قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إنه يثق في انتصار الدولة المصرية على «خوارج العصر» في سيناء، من خلال إرادة القتال التي يتمتع بها جنود القوات المسلحة. وأشار «أبو الغيط»، في كلمة بالندوة التثقيفية للقوات المسلحة في ذكرى تحرير سيناء، اليوم السبت، إلى ما وصفه ب«الأوهام»، التي بدأت منذ عام 2003، والتي زامنت شغله منصب وزير الخارجية، من تلقي الدولة تسريبات عن عروض برغبة إسرائيل في تبادل أراض مع مصر، إلا أن مصر كانت تستقبل ذلك بكثير من السخرية، قائلًا: «ستبقى سيناء كاملة لأبناء مصر». وأوضح أن بداية ملحمة تحرير سيناء بدأت في يونيو عام 1976، عندما انطلق الشعب المصري في الشوارع رافضًا للهزمية والاحتلال، وهو ما تلقفته الدولة المصرية لتنطلق في عملية سياسية وعسكرية لتحرير الأرض. وأضاف أنه على المحور العسكري كانت هناك نقاط رئيسية بدأت بإعادة الثقة لمعنويات القوات المسلحة وأسلحتها المختلفة من خلال معركة رأس العش للقوات البرية، وتنفيذ 175 طلعة طيران عقب 5 أسابيع فقط من تدمير القوات الجوية، بالإضافة إلى تدمير القوات البحرية للمدمرة الإسرائيلية إيلات. وأشار إلى استهداف الدولة في هذا التوقيت إعادة إعداد القوات المسلحة بصورة جيدة وتسليحها بمنظومات حديثة، وإفراز قيادات جديدة هي من قادت لاحقًا انتصار أكتوبر، مضيفًا أن الدبلوماسية المصرية عملت بالتوازي على تقويض الاحتلال في سيناء والعمل على استخراج قرارات دولية وهو ما حدث في الأممالمتحدة بإصدار قرار بتحريم الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة، ومطالبة إسرائيل بالتراجع عن الأراضي التي احتلتها وتضمنه بنود أخرى، متابعًا: «القرار اتسم بالغموض رغم تضمنه بنود مهمة، وانطلقت الدبلوماسية في تطبيق القرار بالتوازي مع الأعمال العسكرية لاستنزاف العدو». ولفت إلى حديث وزير الخارجية الأمريكي، هنري كيسنجر، مع نظيره المصري وقتها، محمد حسن الزيات، عقب الفيتو الأمريكي ضد قرار مصري في مجلس الأمن وافقت عليه 14 دولة: «لقد هزمتهم ومن هزم عليه أن يدفع الثمن، وليس لدي جهد لأضيعه وعليكم أن تقبلوا بالأمر الواقع، ووصلت الرسالة للرئيس محمد أنور السادات، ليعقد اجتماعًا لمجلس الأمن القومي شهد إصرارًا على القتال، وطلب الرئيس من المشير أحمد إسماعيل، عرض خطة القتال المصرية، والتي أكدت على ضرورة تسليم سيناء للأجيال اللاحقة خالية من الاحتلال وتوجيه للعدو أقصى ضربة قد يتصورها». ونوه إلى محاولات الوزير الأمريكي إثناء القيادة المصرية عن الحرب عقب قبيل وعقب انطلاق عبور القوات المصرية فوق قناة السويس، وتهديده لها، إلا أن القيادة المصرية رفضت حديثه، مشيرًا إلى بدأ مصر معركة تفاوضية عقب فرض واقع جديد على الأرض من خلال الحرب. وأوضح أن إسرائيل حاولت إبقاء وجود عسكري ومدني لها في سيناء بعد مبادرة السلام، إلا أن مصر رفضت ذلك تمامًا وأصرت على عودة الأرض كاملة دون أي وجود أجنبي، مضيفًا أن إسرائيل تململت في طريق الانسحاب وفكرت في تجميد اتفاقية السلام عقب استشهاد الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، قبل أن تفرض القيادة المصرية اللاحقة بقياد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، الانسحاب على إسرائيل وترفع العلم المصري على سيناء، متابعًا: «لن ينزل العلم المصري عن سيناء قط». ويشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة الذكرى ال36 لتحرير سيناء، وذلك بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين على رأسهم الفريق أول صدقي صبحي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وأحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية.