بدء هتاف «وحوي ياوحوي» لأول مرة في التاريخ، مع دخول الهكسوس إلى مصر، بعدما أحكموا قبضتهم على الدلتا، فعانى المصريون على امتداد العقود التالية من البطش الهكسوسي، إلى أن تزوج ملك مصر «سكنن رع تاعا» الأول من أخته «إياح حتب»، التي راحت تحرضه على الحرب وطرد الغزاة، واستعادة مجد المصريين. وبمشاركة زوجته «إياح حتب» بدء «سكنن رع تاعا» بتجهيز الجيش، وتنظيم صفوفه، واشتبك الجيش المصري مع جحافل الهكسوس، لكنه انهزم ولم يتمكن من الانتصار فاستشهد «سكنن رع تاعا»، وحملته زوجته عائدة به إلى طيبة، حيث حلت محل زوجها في القيادة. ومع انتهاء مراسم الدفن، اجتمعت الملكة بابنها البكر «كامُس»، تحثه على استئناف القتال، وشاركته المعركة، لكنه استشهد مثل أبيه، وعادت تحمل جثمان ابنها مثلما حملت جثمان زوجها، دون أن تضعف هزيمتها، واجتمعت بابنها «أحمُس»، ولم يكن قد تجاوز العاشرة، فقامت بالإشراف على تدريبه وإعداده للقتال، فلما بلغ التاسعة عشرة، قررا أن هذا الوقت المناسب لاستئناف القتال ومحاربة الهكسوس مرة أخرى لتحرير مصر، وخلال 5 سنوات من الحرب انتصر «أحمس» بمشاركة أمه «إياح حتب». وعادت «إياح حتب» على رأس جيشها، بصحبة ابنها الملك أحمس الأول، فخرج الشعب حاملًا المشاعل، في استقبال السيدة، التي قدمت زوجها وابنها البكر ولم تبخل بابنها الثاني، وهم يهتفون «وحوى ياوحوي إياحا». إذًا «إياحا» هو اسم الملكة، و«وحوي» بالفرعونية تعنى الظهور رويدًا، و«إيوحا» تعني القمر؛ فيصبح الهتاف «أهلًا بالقمر، أو مرحب ياقمر»، ومنذ ذلك الوقت خلد المصريين انتصارهم بكلمات «وحوي ياوحوي إياحا».