-أولجا: ندمت على ترك مصر.. الحياة كانت جميلة وبسيطة.. وخرستو: مبادرة السيسى رجعتنا بلدنا من تانى.. وخرستوفيدس: أحرص على شرب الشاى مع أصدقائى.. وميخالديس: المدينة أصحبت أكثر زحاما.. وكملاكيس: «كل طوبة فى أرض الإسكندرية بتفكرنى بتاريخى» عاشوا فى مصر سنين طوال وارتبطوا كثيرا بالإسكندرية وأهلها على وجه الخصوص طوال القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، ولأسباب مختلفة قرر أبناء الجاليتين اليونانية والقبرصية الرحيل عن مصر والعودة إلى بلادهم، لكن الثقافة المصرية واللغة العربية ما زالت تتحكم وتفرض كلمتها على تعاملات الكثيرين منهم. على هامش مشاركتهم فى فاعليات أسبوع «إحياء الجذور»، الذى تقيمه وزارة الهجرة، بالإسكندرية، روى عدد من اليونانيين والقبارصة ل«الشروق»، تفاصيل حياتهم وذكرياتهم فى مصر التى يشعرون بالحنين إليها باستمرار. على كرسى متحرك تجلس أولجا فياوكليتو بسترودس، يونانية الجنسية، قبرصية الإقامة، تستمتع بالنظر إلى مكتبة الإسكندرية وباهتمام تتلقى كلمات المرشدة السياحية التى كانت تقدم شرحا حول دور المكتبة وما تحويه من كتب ومقتنيات. بنبرة فرحة تحدثت بسترودس، عن مشاركتها فى مؤتمر «إحياء الجذور»، وزيارتها إلى حيث تربت فى مدينة الإسكندرية، التى تركتها برفقة والديها فى ستينيات القرن الماضى، قائلة: «شعرت بالحنين لكل مكان فى الإسكندرية له ذكرى معى، وأشكر الرئيس عبدالفتاح السيسى، ووزارة الهجرة أن أتاحت هذه الفرصة لنا». وتابعت: «مشينا من مصر بسبب الحروب، وأكتر شىء ندمت عليه هو إنى مشيت من مصر، الحياة فى مصر كانت جميلة وبسيطة وتشعر إنك وسط أهلك وبيتك، وهذا ما يميزها عن كثير من البلدان، قبرص بلد كويس لكن ليس بالروح المصرية، والحياة فى مصر ملهاش مثيل». وأكملت: «الإسكندرية بلد جميل وهيفضل جميل، وطول عمر اليونان ومصر بلد واحد، ونتمنى تحقيق الدولتين للتنمية الحقيقية والاستغلال الأمثل للقدرات والطاقات»، معربة عن اعتزازها بمصر وتمنيها لها بالاستقرار. وبعبارات الحب نفسها، لخص خرستو خرستوفيدس، 16 عاما عاشها فى الإسكندرية، قائلا: «أنا أعشق تراب مصر»، متابعا: «أبى وأمى ولدا فى مصر وعاشا حياة سعيدة ولم يشعرا يوما بالغربة وسط المصريين، مردفا: «مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى رجعتنا بلدنا مصر من تانى وفكرتنا بأيامنا الحلوة». فى شارع البيرة بكامب شيزار بالإسكندرية، عاش خرستوفيدس 16 عاما، قبل أن يسافر إلى اليونان فى 1963، كوّن خلالها الكثير من الأصدقاء المصريين، موضحا أن زيارته لمصر لم تنقطع، مكملا: «كل ما أزور مصر أجى إسكندرية وأشرب الشاى مع أصدقائى». العادات المصرية ما زالت تسيطر على طباع اليونانيين الذين سافروا قبل أكثر من 50 عاما، الثقافة المصرية قوية وتستطيع أن تؤثر فى أى مواطن من أى دولة أخرى، مضيفا: «فى كل زيارة لمصر، يزور نادى اليونانيين فى الإسكندرية ويصطحب أولاده ليعرفهم على الأماكن التى عاش فيها، أياما كان كلها بركة وخير». من حكايات خرستوفيدس، لأبنائه عن الإسكندرية وطبيعة الحياة فى مصر، أحب أبناؤه معايشة هذه التجربة وأصروا على قضاء أوقات طويلة هنا، ويشعرون بالحنين كثيرا إليها، على حد وصفه. يتذكر كوستا ميخالديس، رئيس النادى اليونانى فى أثينا، أثناء حديثه لنا، تفاصيل 26 سنة عاشها فى المنتزه بالإسكندرية، يقول: المدينة لم تتغير كثيرا لكنها أصبحت مكدسة بالناس». وأردف: «تركت مصر فى الحرب، وتزوجت من سيدة يونانية كانت تعيش فى مصر ولدى 3 أبناء يعشقون الإسكندرية ويأتون لزيارتها باستمرار». من جانبه، قال الدكتور صيدلى اسبيرو كملاكيس، إنه التحق بالمدرسة اليونانية الإبراهيمية الإعدادية بالإسكندرية، ثم المدرسة اليونانية الثانوية فى منطقة الشاطبى، ثم التحق بكلية الصيدلة، ليتخرج منها دكتور «صيدلى كيماوى»، مردفا: «عشت أياما حلوة فى الإسكندرية وبعد ما تخرجت من الجامعة اشتغلت فى صيدليات الإبراهيمية وعندما أردت فتح صيدلية خاصة بى كان شرط الحصول على الجنسية المصرية وبعدها سافرت إلى اليونان واشتغلت هناك». وذكر كملاكيس، أنه ولد فى المنشية، فى شارع الإبراهيمية، وظل فى الإسكندرية 30 عاما، ووالده كان يمتلك 3 جراجات، مضيفا: «أكلت عيش وملح مع المصريين وشربت من مياه النيل بنسبة 100%، ولكن حلم الأجزخانة جعلنى أترك مصر، وسافرت لليونان وفتحت الأجزخانة ولكن لم أنس مصر أبدا لأنها فى قلبى». وحول مبادرة «عودة الجذور»، أكد أنها جاءت فى وقتها لتعريف الشباب اليونانى والقبرصى بتاريخه وتاريخ أجداده، مشيرًا إلى أن المصريين واليونانيين عاشوا 4 آلاف سنة دون حروب، ولابد أن يدرك الشباب أهمية التاريخ ليصنع مستقبلا قويا.