وقع الكاتب الكبير عبد السناوى كتابه "أحاديث برقاش.. هيكل بلا حواجز"، أمس الخميس، بجناح دار الشروق في معرض الكتاب، وذلك بحضور عدد كبير من جمهور المعرض. يتناول الكتاب سلسلة من الحوارات التي جمعت الكاتب عبدالله السناوي بالأستاذ محمد حسنين هيكل لفترة امتدت إلى 16 عاما متصلة، اقترب فيها السناوي بهيكل، ليكشف في كتابه الكثير من الأسرار والكواليس التى لم يبوح بها الأستاذ هيكل خلال اللقاءات الصحفية أو التليفزيونية. وبدأ السناوى حديثه خلال الحفل، قائلا: "لا يمكن قراءة التاريخ الحديث دون النظر إلى ما كتبه محمد حسنين هيكل بنظرته إلى الأمن القومي وتوثيقه الدقيق للأحداث". وأكد على أهمية كتابات الأستاذ هيكل فى معرفة أسرار وكواليس الماضي، لما تتضمنه من وثائق ومعلومات هامة تكشف لنا جزء كبير من تاريخ مصر الحديث، ما يدعم رؤيتنا للحاضر ومعرفة أبعاد المستقبل. وشدد السناوى على أن كتابه "أحاديث برقاش.. هيكل بلا حواجز" يمثل رسالة للمستقبل، وليس موضوعًا عن الماضى، لأن أكبر خيانة لمحمد حسنين هيكل هو الاستغراق فى الماضى على حساب المستقبل، خاصة وأن هدف الأستاذ طوال عمره كان هو استيضاح المستقبل والبحث فى الشأن العام الحاضر، مع التأكيد على أهمية وجود التاريخ كخلفية مرجعية يستوجب الالتفات إليها. وأشار إلى أن المجد الحقيقي لهيكل كان بعد ابتعاده عن دوائر السلطة، وليس أثناء قربه من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث تأثيره الكبير كأحد أهم الكتاب فى منطقة الشرق الأوسط، فهو يجسد بكتاباته ونظرياته مدرسة عريضة تشمل العسكريين وكل المعنيين بالأمن القومى. ورفض السناوى فكرة استنساخ هيكل، قائلا: "الحديث عن استنساخ هيكل كلام فارغ، لأنه ابن زمنه، وفترة الأحداث الكبرى والظروف العصيبة، ولا يوجد شخص يملأ فراغ أحد، خاصة وان كان الحديث هنا عن أحد أفضل الكتاب فى تاريخ المنطقة". ووصف هيكل بأستاذ الحواجز فهو يعرف ما يبوح به والعكس، وقال: "ليس من حقي ولا من حق غيري الاطلاع على حياة الأستاذ هيكل الشخصية، أما الكتاب فهو محاولة لاختراق ما هو مجهول استنادا إلى حوارات معه بلا حواجز، لأنه حوار يومي في الشأن العام دون جدول أعمال مسبق أو معد له". وأكد السناوى على أن عبقرية هيكل جعلته لم يتزحزح من على القمة التى استمر فى مقدمتها لمدة تتجاوز الستين عام، وهذا يكشف مدى فهمه لتطورات الأحداث، وبعد نظرة للوقائع الحاصلة، مضيفا: "الوصول إلى القمة ليس أمرًا صعبًا، لكن البقاء عليها لمدة تقترب من السبعين عامًا، أمر فى غاية الصعوبة، ويستحق الدراسة، وهو ما حققه الأستاذ هيكل.. لذلك لا يوجد منافس ينازعه فى مكانته تلك، لما يملك من قدرات هائلة جاءت نتيجة البحث والمعرفة". وعن تأثره بهيكل قال السناوى: "لكل كاتب مهارات عدة وأنا تأثرت بعقلانية هيكل وقدرته فى ضبط وصياغة الأمور، وتأثرت أيضا بالكاتب الكبير محمد عودة فى ولعه غير المحدود بالتاريخ فكل واحد منهم مهارات خاصة". وفيما يتعلق باجتماع هيكل بالشباب، قال السناوى، إن الشباب يجسدون المستقبل بأحلامه وتطلعاته وأى شخص صاحب تأثير يجب عليه الاجتماع مع الشباب، مؤكدا على أنه لا يتأخر لتلبية دعوة الشباب فى الجلوس للحوار أو المناقشة.