قال فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، إن إرسال الرسل أمرا ضروريا، ولا مفر منه إذا أريد لحياة الناس أن تتجه نحو الحق والخير والسعادة. وأضاف فضيلته، خلال برنامج «الإمام الطيب»، اليوم، الذي يذاع على قناة «سي بي سي»، أن النبوة -باعتبارها هديا إلهيا- هي الصيغة الوحيدة القادرة على إيجاد التوازن بين الفرد بكل نوازعه وغرائزه وشهواته من ناحية، وبين المجتمع بكل مصالحه وضروراته من ناحية أخرى. وأوضح فضيلته، أنه في إطار النبوة أو «الهدي الإلهي» تتحول المصالح الكبرى في الأمم والمجتمعات إلى مصالح فردية، تعود على الإنسان بالنفع والفائدة، بعد أن يترسب في وجدانه الاعتقاد في الله، وفي امتداد الحياة بعد الموت، والمرور بمحكمة عدل إلهية لا يظلم فيها الناس شيئا من حقوقهم، وإن كان مثقال ذرة من خير أو شر. وبيّن الإمام الأكبر أن النبوة مأخوذة من «النبأ» الذي هو الخبر، ومعناها: تلقي النبي خبرا من الله تعالى -عن طريق الوحي- وتبليغه إلى الناس، أما الرسالة فتتعلق بمعنى الإرسال والبعث، فالنبوة تعبير عن العلاقة بين النبي وبين الله عز وجل، والرسالة تشير إلى العلاقة بين «النبي» وبين من يرسل إليهم، وهذان المعنيان -النبوة والرسالة- يجتمعان معا في كل شخص اصطفاه الله سبحانه، وأنزل عليه وحيا، وأمره بتبليغه للناس.