حصلت «الشروق» على التفاصيل الكاملة لاستدراج المتهم من قبل فريق البحث، فى ظل تعاون كامل من قبيلة «الترابين» الذى ينتمى إليها قاتل مدير مباحث السويس، و«صديق العمر» للمرشدى الذى ساعد وزارة الداخلية وقام بالاتصال بالمتهم لكى يتم اصطياده. وأكدت قيادات أمنية من فريق البحث عن «المرشدى» أنه تم تحديد القرية التى يختبئ بها قبل مصرعه بثلاثة أيام فقط، عقب الاعترافات التى أدلى بها المتهم الثالث المدعو «أحمد سالمان حمدان» وكشف أنه والمتهم القتيل «المرشدى» قد افترقا عقب وصولهما لمدينة القنطرة شرق، حيث فضل المرشدى البقاء داخلها، خوفا من أن يقوم أفراد قبيلته بشمال سيناء بتسليمه، وأكد المتهم الثالث أنه كان على اتصال بالمرشدى قبل أن يتم القبض عليه بيومين فقط. وقالت القيادات الأمنية: من المعلومات التى حصلنا عليها من المتهم الثالث تأكد لدينا وجود المرشدى داخل مدينة القنطرة شرق، وقام فريق البحث باستدعاء شيوخ القبائل البدوية، خاصة قبيلة الترابين التى طلب منهم الاستجابة لأى اتصال يقوم به المتهم أحمد عيد المرشدى، لليقين الذى لدى فريق البحث أن المتهم سيلجأ إلى قبيلته، عقب فرض حصار مشدد عليه بمدينة القنطرة شرق. وكشفت قيادة أمنية اشتركت فى البحث عن «المرشدى» عن أنه كان يعتمد فى البداية للقبض عليه على رصد مكالمات تليفونية لإفراد قبيلته، ومن ثم يتم تحديد مكانه، لكن المتهم فاجأ فريق البحث بقيامه بالاتصال عن طريق جهاز (إتش إف) اللاسلكى، الذى حصل عليه من أحد الأعراب بالمنطقة الجبلية بالقنطرة شرق عقب نفاد شحن تليفونه المحمول. وأوضحت القيادة الأمنية أنه فور قيامه بالاتصال بأحد أفراد قبيلته من أصدقائه القدامى، ويدعى (منصور) طلب من متلقى الاتصال تحديد ميعاد معه وإقناعه بأنه سيستطيع إخفاءه، ولن يتم تسليمه مع تأكيده أنه سيتكفل بتهريبه إلى أقصى جنوبسيناء، وهو ما حدث بالفعل، واقتنع المرشدى واستجاب بسبب نفاد الطعام الذى لديه، وقرب نفاد بطارية اللاسلكى التى كان يستعملها. ومضت القيادة الأمنية تقول إنه على الفور وعقب الاتفاق الذى قام به البدوى المتعاون مع أجهزة الأمن مع المرشدى، تم إبلاغنا بالمكان المتفق عليه قبلها بربع ساعة فقط، وفور دخول المرشدى إلى السهل الجبلى تم تسليط الأضواء عليه عن طريق الكشافات، وطلب منه فى البداية أن يقوم بتسليم نفسه إلا أنه رفض، وبادر بإطلاق النيران بالسلاح الذى استخدم فى قتل مدير مباحث السويس تجاه قوات الأمن، وبادرته القناصة فى البداية بإطلاق النيران تجاه قدمه وإصابته برصاصة، لكنه لم يستسلم، فاضطرت قوات الأمن خشية من هروبه إلى إصابته برصاصة ثانية، بالصدر، ومع إصراره على المقاومة، أطلقت القناصة رصاصة فى منتصف رأسه أنهت حياته تماما. من جهته أكد اللواء أسامة ضيف رئيس مدينة القنطرة شرق أن موقع الحادث يقع خارج الحدود الإدارية للقنطرة، حيث وقع فى منطقة تسمى «أم قطف» التى تبعد عن القنطرة بما يتعدى 70 كيلومترا، وتعتبر داخل الحدود الإدارية لشمال سيناء، مشيرا إلى أن مدينة القنطرة تضم 13 قبيلة أشهرها الأخارسة والمساعيد وجزء من قبيلة الترابين التى ينتمى إليها القتيل. كما كشفت المعاينة التصويرية بمكان الحادث التى قامت بها نيابة الأربعين بالسويس والتى جاء مصادفة فى نفس توقيت مقتل المتهم الأول والتى حدثت وسط حشد من المواطنين بالسويس، وعن كشف المتهمين خاصة الثالث فى شرح كيفية وطريقة هروبهم، فقد أكد المتهم أنهم عقب قيامهم بتنفيذ الجريمة قاموا بالوصول إلى قرية جنيفة بالسويس، وقاموا بترك السيارة التى استخدموها خلال تنفيذ جريمتهم، وطلبوا من أحد أقارب «المرشدى» أن يقوم بإيصالها إلى معرض السيارات بالإسماعلية التى تم تأجيرها منه، وقاموا بأخذ سيارة أخرى نصف نقل، ولكن المتهم الثانى سالم سلمان فضل عدم الهروب معهم، وقام المتهم الأول والثالث بسلك طرق جانبية بجانب شريط المجرى الملاحى لقناة السويس، حتى لا يتم توقيفهما عن طريق أكمنة الشرطة، حتى وصلا لمدخل مدينة الإسماعلية، وقاما بترك السيارة، وواصلا السير بالإقدام حتى مدينة القنطرة شرق، وقاما باستخدام إحدى المعديات بمساعدة أحد العربان من أصدقاهما، حتى يتسنى لهما دخول المدينة. وقام المتهمون بشراء كميات كبيرة من المعلبات التى تكفيهم لمدة أسبوعين، ولكن المرشدى أصر على عدم دخول سيناء، ومرافقة المتهم الثالث أحمد سلمان حمدان، الذى هرب إلى شمال سيناء وتم تسليمه فى النهاية عن طريق إحدى القبائل البدوية إلى قوات الأمن. وفور إعلان مقتل المرشدى استقبلت مديرية أمن السويس خبر مصرع المرشدى بالتهليل والتكبير، وتلقى التهانى داخل المديرية، وقام ضباط مباحث مديرية أمن السويس بتلقى العزاء لأول مرة عقب رفضهم تلقى العزاء قبل مقتل المرشدى، وهو ما كان واضحا على عدم وجودهم بسرادق عزاء اللواء بالسويس عقب مقتله. من جانبه، أعلن الشيخ سلم حجازى شيخ مشايخ قبيلة الترابين أنه لن يتم تنظيم أى مظاهر للأفراح داخل القبيلة، وأن هذا الملف قد أغلق بمصرع أحمد عيد المرشدى، وقد ساعدنا وزارة الداخلية، وانتهى الأمر.