-«الحوت الأزرق» أولها لعبة وآخرها انتحار.. بدأت بروسيا ونجل «الفخرانى» آخر ضحاياها -محمد الجندى: عدم وجود تشريع فى مصر يحول دون طلب مساعدة فيس بوك وجوجل فى مواجهة مخاطر هذه الألعاب -أستاذة علم اجتماع: غياب مراقبة الأسرة سبب انتشار الألعاب القاتلة أكد الدكتور محمد الجندى خبير أمن المعلومات وجرائم الإنترنت الدولى أن مصرلا يمكن لها أن تطلب من «الفيس بوك أو جوجل» تعاونها لمواجهة مروجى وجروب لعبة الحوت الازرق وغيرها من ألعاب «الموت الرقمى» وذلك لعدم وجود تشريع قانونى لمواجة الجرائم الالكترونية، وأن مصر تحتاج إلى تشريع قوى لمواجهة الجرائم الالكترونية التى تطل علينا والتى تهدد حياة الشباب المصرى بالانتحار. واشار الجندى ل«الشروق»، إلى أنه من الصعب السعى للحصول على معلومات كافية عن مصدر تلك اللعبة فى الدول العربية بسبب عدم وجود تشريع قانونى لمواجهة الجرائم الالكترونية، مضيفا انه تمت مناقشة العديد من الاقتراحات على مشروع قانون الجرائم الالكترونية باللجنة الاقتصادية بمجلس النواب الاربعاء الماضى وتمت إضافة العديد من المقترحات على مشروع القانون من أهمها تشديد العقوبة على الالعاب الخطيرة والتحريض على العنف والارهاب وأن القانون الجديد سيعطى مصر قوة فى التعامل مع هذه الجهات. كانت الأنباء التى تحدثت عن انتحار طالب ثانوى أخيرا بسبب ممارسة لعبة «تحدى الحوت الأزرق» عبر الإنترنت قد ألقت الضوء بشدة على عالم سرى من الألعاب الرقمية التى تدفع ممارسيها من الشباب والمراهقين إلى الانتحار. وبحسب الدكتورة ياسمين الفخرانى، فإن السبب وراء انتحار شقيقها طالب الثانوى هو ممارسة لعبة «تحدى الحوت الأزرق». وأوضحت ياسمين الفخرانى بأنه عقب انتحار شقيقها اكتشفوا أمر اللعبة والتى تمنح المتبارى فيها 50 مرحلة للوصول إلى نهايتها والتى تنتهى بطلب الانتحار، مؤكدة أن مدير اللعبة يطلب من المتبارى عدم إخبار أى شخص عنها وممارسة اللعبة فى الليل أو أثناء عدم وجود أى شخص بالمنزل فقط. وبحسب التقارير إلإعلامية فقد بدأت اللعبة فى روسيا عام 2013 إلا أن المؤكد لم يصل شخص لبداية اللعبة ولكنها ظهرت وانتشرت فى روسيا، ضمن مجموعة ألعاب تسمى «مجموعة الموت»، ويزعم أنها تسببت فى أول حالة انتحار فى عام 2015. ومصمم اللعبة طالب طرد من جامعته بسبب ابتكارها، «فيليب بوديكين»، وقال وقتها إن هدفه من ابتكار اللعبة هو «تنظيف» المجتمع من خلال دفع الناس إلى الانتحار الذى اعتبر أنه ليس له قيمة، فكان الواجب التخلص من هذا المجتمع بتلك الطريقة. اللعبة بمجرد الدخول إليها ينصح مديرها بعدم إخبار أى شخص عنها وتبدأ بوضع مراحل سهلة تمهد لفكرة الانتحار والمراحل كالتالى، نحت أو رسم حوت أزرق على يد الشخص أو ذراعه باستخدام أداة حادة ثم إرسال صورة للمسئول للتأكد أن الشخص قد دخل فى اللعبة، والاستيقاظ عند الساعة 4:20 صباحا ومشاهدة مقطع فيديو به موسيقى غريبة تترك اللاعب فى حالة كئيبة، وعمل جروح طولية على ذراع المتحدى، ورسم حوت على قطعة من الورق، وكذلك الاستيقاظ على الساعة 4:20 فجرا والوقوف على السطح، ومشاهدة أشرطة فيديو مخيفة كل يوم، استماع إلى موسيقى يرسلها المسئول، قطع الشفاه، نكز ذراع الشخص بواسطة إبرة خاصة، إيذاء النفس أو محاولة جعلها تمرض، الذهاب إلى السقف والوقوف على الحافة، وتتوالى المهمات حتى تصل للمهمة الأخيرة وهى الانتحار بالقفز من مبنى أو بالطعن بسكين أو التعلق بحبل فى أعمدة الدولاب. من ناحيتها قالت الدكتور عزة كريم، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، إن المسئولية تقع على عاتق الآباء والمجتمع. وأشارت كريم إلى أن تلك اللعبة تمهد للأطفال فكرة الانتحار عن طريق مراحلها المختلفة، مضيفة أن تربى الطفل والمراهق على أسلوب العنف وتعلمه بأن الحياة ليست سلسة وأنها دائمة عنيفة ولا يصح التعامل معها سوى بالعنف، وهو ما قد يولد معه إرهابيون فى كل منزل. وأكدت أستاذ علم الاجتماع، أن تفهم الأسرة لسلوك الطفل والمراقبة الدائمة له فضلا عن منحه النصائح التى يحتاجها بشكل دائم وعدم السماح له بالحصول على تلك الألعاب بأى طريقة دون مراقبة دائمة.