يمثل المسلمون في أفغانستان نحو 99% من إجمالي سكانها، وهي من الدول التي تحافظ على العادات والتقاليد لشهر رمضان، بالرغم من ما تمر به من حروب ودمار. في جمهورية أفغانستان الإسلامية تعلو العبادات الدينية على العادات الترفيهية، فلا تظهر الزينة الرمضانية كما هو متعارف عليه في بعض الدول العربية، خاصة مصر، أما الموائد الرمضانية فتتسم بالبساطة. رؤية الهلال قبل قدوم رمضان يذهب الجميع إلى الأسواق لشراء حاجاتهم ومستلزماتهم الضرورية، وقبل دخول رمضان بيوم واحد يجتمع الأهالي في ساحات المساجد ويتناولون إفطارا جماعيا وهو نوع من الترحيب بشهر رمضان المبارك، فيجتمع الرجال قبل أذان المغرب بنصف ساعة في ساحات المساجد من أجل الإفطار الجماعي. ويحتفي الناس في أفغانستان بمقدم الشهر الكريم ككل المسلمين، ولكن لهم من مظاهر الاحتفاء لا توجد في أي مكان آخر مثل اعتبار اليوم الأول من رمضان يوم عطلة رسمية في جميع أنحاء البلاد، بل إن مكاتب الأممالمتحدة ومنظماتها والسفارات الأجنبية تتعطل في ذلك اليوم. ويصوم الشعب الافغاني حسب ظهور الهلال في إحدى الدول الإسلامية؛ وذلك لصعوبة استطلاع الهلال في أفغانستان لطبيعتها الجغرافية الصعبة. عبادات في رمضان في أفغانستان، يقوم الشباب والأطفال بدور المسحراتي، ويُسمّى من يؤدي هذا العمل ب"الرمضاني" وهو يقوم بعمله متطوعاً، ويسيرون في جماعات وكأنهم فرقة، ويذهب الصائمون إلى المساجد بعد الإفطار لصلاة العشاء ولسماع القرآن الكريم. ولديهم شخص يُسمّى «الفاتح» يتابع قارئ القرآن الكريم ليرده إلى الصواب إذا أخطأ في التلاوة. ويكثر أهل أفغانستان من إقامة الختمات في رمضان؛ والختمة عندهم يحتفون بها أيما احتفاء حيث يطبعون البطاقات المزخرفة كبطاقات الأعراس ويدعون لها بعض الناس وليس جميعهم. أما القراءة فأمرها موكول للملالي المحترفين الذي يحفظون القرآن أو لا يحفظونه ولكنهم يجيدون ترتيله، وكلما كثر عدد المقرئين كان ذلك دليلا على علو مقام صاحب الدعوة. ولا تجد بيتا في أفغانستان يخلو من مصحف يلفونه في قطعة من الحرير أو المخمل المطرز ويضعونه في مكان عال حتى لا يعبث به عابث، ويبجلونه تبجيلا قلّ أن تجد مثله في بلاد العرب، وربما يعود السبب لعجمتهم التي تزيد كتاب الله عندهم قداسة، لأنهم لا يتعاملون معه في حياتهم اليومية ويفتحونه للتلاوة قبل أو عقب الصلوات، وإنما يحتفظون به لحماية الدار وساكنيها من كل شر وللتبرك بوجودهم قربه. مائدة أفغانية ويعتبر اللحم والأرز والحليب من أشهر الوجبات الرمضانية الأفغانية، وتجعل التركيبة الإسلامية للشعب الأفغاني رمضان في أفغانستان شهرا مختلفا عن غيره، إذا ما قورن استقبالهم للشهر الكريم باستقبال المسلمين على مستوى العالم الإسلامي لرمضان، فهو شهر له مذاق خاص، ومكانة خاصة في قلوب الأفغان على مستوى الطعام والعبادة. كغيرهم من الكثير من الشعوب يفطرون على الماء والفواكه والشوربة والفطائر، ثم ينصرفون إلى صلاة المغرب والعشاء والتراويح، ثم يعودون لأكل العشاء الذي يضم اللحم والأرز وغيره من طيب الطعام، ويكثر أهل أفغانستان من إقامة الختمات في رمضان، والختمة عندهم يحتفون بها، حيث يطبعون البطاقات المزخرفة كبطاقات الأعراس ويدعون لها بعض الناس وليس جميعهم. أنواع الخبز الأفغاني مماثلة للخبز الباكستاني والهنديوالإيراني، رغم أن تحضيرها يختلف قليلا عنها، فالخبز الكامل "الناون" يشبه خبز "النانالبنجابي" شمال الهند، وخبز "اللاواشالمرقوق" يشبه خبز "النانهلافاش" الإيراني، و"التشاولاوالبالاو" الأفغانيان مشابهان لطبقي الأرز في كل من إيرانوالهند وباكستان. والأرز البسمتي يستعمل في أفغانستان رغم أن نوعا آخر من الأرز الطويل الجيد يمكن استعماله مكانه، والقورما (صلصة اللحم) لها ما يوازيها في القورما الهندية، رغم أنها ليست كثيرة التوابل مثلها، و"القوريشقورماسابزي" تشابه طبقا إيرانيا، وهنا يبرز تشابه آخر، فالسابزي الإيراني يشير إلى الأعشاب الخضراء بينما السابزي الأفغاني يشير إلى السبانخ، والسابزي الهندي والباكستاني إلى تشكيلة من الخضر. طقوس المائدة الأفغانية يقدم الطعام في صحون وأوان كبيرة، ويوضع فوق قماش مفروش على سجادة أو حصيرة، وأحيانا تقدم الصحون والزبادي للأفراد، ولكن ذلك يختلف باختلاف المكان إن كان منزلا أم خيمة، وتقدم الوسائد للجلوس، وتستعمل أصابع اليد اليمنى لتناول الطعام بعد غسلها، ويقدم أرز التشالا أو البالا وبصورة عامة، غالبا ما يقدم مع القورما، كما يمكن تقديم الكباب والدجاج (الأوشاق) بالإضافة إلى الشوربة في الولائم، ويمتاز الأفغانيون بتقديم كميات كبيرة من الطعام، كما تقدم دائما الخضر والسلطة والمخللات واللبن والخبز، ويستعمل الخبز لتناول الأطعمة اللينة، ويقدم اللبن الرائب أو المخيض دائماً كشراب على المائدة، والفواكه جيدة ووفيرة، وتقدم دائماً كجزء من الوجبة، ويعقب الوجبة تناول الحلويات، كما يقدم الشاي بعد الوجبة بفترة طويلة. ويؤكد العارفين بأسرار الطهي الأفغاني على مميزات طبق الباجة الأفغانية فهي غنية بالبهارات والخضراوات، (الباجة كلمة عراقية من أصل فارسي وتعني لحم الرأس والكوارع والكرش التي تطبخ معا) وهي وصفة مفيدة للجسم وتعزز العمليات الكيميائية الحيوية فيه، وهي تطبخ في خلال ساعتين أو ثلاث ساعات فقط، بخلاف لحوم البلدان الأخرى التي تستغرق وقتا طويلا لتحضير هذه مثل الوصفة، لأن المواشي الأفغانية تتربى على الأعلاف الطبيعية بين الجبال والصحارى، كما تتميز الباجة الأفغانية أيضا بقوة علاجية، فهي تقوي الخلايا وتعطي الطاقة، وتزيد الخصوبة وتزيد مقاومة الجسم للأمراض والالتهابات. سر الفاكهة المجففة الفواكه في أفغانستان لذيذة الطعم بشكل لا يضاهي، ولا يمكن للمرء أن يذوق عنبا أو تينا أو برتقالا قط أكثر حلاوة من تلك التي تنبت في أفغانستان، ولأهل مزار الشريف وشمال أفغانستان عموما خبرة في تجفيف الفواكه يحرصون على إخفاء سرها عن الآخرين، كما أن المنطقة تشتهر بنوع من الشمام يسمونه "الخربوزة" لا يعدل عذوبة طعمه أي شمام آخر، يأكلونه عذبا صيفا ويجففونه ليستخدم شتاء كالعنب الذي يصير زبيبا يسمونه "الكشمش" ويدخل في إعداد الكثير من الأطباق.