أفردت صحيفة ليكيب الفرنسية تقريرا مطولا عن عصام الحضري، حارس مرمى المنتخب الوطني والتعاون السعودي تخلله حواراً معه، وذلك بمناسبة أنه على أعتاب أن يصبح اللاعب الأكبر سناً بين لاعبي كأس العالم على مدار التاريخ. وقال الحضري خلال تصريحاته :"لقد وُلدت حارس مرمى، وأنا مخلص لهذه اللعبة"، مُضيفاً :"في بدايتي والدي لم يكن يرغب أن أتجه للعب كرة القدم، وكنت أضطر للهروب من نافذة منزلي لخوض المباريات مع زملائي، ووالدتي ساعدتني كثيراً في ذلك، كان علي أن أفعل كل هذا لأحقق حلمي". وأضاف الحضري قائلاً :"في عام 1991 انضممت لنادي دمياط، والطقس كان شديد البرودة في بعض الأحيان، وكنت أتدرب بيديين مجردتين لأنني لم أمتلك المال لشراء القفازات، لقد عانيت من هذا كثيراً، لكني أردت أن أبقى صلباً، وعندما امتلكت قفازاً في إحدى المباريات كنت أشعر بسعادة غامرة".
وتابع :"كان لدي ثلاثة أهداف في الحياة، أن أكون حارس مرمى محترف، وحارسا للنادي الأهلي، ومن ثم المنتخب المصري، وبالفعل تمكنت في سن ال23 أن أنضم للنادي الأكبر في مصر". وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن الحضري كان قد حقق 21 بطولة مع النادي الأهلي مُقسمة إلى 7 بطولات دوري و4 بطولات كأس مصر، و 4 بطولات سوبر محلي، و 3 بطولات من دوري أبطال إفريقيا والسوبر الإفريقي.
وعن مستقبله بعد نهاية مسيرته علّق الحضري قائلاً :"بعد إعتزالي لا أريد أن أكون في كرة القدم، لقد قدمت الكثير في هذه اللعبة، لقد ظللت أعيش من أجل تلك اللعبة، لذلك عندما سأتقاعد أريد أن أكون بعيداً عن كل شيء لرعاية عائلتي لأنني طوال حياتي المهنية كنت بعيداً عنهم". وعن إحتفالاته الخاصة بعد الفوز بالمباريات علّق الحضري قائلاً :"لقد اعتدت على تقديم بعض العلامات المميزة في إحتفالاتي -قالها مازحاً-، أولاً أسجد شكراً لله، ومن ثم أتجه للصعود فوق العارضة والبدء في الرقص، بداية ذلك الإحتفال كان في موسم 1998-1999 عندما فزنا "الأهلي" على الزمالك بهدفين نظيفين، ومنذ ذلك الحين وقد أحبها الجميع، وأصبحت أقوم بها بناءً على طلب الجماهير".
وعن موعد إعلانه الإعتزال قال "السد العالي" :"كثير من الناس يسألونني هل أنا تعبت من القيام بهذا العمل بعد خمسة وعشرين عاما، الإجابة هي لا، إنها نعمة أن تكون في هذه البيئة. طالما أشعر بذلك ، سأستمر، وطالما أن الله يريد سأبقى. طالما أن الله يعطيني سأستمر، ولكن إذا بدأ جسمي بالرفض فعندئذ سأتوقف. لا يمكن لأحد على وجه الأرض أن يُجبرني على فعل شيء لا أريده، أنا الذي سأقرر". أكمل الحضري قائلاً :"عمري موجود فقط في جواز سفري، ال45 عاماً مجرد رقم بالنسبة لي، فالسنوات لا تهم إذا تواجدت الرغبة، فعندما تراني على الأرض ، فأنت لا تعرف عمري، الشيء الوحيد الذي يجب إدراكه هو أنني أفضل حارس لمصر". وعن بقية لاعبي المنتخب المصري قال الحضري :" أنا لست نفس الجيل، ولكني راعي لهذا الفريق، على سبيل المثال ، رمضان صبحي ذو ال21 عاماً، هو أصغر من أبنائي، خلال أول اختيار لي في المنتخب، لم يكن مولوداً حتى، لكنه يعتبرني صديقًا وأخًا وأبًا وقائداً، وهذا ما يجعلني فخوراً للغاية".
وواصل الحضري :"أحاول أن أقوم بأفعال الشباب لكسر حجز فارق الأعمار، فلدي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وسناب شات، لكنني لا أتعامل معها بنفسي، فأنا أعتقد أن الهاتف حيوان معقد، لديّ شخص يعتني بشبكاتي الاجتماعية، يضع ما يريد على ذلك، أنا لاعب كرة قدم، وحياتي هي كرة القدم". وعن اهتمامه بلياقته البدنية قال الحضري :" "أريد أن أتدرب أكثر من الآخرين، كل يوم ، أفعل نفس الشيء بالضبط: أتناول وجبة الإفطار، ثم أتدرب في الغرفة، ثم أتناول الغداء وأخذ غفوة، ثم أذهب إلى التدريب، أنا لا أضيع دقيقة"، مُضيفاً :"أقوم بالكثير من الاسترخاء، واليوجا، والساونا ، وحمامات الثلج، الآن أنا لا آكل في أقل من 45 دقيقة؛ ما ساعدني كان الابتعاد عن السجائر والأرجيلى -الشيشة- والكحول. أن تكون بصحة جيدة هي أسلوب حياة". وعن علاقته بحارس مرمى المنتخب الإيطالي، جيانلويجي بوفون قال الحضري :"أنا أحبه للغاية، بيننا علاقة ودية كبيرة، حتى أنه دعاني للتدرب معه في إيطاليا قبل كأس العالم، أنا حزين للذهاب إلى كأس العالم دون أن أتمكن من رؤيته، كنت أريده أن يكون هناك".
واختتم عصام الحضري تصريحاته قائلاً :"عندما سجل محمد صلاح هدف التأهل للمونديال في مرمى الكونغو ركضت كالمجنون، شعرت بفرحة هستيرية حينها"، مُضيفاً :"أعتقد أن مشاركتي في كأس العالم القادم هو خير ختام لتلك المسيرة.. بنسبة كبيرة سأعلن إعتزالي بعد نهايته".