المسئولون عن المنتخبات الوطنية تجاهلوا تاريخى الكروى.. و«مش هاعرض نفسى على حد» «الحضرى» أسطورة في حراسة المرمى.. و«الشناوى» خليفته في الملاعب أعشق تربية الحيوانات النادرة.. وهذه حقيقة البغبغان الذي تحدث مع الكابتن «الجوهرى» نادر السيد «بيحب غزالتى جودى».. والملك عبدالله أعجبته حيواناتى في «بيت الأردن» فكرى صالح، شيخ مدربى حراس المرمي، مدرب حراس المرمى بنادي وادى دجلة.. كرة القدم كانت حاضرة بقوه طوال الحوار معه، إلا أن الذكريات هي الأخرى كانت موجودة بشكل كبير، فالرجل عاصر عددا كبيرا من أعمدة اللعبة في مصر، كما أن تاريخه الكروى منحه كما هائلا من الذكريات والمواقف أطرافها من نجوم الوسط الرياضى. «فيتو» التقت صاحب لقب «قاهر العفاريت»، وتحدثت معه حول تفاصيل حكايته مع «عفاريت حراسة المرمى»، كما تطرق الحوار معه إلى ذكرياته ومواقفه مع الراحل الكابتن محمود الجوهرى، وبقية المدربين الذين تعامل معهم طوال مسيرته. «فكرى» قدم أيضا ما يمكن وصفه ب»قراءة لبورصة حراسة المرمى» حيث تحدث عن عصام الحضرى، وأحمد الشناوى، وشريف إكرامى أيضا، وعن رؤيته للثلاثى وأمور أخرى كان الحوار التالي: في البداية.. حدثنا عن بدايتك في كرة القدم؟ بداية ممارستى لكرة القدم كانت في الشارع وبعدها بدأت اللعب داخل نادي الزمالك، وأذكر هنا أن الكابتن حمادة الشرقاوى قام باختبارى ثم ضمنى للفريق وعمرى 10 سنوات، وبدأت ألعب 3 مباريات في اليوم الواحد مع جميع فرق الناشئين والشباب وتم تصعيدى للفريق الأول وعمرى 16 سنة فقط. حدثنا عن مباراتك الأخيرة قبل إعلانك اعتزال اللعب والاتجاه للتدريب؟ آخر مباراة لى مع الفريق الأول بنادي الزمالك بتاريخ أول أكتوبر 1973، وكنت وقتها نقيبا في سلاح الصاعقة ضمن فرق العمليات الخاصة، ثم بدأت حرب أكتوبر المجيدة وانشغلت بالحرب وعدت لأجد الزمالك يطلب منى الانتظار للموسم التالى لهذا لعبت في الترسانة. هل اختتمت حياتك بالترسانة؟ لا.. رشحنى الناقد الرياضى محمود معروف للعب مع المقاولون العرب، وطلب الراحل فؤاد صدقي، المدير الفنى للفريق، التعاقد معى وكان الجهاز الفنى يضم اللواء عبدالمنعم الحاج وإبراهيم الوحش، وبعد موسم واحد فوجئت بفؤاد صدقى وعبدالمنعم الحاج يطلبان منى تولى مهمة تدريب حراس مرمى المقاولون. هل فكرت في العرض.. أم اتخذت قرارا بالموافقة عليه دون تفكير؟ فؤاد صدقي، المدير الفنى للمقاولون، كان يتملك رؤية للأمور أفضل منى، لهذا وافقت على تولى مهمة التدريب وكان عمرى وقتها 23 سنة. ما هي أهم محطات حياتك كمدرب بعد المقاولون؟ مشوار طويل جدا، منها أنى قمت بتدريب منتخب مصر الأول عام 80 مع فؤاد صدقى والمنتخب الأوليمبي مع هانى مصطفى عام 1982 ومع مايكل سميث وهيدرجوت وسكوب وهانى رمزى والراحل الدكتور محمد على وزكى عثمان وعلى وصلاح أبوجريشة والمهدى فاريا وحسن شحاتة ورود كرول وسبايكو وفتحى نصير، باختصار يمكن القول أننى دربت منتخبات مصر الأولى والأوليمبية والشباب والناشئين ومنتخبات الأردن. وماذا عن الأندية؟ دربت المقاولون وفريق الزمالك ووادى دجلة. ما هي حكايتك مع كابتن الجوهري؟ عملت مع الجوهرى منذ عام 86 وبقينا نعمل سويا حتى 2007، ومحمود الجوهرى علامة مميزة في تاريخ مصر وأفريقيا والعرب، حققت معه أغلى بطولات منها أمم أفريقيا 1998 ببوركينا فاسو وبطولة العرب والوصول لكأس العالم وتطوير ونهضة الكرة الأردنية لمدة خمس سنوات وتعلمت منه الكثير جدا. ما هي حكاية لوسى مع الجوهري؟ (ضاحكا): أنا دائما كنت عاشقا للحيوانات، خصوصا في السفريات الكبيرة، مثلا عندما كنت مدربا للحراس في الأردن بصحبة الجنرال محمود الجوهري، وفى يوم من الأيام أحضرت بغبغانا جميلا اسمه لوسي، وكنت أضعه في المدخل وكان صديقا للكابتن محمود الجوهرى وكان كلما يدخل الجوهرى غرفتى ينادى عليه: «جوهري. جوهري»، فكنت أعنفه كى يقول «كابتن جوهري». علمنا أنك لديك منزل خاص في الأردن به العديد من الحيوانات أيضا؟ كنا نعيش في فندق خاص أنا وكابتن الجوهري، لكنى جعلت منه مملكة خاصة بى حتى إن الصحف الأردنية بدأت تتكلم عن المكان، والملك عبدالله، والأمير على رئيس اتحاد الكرة أعجبا بما أنا فيه وأرسلا لى مجموعة أشجار نادرة وجميلة وغالية جدا. ما حقيقة امتلاكك ل»بغبان» تعلمه حراسة المرمى؟ (ضاحكا): بالفعل لدى بغبغان ذكى جدا أقوم بتدريبه على حراسة المرمى لدرجة أن عددا كبيرا من لاعبى كرة القدم جاءوا لزيارتى لرؤيته، خاصة سمير عدلي وعلاء نبيل. هل بالفعل تمتلك ما يمكن أن يوصف ب«حديقة الحيوان» داخل منزلك في الإسماعيلية؟ بالفعل، أمتلك غزالة اسمها «جودي» هناك بجانب وجود عدد من الحيوانات النادرة. بالحديث عن الغزالة «جودي» لتروِ لنا حكايتها مع نادر السيد؟ «نادر» كان يعشق هذه الغزالة وأحضرها عام 2002 من جنوب أفريقيا، أطلقت عليها اسم جودي، وعندما رزق «نادر» بمولودة سماها «جودى». ماذا عن تفاصيل قصة مدرب المنتخب، رود كرول مع نخلة الأممالمتحدة؟ «كرول» عندما كان يدرب المنتخب الهولندى وكنا نمر من أمام الأممالمتحدة، كان هناك نخل كبير جدا ونادر، وفوجئنا به في إحدى مرات مرورنا ينادى على «الحضرى» ويقول له «هاخد النخلة دى لفكرى صالح.. يلا شيل».. إلا أن الحضرى رفض تنفيذ أمره. بالحديث عن «الحضرى».. هل ترى أنه كان حارس مرمى يصعب التعامل معه؟ على العكس تماما.. التعامل مع «عصام» سهل جدا، وأريد التأكيد هنا على أنه تلميذ مطيع، وخلال فترة تعاملى معه لم أجد أي صعوبة في توصيل ما أريده إليه. تتناثر حولك أقاويل تشير إلى أن «العفاريت» تساعدك في تدريب حراس المرمى.. ما حقيقة هذا الأمر؟ المستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، أطلق تصريحا خفيف الظل، قال فيه إن «الحضرى يسخر جن وعفاريت» لمساعدته في إبعاد الأهداف عن مرماه، وهو تصريح قابله «الحضري» بالقول إنه بالفعل يمتلك شيخا يسخر له العفاريت واسمه فكرى صالح، باعتبارى مدربه، ومن وقتها أطلق على لقب «الشيخ فكرى.. قاهر العفاريت». رغم تأكيدك أن الأمر كله مجرد «سخرية».. لكن هناك من تعامل مع أنك «قاهر العفريت» وكأنه أمر واقع.. تعقيبك؟ هذا حدث بالفعل.. فقد فوجئت بإحدى عضوات وادى دجلة تأتى لى وتقول لى «ابنى حارس مرمى ولديه 12 سنة وعايزة «عفريت» يسانده عشان يبقى زى الحضري»، وضحكت وقتها وقلت لها: «ابنك مش هيبقى حارس مرمى إلا بمجهوده وتوفيق ربنا». بعيدا عن حديث العفاريت.. من وجهة نظرك، من هو أفضل حارس للمنتخب خلال هذه الفترة؟ عصام الحضرى أسطورة في حراسة المرمى وبعده أحمد الشناوي، الذي أتوقع أنه سيكون خليفة عصام الحضرى في حراسة المرمى لمنتخب مصر لما يتمتع به من مقومات الحارس المتميز لكن ذلك مرهون بالتزامه بتعليمات مدربيه وانتظامه بالتدريبات والعمل على تطوير، ويأتى بعدهما شريف إكرامى حارس مرمى النادي الأهلي. بصراحة.. هل ترى أن المسئولين في مصر منحوك حقك كمدرب حراس مرمى؟ للأسف أنا حزين لتجاهل المسئولين عن المنتخبات الوطنية تاريخى كمدرب لحراس المرمى ولا أشغل بالى بعرض نفسى على المنتخب لأن تاريخى يتحدث عن نفسه. أخيرا.. هل ترى أن منتخب مصر من الممكن أن يتأهل لكأس العالم؟ أتمنى ذلك، لكن يجب تصفية النفوس بين الجميع.