويمارس دوره من خلال عقد الندوات والتدريب على المفاهيم السليمة والتعاون مع المؤسسات المسيحية والصحية الدولية لإصدار الوثائق وتفعيل المبادرات المتعلقة بالقضية السكانية والصحة الإنجابية. يشارك في اللقاء، نخبة من العلماء والمثقفين وأصحاب الرأي والفكر بمصر من قيادات دينية، وأكاديميين وإعلاميين، كما يحضر اللقاء مجموعة من أعضاء مجلس النواب.