استدعى البرلمان في زيمبابوي الرئيس السابق، روبرت موغابي، للإدلاء بأقواله بشأن مزاعمه حول سرقة كميات ضخمة من الألماس. كان موغابي قد اتهم شركات تنقيب أجنبية ب "النصب" و"التهريب" خلال مقابلة له مع قناة فضائية حكومية عام 2016. وقال موغابي إن "الشركات سرقت ثروتنا عمليا"، وأضاف أن أرصدة خزانة الدولة تراجعت بنحو 15 مليار دولار حصلت عليها تلك الشركات. ولم يتضح ما إذا كان موغابي، البالغ 94 عاما، سيوافق على المثول أمام اللجنة المختصة أم لا. وأجبر موغابي على الاستقالة، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، في أعقاب سيطرة الجيش على السلطة، لكنه لا يزال يتمتع بامتيازات رئيس دولة. في الوقت نفسه، قالت بريطانيا إنها "ستدعم بقوة" عودة زيمبابوي إلى رابطة دول الكومنولث، في أعقاب مباحثات في لندن بين وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، ونظيره الزيمبابوي، سيبوسيسو مويو. موغابي أجبر على الاستقالة في ديسمبر/كانون الأول في أعقاب سيطرة الجيش على السلطة والجنرال مويو هو الذي أعلن سيطرة الجيش على مقاليد الحكم في زيمبابوي في نوفمبر/تشرين الثاني، ما أدى إلى استقالة موغابي. وعلى الرغم من أن جونسون قال إن زيمبابوي لا يزال يتعين عليها ضمان نزاهة الانتخابات المقرر إجراؤها هذا العام، أدان البرلماني البريطاني المعارض، ديفيد كولتارت، تصريحات جونسون، وقال إنها "صدمته". وخرجت زيمبابوي من رابطة الكومنولث عام 2003 بعد انتقادات وجهت إليها بشأن انتهاكات حقوق الإنسان خلال فترة حكم موغابي. هل سيمثل موغابي أمام البرلمان؟ ألماس مارانج.. تاريخ مثير للجدل * في عام 2006، اقتحم أكثر من 20 ألف عامل حفر غير قانوني حقول مارانج. * وأفادت تقارير آنذاك بوقوع أعمال قتل واسعة نفذتها قوات الأمن الزيمبابوية لمنع التهريب، ما دفع إلى حظر التنقيب عن الألماس في مارانج عام 2009. * وفي عام 2011، انتهى تقرير لبي بي سي إلى الشرطة والجيش في حقول مارانج جندوا مدنيين للتنقيب بصورة غير قانونية عن الألماس لمصلحتهم. * وفي عام 2012، قالت منظمة "شراكة إفريقيا-كندا" الإنسانية إن كمية من الألماس تقدر قيمتها بملياري ملياري دولار على الأقل سُرقت من حقول مارانج. * وأضافت المنظمة أن عملية "السرقة" أغنت بعض المسؤولين في زيمبابوي وعددا من التجار ومجرمين حول العالم. خلال العقد الأخير من ولايته، منحت كثير من الشركات، من بينها شركات تابعة للجيش والشرطة وأخرى تابعة للحكومة الصينية، امتيازات واسعة في مجال التنقيب عن الألماس في حقول مارانج الغنية شرقي البلاد. وقال ثيمبا مليسوا، الذي يرأس لجنة التنقيب في البرلمان، لصحيفة "هيرالد" الحكومية، إن اللجنة أجرت مقابلات مع شخصيات في أجهزة الشرطة والجيش والاستخبارات. وقال إن اللجنة مصممة على دعوة الرئيس السابق ل "شرح اختفاء ألماس بقيمة 15 مليار دولار." وأضاف: "حددنا التاسع من مايو/أيار لإدلاء موغابي بأقواله." ومع ذلك، قال موغابي الشهر الماضي إنه لم يكن واضحا فيما يتعلق بالمصدر الذي جاءت منه ال 15 مليار دولار التي تحدث عنها. وقال الرئيس السابق، لصحيفة "زيمبابوي إندبندنت" الخاصة: "تلقت هذا الرقم من بعض المسؤولين، وهو الذي جمع من أماكن عدة، وهو غير مؤكد". وفي حال مثول موغابي أمام اللجنة البرلمانية، فسيكون ذلك الظهور الأول له منذ استقالته.