انتهى زمن التصوير على الهوا والقنوات لن تعرض أى عمل ما لم يحصل على تصريح رقابى على جميع حلقاته حرية الابداع مكفولة مع وضع فى الاعتبار ان السوقية والابتزال ليس فنا * فى لقاءنا مع المنتجين استمعنا لكوارث تفوق الخيال..وتم منع عرض مسلسل يروج للمذهب الشيعي نجم كبير اشترط تقاضى سائقه 8 الاف جنيها يوميا.. والمنتج رضخ لطلبه ولبيسة فنانة حصلت على اجر اكبر من مؤلف العمل «حينما عُرض عليّ الانضمام للجنة الدراما سألت: هل سأكون قطعة ديكور؟ وجاءت الاجابة حاسمة من المسئولين: إن ما تتخذه اللجنة من قرارات ستُنفذ فورا.. فقبلت المهمة».. بهذه الجملة تحدثت الناقدة خيرية البشلاوى عن سبب وجودها فى لجنة الدراما التى تم تشكيلها بقرار من مكرم محمد احمد رئيس المجلس الاعلى للاعلام، وتعرضت لهجوم شديد بزعم انها جاءت لتلعب دور الوصى على المبدعين وتفرض قيودا جديدا على الاعمال الفنية، وهو ما نفته خيرية البشلاوى وقالت: نحن نستمع لشائعات عديدة منذ لحظة تشكيل اللجنة ورغم محاولات النفى المستمرة والتاكيد اننا لسنا لجنة رقابية بأى حال.. إلا انه لا يزال هناك من يشكك ويزايد ويبالغ. وأضافت: بعد ان لوحظ فى السنوات الاخيرة خروج الدراما من مسارها الطبيعى وتحولها إلى سلاح فتاك من قبل قوى مجهولة لهدم مجتمعنا، كان لابد من وقفة حاسمة، فلا يخفى على احد حجم الاموال الرهيبة التى تضخ لتمويل اعمال درامية لا يعرف احد مصدرها الحقيقى، تهدف إلى التشكيك لما هو ثابت ومستقر فى ذهن المصريين، وطمس الهوية المصرية بتصدير نماذج السوقة والمبتذلين واخفاء متعمد للطبقة المتوسطة فى بلدنا التى تتعرض لحرب ضارية من كل الجبهات.. وأى انسان يعى بمجريات الامور يعرف ان الفن هو سلاح اذا تم اساءة استخدامه فهو قادر على اطلاق وابل من الرصاص والقنابل القادرة على غسل عقول الناس وتضليلهم. وأكملت: ومن هنا جاء أهمية الدور الذى نلعبه، فنحن مجرد بوصلة او نوع من التفكير بصوت عال، لفتح الباب على مصراعيه للاعمال الدرامية المحترمة والقضاء على الاعمال الهدامة، وعليه فكل من ادعى اننا سنقرأ النصوص قبل اجازتها او حتى لعب دور الرقيب فهو جاهل، فهذا ليس دورنا ولا طبيعة عملنا، ولكن نحن نفتح باب الحوار والمناقشة فى اطار من الود مع صناع الدراما لمناقشة المشاكل المختلفة، ونسأل لماذا لا تقوم الدراما بدورها الحقيقى فى الارتقاء بالمشاعر وأن تكون انعكاسا حقيقيا لما يجرى فى الشارع المصرى، فكيف تحولت الدراما للغة السوقة والمقاهى والغرز والعلاقات المثلية والدعارة والتعامل مع المرأة المصرية باعتبارها سلعة بشكل غاية فى الانحطاط، رغم أن مصر تتباهى بدور المرأة فمجلس النواب يشهد وجودا غير مسبوق للمرأة المصرية، وكذلك الحكومة فأعتقد ان العنصر النسائى فى حكومتنا يتفوق فى عدده عن أى حكومة اخرى فى العالم، وتشهد مصر مرحلة هامة للبناء والتطور، فأين كل هذا من الدراما. واستطردت: أنا لا اطالب بالمباشرة او ان تتحول الدراما لأداة وعظ او المفترض انها تلعب دورا تبشيريا او ان تهلل للحكومه، فنحن نتحدث عن عمل فنى حقيقى يمثل مصر وينقل واقعنا مثلما فعل كبار المؤلفين امثال اسامة انور عكاشة، الذى قدم لنا على سبيل المثال ملحمته الكبيرة «ليالى الحلمية» استعرض فيها واقع الشارع المصرى بكل رقى واحترام، ولعب دورا ايجابيا فى الارتقاء بالمشاهدين، فكيف ومصر الآن تتعرض لمخططات من قوى عربية وعالمية وارهابية الا تقف بجوارها الدراما وتدعم قضيتنا، وعليه نحن نتطلع لدراما افضل من خلال حوار مكثف وممتد مع صناع المجال من اصحاب قنوات ومنتجين ومؤلفين، ونحن بصدد عمل مؤتمر كبير فى شهر مارس المقبل، كما ننشد لعمل مهرجان قومى للدراما على غرار المهرجان القومى للسينما. وعن الخطوات والقرارت التى اتخذت حتى الآن وانعكاسها على الدراما المصرية فى المرحلة القادمة قالت: القنوات التليفزيونية لن تعرض أى عمل ما لم يحصل على تصريح رقابى على جميع حلقاته، وعليه انتهى زمن التصوير على الهواء، فيجب ارسال الحلقات قبل وقت كاف لمشاهدتها واجازة عرضها، وعليه لن يتم عرض أى لفظ خادش او مشهد مسيء، وهذا ليس تقييدا لحرية الابداع والتعبير فهى مكفولة للجميع مع وضع فى الاعتبار ان تسليط الضوء على السلبيات وتصدير النماذج السوقية والابتذال لا علاقة له بحرية التعبير فالسوقية ليست فنا ابدا، ولن تتحول الدراما لكباريه ولن تقدم لنا اعمالا لا ترقى لطموحات المصريين. وعن صعوبة تنفيذ قرار مشاهدة الاعمال قبل عرضها نظرا لقلة عدد الرقباء فى جهاز الرقابة قالت خيريةالبشلاوى:لن توجد أى صعوبة، خاصة ان هناك شرط تسليم الحلقات فى وقت مبكر، والرقابة قادرة على الاستعانة بمعاونين من الخارج، وبكل الاحوال لن يكون هناك تهاون فلابد ان نكون حاسمين جدا لانفاذ القانون، وفى الاجتماعات قال لنا د.خالد عبدالجليل رئيس جهاز الرقابة على المصنفات ان هناك تغيرا ملحوظا فى مستوى السيناريوهات التى اجازتها الرقابة، بعد أن ادرك المؤلفون ان الامور تغيرت، ولن يتم السماح بتكرار اخطاء الماضى، بدليل ان الجمهور سيلحظ اختلافا شديدا فى الجزء الثانى لمسلسل «سابع جار» المفترض عرضه هذه الايام، عن الجزء الأول الذى اثار حالة بلبلة كبيرة واستهجان بسبب الالفاظ الخارجة الكثيرة الذى تضمنه العمل. واشارت: فى أثناء لقائنا مع المنتجين استمعنا لكوارث تفوق الخيال، فعرفنا ان هناك سائقا لنجم كبير يتقاضى من ميزانية المسلسل اجرا قدره 8 آلاف جنيه يوميا والمنتج انسحق لطلبات النجم، وعرفنا ان ميزانية الطعام فى المسلسل الواحد تتعدى المليون جنيه، وان اجور «الانصاص» الذين يخطون خطوتهم الأولى فى النجومية تتراوج ما بين 15 إلى 20 مليون جنيه عن العمل الواحد، وان اجر النجم يصل لنحو 35 % من ميزانية المسلسل كله، وعرفنا ان اجر اللبيسة الخاصة باحدى النجمات يفوق اجر مؤلف العمل الذى اصبح مفعولا به وليس فاعلا. وقالت: نحن امام مهزلة كبيرة، أضف إلى هذا كله ان صناعة الدراما فى مصر الآن تشهد صراعا شيعيا سنيا، وعرفنا انه تم منع عرض مسلسل يروج للمذهب الشيعى، وانا مع قرار المنع، فحينما يكون لدينا جمهور واع نعرضه اما فى هذه الظروف فمن الصعب عرض مثل هذه النوعية من الاعمال بعد ان ادركنا كيف يتم استخدم الدراما كسلاح مثل المفخخات الارهابية.