في أفغانستان حيث يمثل الإسلام الدين الرسمي للدولة، إذ يدين به 99.7% من السكان، حوالي 89% منهم على المذهب السنّي، يستقبل المواطنون شهر رمضان المبارك بطقوس مميزة للغاية. يصوم الشعب الأفغاني حسب ظهور الهلال في إحدى الدول الإسلامية، وذلك لصعوبة استطلاع الهلال في أفغانستان لطبيعتها الجغرافية الصعبة، وقبل حلول رمضان بليلة واحدة يجتمع الأهالي في ساحات المساجد ويتناولون إفطارا جماعيا كنوع من الترحيب بالشهر الفضيل، وتعتبر الدولة أول أيام رمضان يوم عطلة رسمية في مختلف قطاعات العمل وفي جميع أنحاء البلاد. ويكثر أهل أفغانستان من ختم القرآن الكريم في شهر رمضان، واحتفاء بختم المصحف الشريف يطبع الأفغان بطاقات مزخرفة كروت كبطاقات الأعراس ويدعون لها المقربين منهم. تحرص كل أسرة أفغانية على أن يكون في منزلها مصحفًا ملفوفًا بقطعة من الحرير المطرز للتبرك به، خاصة أنهم لا يجيدون قراءته باللغة العربية، لذلك تكثر في أفغانستان المصاحف المترجمة للفارسية لانتشار النطق بها بين الأهالي. يؤدي الأطفال هناك دور "المسحراتي"، إذ يشكلون مجموعات تضم كل منها بضعة أطفال، يتجولون بالشوارع لإيقاظ الناس للسحور، دون تقاضي أي أجر مقابل عملهم اليومي طوال شهر رمضان. يزف الطفل الذى يصوم لأول مرة كأنه عريس، ويقام له احتفال خاص يرتدي فيه ملابس تشبه ملابس العريس البالغ مع غطاء ذهبي يزين الرأس. ويعتبر مشروب "روح أفزا" الشعبي هو المشروب الرسمي لشهر رمضان في أفغانستان، وهو عبارة عن عصير ماء الورد الذي تتناوله بعض الأسر حتى كبديل عن الماء الطبيعي، بينما تعتبر وجبة "الباكورة" من أكثر الوجبات شيوعا على موائد الإفطار هناك، وهي عبارة عن خليط من البطاطا وطحين الحمص مع التوابل.
ويحرص الأفغان على تناول سلطة الفواكه المصنّعة منزليا في رمضان، خاصة مع اشتار بلادهم بطيب مذاق مختلف أنواع الفاكهة بها، ومع احتفاظ الأفغان بوصفاتهم الخاصة المتقنة في مجال تجفيف الفواكه الطازجة والاحتفاظ بها على مدار فصول العام. تخلو الشوارع الأفغانية من مختلف أنواع الزينة الرمضانية، على عكس المتعارف عليه في العديد من الدول العربية، حتى الإعلام الأفغاني يتعامل مع رمضان باعتباره شهر عبادة ، فيكثر خلاله عرض المواد الدينية بلا ترفيه أو إسفاف، حتى الأغنيات التي يقومون بعرضها ليست رمضانية خالصة وإنما هي أغنيات روحانية تدعو إلي المحبة والتراحم والتعاطف. نتشر في مختلف قرى ومدن الولايات الأفغانية موائد الإفطار الجماعية، ومع ذلك تبدو مكوناتها بسيطة وبعيدة عن البذخ والإسراف التي تشتهر به موائد الرحمن في الكثير من الدول العربية. تزخر المساجد والمؤسسات الدينية بوجه عام خلال رمضان بدروس تلاوة القرآن وصلوات التراويح التي يعقبها الدعاء لفترات طويلة.