عمر طويل حفر على وجهها خطوطه ورسم فى عقلها تاريخ مصر منذ الاحتلال الإنجليزى، هى الحاجة فهيمة على إبراهيم التى تجاوز عمرها قرنا من الزمان التى قررت أن تتبرع بملغ 30 ألف جنيه لصندوق تحيا مصر. يقول جمعة حفيد الحاجة فهيمة: إن قصة التبرع بدأت مع تحرير توكيلات انتخابات الرئاسة حيث قررت السيدة العجوز أن تحرر توكيلا إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى بنفسها فى مكتب الشهر العقارى، حى قررت التبرع بمبلغ 30 ألف جنيه إلى صندوق تحيا مصر كمساندة منها. «النواية بتسند الزير.. ولو معايا أكتر هتبرع بيه» هكذا وصفت الحاجة فهيمة تبرعها، مشيرة إلى أنها جمعت هذا المبلغ من عملها وعرقها على مدى عمرها الطويل: «أنا جمعت الفلوس دى من شقى عمرى وتعب سنين طويلة وكنت بمشى 60 كيلو عشان أشتغل ومش خسارة فى مصر». تستدعى فهيمة ذكرياتها مع الاحتلال الإنجليزى والملكية: «أنا فاكرة أيام الاحتلال وأيام الملك وشوفت كل الرؤساء اللى عدو على مصر، أنا فاكرة أيام الحرب من نكبة 48 لعند انتصار 73 والناس كلها كانت بتساعد مصر». وأشارت إلى أنها تحتفظ حتى الآن بمجموعة من النقود والعملات القديمة مثل «الساغ والمليم». «أنا تبرعت عشان مصر وعشان الريس يحمينا من الإرهاب ويحافظ على مصر وأنا عايزة أقابل الريس شخصيا» تتحدث فهيمة. الحاجة فهيمة لديها أكثر من 50 ابنا وحفيدا وصفوا حياتها وكفاحها الطويل من أجل تربيتهم وأنها هى من قامت على تربية أبنائها بعد وفاة والدهم. يقول ابنها محمود الذى تجاوز ال60 عاما إنها لديها شخصية قوية وهى صاحبة القرار حتى الآن فى العائلة المتشعبة لخبرتها الكبيرة فى الحياة. أما ابنتها تصف حياة أمها الطويلة بأنها قدوة لكل أم مكافحة، كونها طافت كل أرجاء مصر من أجل تربيتهم حيث كانت تتاجر بالأسواق وأنها كنت تصحطب أبناءها معها حتى يتعملوا التجارة «أمى لفت كل الدنيا عشان تربينا». يتمنى أبناء الحاجة فهيمة وأحفادها تكريمها على كل ما قدمته لمصر من عطاء على مدى قرن من الزمان، فيما تتمنى الحاجة فهيمة أن تقابل الرئيس السيسى وتعطيه ال30 ألف جنيه فى يده.