سكرتير عام جنوبسيناء: الوادي فرصة جيدة للاستثمار خبير آثار: الوادي مر به سيدنا موسى.. وكان مزارا ومركزا للتعبد يعد وادي «أسلا»، أحد أودية جنوبسيناء التابع لمدينة الطور، ويربط بين مدينتي الطور وسانت كاترين، ويتميز بطبيعة خلابة حباه الله بها، حيث يتميز بروحانيات ربانية تجعل القلوب والعقول تتدبر وتفكر في قدرة الخالق، بالإضافة إلى وجود نبع من الماء العذب به، مما يجعل جميع الطيور تهوى إليه بوسط الجبال . الشيخ محمد عمران، مدير منطقة آثار طور سيناء، يؤكد أن وادي «أسلا» من الأماكن المباركة بجنوبسيناء، حيث تقول الروايات أن سيدنا موسى مر به أثناء عودته بأهله إلى مصر بعد أن ضل الطريق وكان الطقس شديد البرودة فنأى بأهله في هذا الوادي، ودعا الله به حتى وجد نارًا، قائلا لأهله: «امكثوا لعلي أتيكم بقبس من النار». وأضاف أن العديد من السائحين يأتون إلى هذا المكان الذي دعا فيه سيدنا موسى ربه واستجاب له، مشيرًا إلى أن هذا المكان سُمي ب«المطلب»؛ ليتبارك الناس بالدعاء به لعل الله يستجيب لهم، حيث أن «المطلب» هو تجويف داخل الجبل يشبه الغار، ويُعتقد أنه مكان مبارك، فيه يُستجاب الدعاء. وقال إن «أسلا»، هو أحد الأودية التاريخية، ويعتبر أحد الطرق الرئيسية التي كان لها دور تاريخي وديني في سيناء، حيث كانت القوافل التجارية تمر به، كما كان يمر به الحجاج القادمين من شتى أنحاء العالم، عبر موانئ الطور في ذلك الوقت، ويسلكون طريق «أسلا» اتجاهًا إلى مدينة سانت كاترين، مستقلين الجمال لأداء الحج؛ لذلك يزخر الوادي بالعديد من النقوش على صخور الجبال، والتي تعبر عن مختلف العصور. وطالب المسؤولون بالاهتمام بهذا الوادي، وجعله على خريطة السياحة الدينية والعلاجية، وتطويره مع الحفاظ على الكتابات والنقوش والمعالم الأثرية التي توجد به؛ لما لها من دلالة تاريخية. ومن جانبه، قال اللواء محمود عيسى، سكرتير عام محافظة جنوبسيناء، إن وادي «أسلا» يعتبر محمية طبيعية، حيث يوجد داخله على عمق 15 كم زراعات ونخيل وأعشاب طبية، تُستخدم في علاج العديد من الأمراض، بالإضافة إلى الطيور التي تملأ المكان تغريدًا، وتعيش داخل الجبال والكهوف. وأضاف أن المكان به جو رباني يوحي بعظمة قدرة الله، مطالبًا المستثمرين باستغلال هذا المكان الذي يؤثر القلوب بما يمتلكه من مقومات سياحية دينية وأثرية وعلاجية. وتوقع أن يساهم إحياء هذا المكان في توفير فرص عمل للعديد من شباب البدو بالوادي، مطالبًا مشايخ وعواقل القبائل هناك بإنشاء شركة للسياحة والسفاري في هذا المكان، والترويج له سياحيًا. أما الشيخ موسى حسن المزيني، أحد البدو المقيمين بالوادي، يرى أن «أسلا» تنمو فيه النباتات الطبيعية التي أثبتت نجاحها في القدرة على القضاء على العديد من الأمراض، مشيرًا إلى أنه من بين هذه النباتات شجرة «دفرة» التي تعالج أمراض المعدة، وشجرة «السموة»، التي تعالج الأمراض السرطانية، ونبات «البعثران»، الذي يعالج المغص ويطرد السموم من المعدة. ومن جانبه، قال فوزي همام، رئيس مدينة الطور، إن وادي «أسلا»، طوله حوالي 30 كم، ويعتبر الطريق الجنوبي الرابط بين مدينتي الطور وسانت كاترين. وأضاف «همام»، أن اليهود المتدينين كانوا في الماضي حريصين على زيارة هذا المكان باستمرار، والمكوث به لمدة ثلاثة أيام على الأقل، مشيرًا إلى أنه يوجد بالوادي مياه عذبة، ويزخر بجبال الجرانيت والرخام والأحجار الكريمة. وطالب بضرورة وضعه على خريطة السياحة، والتسويق له سياحيًا بشكل صحيح، باعتباره يصلح لإقامة رحلات السفاري والرحلات الدينية الخاصة بالتعبد.