هاجم أعضاء ديموقراطيون في الكونجرس الأمريكي -بشدة- أمس الثلاثاء، إجراءات تفريق عائلات المهاجرين بطريقة غير شرعية في مواجهة نادرة في ممرات البرلمان بين برلمانيين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تلقى سياسته لمكافحة الهجرة السرية معارضة شديدة. وصرخ النائب الديموقراطي، خوان فارجاس، بينما كان «ترامب» يغادر اجتماعا مع الجمهوريين: «السيد الرئيس لديكم أبناء! لديكم أبناء! هل تحبون فصلكم عن أطفالكم؟»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. واكتفى «ترامب» بالالتفات وإلقاء التحية وهو يبتسم أمام الكاميرات وراء نحو 6 نواب ديموقراطيين رفعوا صور أطفال يبكون ولافتات كتب عليها: «العائلات يجب أن تكون معا». وقال برلماني آخر: «اوقفوا فصل الأطفال!». وكان «ترامب» يغادر اجتماعا استغرق حوالي ثلاثة أرباع الساعة مع الغالبية الجمهورية في الكونجرس؛ للبحث عن تعديل في قوانين الهجرة يواجه صعوبة في تمريره. ولا ينوي «ترامب» التراجع في مواجهة الجدل الذي أثارته إجراءات تفريق عائلات المهاجرين لكنه يدفع الجمهوريين الذين يأملون في وقف سيل الروايات المحزنة حول أطفال تم فصلهم عن ذويهم، إلى تقديم نص يمكن أن يسمح بتسوية هذا الوضع، مع تفهم مطالبه وخصوصا تمويل بناء جدار على الحدود. ومنذ الإعلان عن السياسة الأمريكية التي تقضي ب«عدم التسامح إطلاقا» مع المهاجرين مطلع مايو، تم فصل 2342 طفلا ومهاجرا شابا عن عائلاتهم (بين 5 مايو و9 يونيو) التي فر معظمها من العنف في أمريكا الوسطى. وبموجب هذه السياسة، قرر البيت الأبيض إطلاق ملاحقات قانونية ضد كل المهاجرين بطريقة غير مشروعة الذين يعبرون الحدود، ما يؤدي إلى فصل أطفالهم عنهم؛ لأنه لا يمكن سجنهم. وكانت الحكومات السابقة تلجأ إلى إطلاق ملاحقات مدنية لتجنب وضع من هذا النوع. وفي هذا الإطار، دافع «ترامب» في تغريدة مساء الثلاثاء عن وزيرة الأمن الداخلي، مؤكدا أنها قامت ب«عمل رائع» خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته قبل يوم وبدت فيه ممثلة سياسة عدم التسامح الذي تبديه إدارتها في هذا المجال. وتثير سياسة الهجرة هذه انتقادات حادة خصوصا من قبل المكسيك. وأدان وزير الخارجية المكسيكي، لويس فيديجاراي، أمس الثلاثاء، فصل عائلات المهاجرين غير الشرعيين، معتبرا أنه «وحشي وغير إنساني». وقال: «أريد باسم الحكومة والشعب المكسيكيين أن أعبر عن أكبر قدر من الإدانة لهذه السياسة الوحشية وغير الإنسانية». وأضاف: «نوجه إنذارا إلى الحكومة الأمريكية على أعلى المستويات لإعادة النظر في هذه السياسة وإعطاء الأولوية لرخاء وحقوق الصبية الصغار والفتيات الصغيرات، بمعزل عن جنسياتهم أو وضعهم كمهاجرين»، مؤكدا أنه «لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي». وفي كندا، قال وزير الهجرة أحمد حسين، إن الكنديين مصدومون بسياسة تفريق العائلات، مؤكدا أن اوتاوا تراقب مدى احترام السلطات الأمريكية لحق اللجوء. وفي جلسة لمجلس النواب الفدراليين لمناقشة مسألة الابقاء على الاتفاق الأمريكي الكندي حول «الدولة الآمنة الأخرى» المطبق منذ 2004، قال وزير النقل مارك جارنو، أيضا إن ما يحدث في الولاياتالمتحدة أمرا غير مقبولا. ويقضي هذا الاتفاق بأن يقدم أي مهاجر طلب اللجوء إلى أول بلد يصل إليه سواء كانت كندا أو الولاياتالمتحدة. وقال وزير الهجرة الصومالي الأصل: «نحن مضطرون بموجب قانون حماية الهجرة لمراقبة احترام حق الهجرة من قبل الولاياتالمتحدة للتأكد من أن نظام الهجرة الأمريكي مازال يحترم المعايير التي تسمح باعتبارها الدولة الآمنة الأخرى. وقال «حسين» إن كل الكنديين صدمتهم الصور القادمة من الولاياتالمتحدة. وأضاف أن حياة الأطفال ثمينة جدا وكذلك أمنهم ورخاءهم وكل هذا يجب أن يكون محور اهتمامنا الأول. وعبرت غواتيمالا أيضا، الثلاثاء، عن قلقها من إجراءات تفريق العائلات. وقالت وزيرة الخارجية، ساندرا خوفيل، إن 465 طفلا من غواتيمالا تم فصلهم عن عائلاتهم بعدما عبرت سرا الحدود. ودانت تشيلي بلسان وزير خارجيتها روبرتو امبويرو، سياسة الهجرة التي يتبعها ترامب. من جهة أخرى، يؤكد بيان نشر في 18 يونيو في الفاتيكان في ختام مؤتمر حول قضية الهجرة الدولية بين الطرفين، أن الأطفال هم الأكثر معاناة من عواقب الهجرة القسرية. لكن البيان لا يذكر سياسة الهجرة الأمريكية الحالية. وأعلنت زوجات 4 رؤساء أمريكيين سابقين، والسيدة الأولى الحالية ميلانيا ترامب، أنهن صدمن بانتزاع أطفال من ذويهم. وأشارت روزالين كارتر، زوجة جيمي كارتر، إلى إجراء «مشين ومخجل لأمريكا»، بينما وصفت لورا بوش، زوجة الجمهوري جورج بوش الابن، هذه السياسة بأنها «غير أخلاقية». وطلب نشطاء لحقوق الإنسان من المكسيك وكولومبيا والإكوادور وجواتيمالا وهندوراس من محكمة الدول الأمريكية لحقوق الإنسان التدخل لوقف هذه السياسة «الخطيرة».