اشتكت معظم وفود المنتخبات المشاركة فى نهائيات كأس العالم بمجموعة الإسكندرية من النواحى التنظيمية الخاصة بالبطولة وفى مقدمتها عدم استخراج التصاريح الخاصة للأجهزة الفنية قبل انطلاق البطولة مباشرة، ونفس الأمر بالنسبة للإعلاميين المرافقين لتلك المنتخبات، وكان منتخب الإمارات هو الأكثر تضررا من هذه الأزمة بعد أن تراجع عدد من الإعلاميين الإماراتيين عن فكرة حضور المباراة الافتتاحية للبطولة بين مصر وترينداد باستاد برج العرب خشية منعهم من الدخول لعدم حملهم أى تصاريح. ولم تتوقف شكاوى وملاحظات وفود هذه المنتخبات عند مسألة التصاريح بل امتدت إلى نواٍح تنظيمية أخرى ومنها حالة التعتيم الشديد على البطولة ذاتها، وبحسب تصريحات ناصر بن ثعلوب، مدير مكتب رئيس الاتحاد الإماراتى، فقد أكد أنه لاحظ منذ الحضور للإسكندرية عدم وجود ملصق واحد سواء فى الشوارع أو على وسائل النقل وهو أمر يبدو غريبا على بلد بحجم مصر يعد الأقدم حضاريا، حيث كان الجميع ينتظر منه الكثير لا أن يتوقف عند بعض النقاط الصغيرة،التى قد تترك انطباعات سلبية. وأضاف: كيف للمدير الفنى للمنتخب الإماراتى دخول الملعب فى المباراة الافتتاحية أمام جنوب إفريقيا دون تصريح دخول أو وجود هوية له؟ وماذا سيكون الحال إذا ما تم منعه من النزول للملعب؟.. وهو أمر لا نتمنى حدوثه مطلقا. يأتى هذا فى الوقت الذى تفجرت فيه العديد من الخلافات بين اللجنة المنظمة للبطولة بمجموعة الإسكندرية،التى يرأسها عامر حسن، واللجنة العليا الحكومية برئاسة اللواء عادل لبيب، فى ظل محاولة الأول تهميش جميع اللجان الفرعية التى شكلها المحافظ معتمدا على بعض معاونيه والمتطوعين التابعين له فى تيسير الأمور. الغريب أنه فى حالة حدوث أى أزمة فى البطولة فإن كل طرف يحاول إلقاء مسئوليتها على الآخر، ولعل أبرزها أزمة المباراة الافتتاحية بعد أن فوجئت أعداد غفيرة من الجماهير بمنعها من دخول الاستاد بعد أن أغلق أبوابه فى تمام الرابعة عصرا رغم حملهم تذاكر المباراة. وعلمت «الشروق» أن مسئولى الاستاد اضطروا لغلق الأبواب بعد اكتمال السعة الأساسية للمدرجات لأن هناك قرارا قد صدر من المجلس القومى للرياضة ومحافظ الإسكندرية فى يوم المباراة نفسه بفتح الاستاد أمام الجماهير للدخول مجانا خوفا من عدم الإقبال الجماهيرى، وفى ظل انعدام التنسيق بين الجهات المختلفة تفجرت هذه الأزمة بعد توافد الجماهير بشكل منقطع النظير وفشل أكثر من 10 آلاف مشجع فى دخول الملعب، وتواصلت الأزمة فى رحلة الخروج، حيث ظلت أعداد غفيرة من الجماهير حتى وقت متأخر من الليل أمام الاستاد انتظارًا لنقلهم إلى الإسكندرية على بعد 40 كيلو من الاستاد لعدم توافر وسائل النقل. الطريف فى الأمر أن من بين من تعرضوا لهذا الموقف كلا من إبراهيم الجوينى رئيس اتحاد الكرة ونادى الأوليمبى الأسبق، والكابتن الديبة، أحد نجوم الاتحاد السكندرى ومنتخب مصر فى الخمسينيات، بعد أن أهملتهما اللجنة المنظمة وتركتهما داخل الاستاد دون توفير أى وسيلة نقل لإعادتهما للإسكندرية.