على الرغم من تعدد العرقيات فى جمهورية أفغانستان، وتنوع جذور سكانها بين البشتون الطاجيك والهزارة والبلوش والتركمان، إلا أن الإسلام الذى دخل تلك البلاد بعد ظهوره بسنوات قليلة، بات القاسم المشترك بين الأفغان، حتى أن مظاهر الاحتفال بشهر رمضان الكريم، لا تختلف على الإطلاق بين أبناء العرقيات المختلفة، وهو ما يكشفه لنا رئيس اتحاد الطلاب الوافدين فى جامعة الأزهر، وطالب الدراسات العليا فى الجامعة عثمان محمد جمعة، فى لقائه مع «الشروق».. فى البداية يقول جمعة، إن شهر رمضان «يؤلف بين أبناء العرقيات، والذين يحرصون على تحقيق أكبر استفادة ممكنة من الشهر الكريم، فتجد على سبيل المثال موائد الرحمن تنتشر فى مختلف قرى ومدن الولايات الأفغانية، وتنشط فى المساجد والمؤسسات الدينية، دروس تلاوة القرآن وصلوات التراويح التى يعقبها الدعاء لفترات طويلة، وتكثر الزيارات للأهل، ويحرص القادرون على زيارة الأماكن الفقيرة والمحتاجة للمساعدات». ويضيف جمعة: «الاهتمام بالعبادات الدينية والاجتهاد فى الصلاة والصيام وعمل الخير يعلو على أى مظاهر ترفيهية، فلا تظهر الزينة الرمضانية كما هو متعارف عليه فى بعض الدول العربية، خاصة مصر، وكذلك الإعلام يتعامل مع رمضان على أنه شهر عبادة فتكثر فيه المواد الدينية بلا ترفيه أو إسفاف أو خدش للحياء.. حتى الأغنيات ليست رمضانية خالصة وإنما يتم ترديد الأغانى الدينية التى فيها روحانيات أو تدعو إلى المحبة والتراحم والتعاطف بين المسلمين.. وفى كل بيت لا بد من ختم القرآن كأفراد أو مجموعات مرة وحدة على الأقل خلال شهر رمضان المبارك، وحلقات تحفيظ القرآن الكريم تعج بالطلبة وطالبى الدروس فى القرآن الكريم». وعن عادات الأفغان فى الطعام، يقول: «الإفطار عادة يكون على البلح أو العصائر وأشهرها عصير ماء الورد ويسمى (روح أفزا) ثم شوربة خضار ثم الذهاب للصلاة، كما يعشق الأفغانى العديد من الأكلات أشهرها يسمى (البولانى ) و(البکوره) وهى خليط من النشويات خاصة دقيق الذرة البطاطس مع البروتينيات مثل الدجاج، وتعد البهرات وخاصة الفلفل الحار أحد المكونات الرئيسية للمائدة، ويعد الأرز هو الغذاء الرئيسى وخاصة الأرز الأوزبكى ويسمى (پلاو أوزبكى) وكذلك وجبة (المنتو) وهى عبارة عن عجين محشو باللحم المفروم وعدس وزبادى مع الثوم، وأيضا أكلة (آش) وهى مكونة من المكرونة باللحم وخضراوات وزبادى ونعناع مطحون وفلفل أحمر».