مثل أغلب الدول الإسلامية، تستقبل إيران الشهر الكريم بطريقتها الخاصة، عبادات وإفطار جماعي ومأكولات خاصة، إلا أن أبرز ما يميز إيران هو أن لكل إقليم طبيعته الخاصة في استقبال الشهر الفضيل . يبلغ عدد سكان إيران أكثر من 75 مليون نسمة، أغلبهم من المسلمين الشيعة، ونسبة العرب في الدولة الفارسية حوالي 7% من السكان، يتمركز أغلبهم في "الأحواذ"، واعتاد الشعب الإيراني أن يستقبل رمضان، بالتزاحم أمام الأسواق الشعبية لتوفير مستلزمات الإفطار وإعداد الأطباق الخاصة بهذه الأيام، حيث يتم تخصيص الأسبوع الأخير من شهر شعبان لهذا الغرض، كما يتم إعداد المساجد وتعطيرها وتهيئتها. تشهد الشوارع الإيرانية خلال شهر رمضان، أجواء إيمانية ومعنوية، حيث يحرص الإيرانيون على المشاركة في الأمسيات القرآنية التي تشهدها معظم مساجد البلاد بعد صلاة العشاء، وتتنافس المطاعم في تقديم الأطباق اللذيذة مثل الأرز مع الكباب المطبوخ بالسمن البلدي. مائدة الطعام تعتبر من أهم ما يميز الشهر الكريم في إيران، حيث يشتهر المطبخ الفارسي بالأطباق الشهية المزينة بالفستق والمكسرات، ويتوج الزعفران صحون الأرز المطرزة بشرائح اللوز، ولا تخلو المائدة الرمضانية من وجبة "آش رشته" وهي حساء دسم مليء بأنواع البقوليات والمكرونة والخضار الورقي، والهريسة "حليم" المتكون من اللحم والمرق والقمح، إلى جانب الفلفل الحار، والشوربة التي يفضلها الصائمون، وتعتبر طبقاً رئيسياً في شهر رمضان، و"الباجة" في مدينة أصفهان، وهي عبارة عن لحم رأس الخروف. وتحرص السلطات الإيرانية على إقامة معرض دولي للقرآن الكريم، في كل عام، يضم بين جنباته أربعين قسما، منها الاستشارة والحوار القرآني، والبحوث وترجمة القرآن، والقرآن والأطفال إضافة إلى قسم المجلات الرقمية. و3 أيام، تحظى بأهمية خاصة في رمضان، لدى الشعب الإيراني، وتحظى بتفاعل كبير في الدولة الفارسية، هي يوم 15 رمضان، الذي يتزامن مع مولد الحسن بن على ، ويوم 17 رمضان، وهو ذكرى موقعة بدر ويوم 21 رمضان، وهو ذكرى مقتل الصحابي علي بن أبي طالب، الخليفة الرابع للمسلمين.
