علمت «الشروق» أن فريق البحث عن أحمد عيد مسلمى المرشدى قاتل مدير مباحث السويس قام بجهود أمنية مكثفة من أجل القبض على أحد الأشقياء، ويدعى إسماعيل سلام مسلم سلمى، 22 عاما، والشهير ب«الفهد» والصادرة ضده عدة أحكام بالسجن، على رأسها حكم قضائى بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عاما لاتجاره بالمخدرات وخطفة لسيدة متزوجة واغتصابها. وأكد مصدر أمنى قيام أجهزة الأمن بمواصلة مطاردتها ل«الفهد» كونه حسب المعلومات المتوفرة لفريق البحث الساعد الأيمن للقاتل الهارب أحمد عيد المرشدى فى نشاط توزيع وتجارة المخدرات بقرية أبوسيال المجاورة لنفق الشهيد أحمد حمدى، والذى يأمل من القبض عليه أن يستدل منه على مكان اختفاء قاتل مدير مباحث السويس من جهة، والقضاء أيضا على خطورته فى إطار تنفيذ تعليمات وزير الداخلية بضرورة القضاء نهائيا على جميع الأنشطة الإجرامية بالسويس. من جهة ثانية كشف عدد كبير من المواطنين وشيوخ القبائل البدوية، والذين يقطنون قرية أبوسيال مسقط رأس المتهم «المرشدى» عن فرض المتهم الهارب سيطرته على القرية طوال الخمس سنوات الماضية دون تدخل أمنى يذكر، حيث مارس خلال هذه السنوات جميع إشكال النشاط الإجرامى، فى مقدمتها تجارة المخدرات وتحويله للقرية التى تبلغ مساحتها 150 فدانا إلى (ترانزيت) لتجار المخدرات بجنوب سيناء، واستخدامهم لقرية أبوسيال مركز للتوزيع، ولهذا قاموا باستخدام المرشدى ومساعدته بالمال طوال الأعوام الماضية. وقال الشيخ سالم سليمان، شيخ قبيلة، إن 90% من المواطنين الذين يعيشون داخل القرية ترجع أصولهم إلى عدد من القبائل البدوية بجنوب سيناء على رأسها قبيلة الحويطات، العليقات والترابين، عرب جهينة، والصالحة، وأولاد سعيد، وعرب الدبور، وقد نجح تجار المخدرات فى استخدام حالة الفقر والجهل المنتشرة بالقرية للسيطرة على أبنائها، وتحويلهم لتجار مخدرات، بسبب البطالة الشديدة التى يعانى منها الشباب من القرية. ومن أبرزهم «المرشدى» الذى ظهرت عليه علامات الإجرام القيادية منذ أكثر من خمس سنوات، وفى ظل غياب أمنى قام المرشدى باستقطاب العديد من الشباب عن طريق شراء موتوسيكلات لهم يستخدمونها فى توزيع المخدرات، وهذه الأمور معلومة لوزارة الداخلية، ولكن الحديث عنها لم يتم سوى بعد حدوث جريمة مقتل مدير المباحث الجنائية. الحاج محمود سيد سلامة، سكان أبوسيال وأمين وحدة سابق بالحزب الوطنى، أكد أن اعتماد الأمن على من يطلق عليهم داخل القرية «خدمة» أو مرشد هو سبب الكارثة الحقيقة، ويؤكد الشيخ سلامة أبوفياض، بدوى، عن اعتقال العشرات من الشباب الصغار بالقرية وبخاصة من يتعدى عمره 13 عاما عقب جريمة اغتيال اللواء إبراهيم عبدالمعبود، وأن جميع من تم القبض عليهم بدون إذن نيابة أو أى إجراء قانونى سليم. وتساءل الشيخ سلامة باستنكار: أين كانت الأجهزة الأمنية والأحزاب السياسية ونواب مجلس الشعب والقرية تحت رحمة تجار المخدرات طوال السنوات الماضية؟! وقال: أصبحت هذه القرية محرومة من جميع أنواع الخدمات الأساسية، على رأسها عدم وجود شبكات للصرف الصحى، أو مدارس، بجانب رفض جميع الشركات والمصانع بمحافظة السويس تعيين أبناء البدو وبخاصة من يقطنون ويعيشون قرية أبوسيال، فالجميع ينظر لأبناء القرية على أنهم تجار مخدرات. من جهة أخرى، أكد فرج عمار، عضو مجلس محلى المحافظة عن القطاع الريفى وقرية أبوسيال، على أن القرية ستشهد خلال الفترة المقبلة اهتماما ورعاية صحية واجتماعية شاملة، وتم البدء بالفعل بتوصيل شبكات الصرف الصحى مع وجود مدارس بمختلف المراحل التعليمية لاستيعاب أبناء أبوسيال.