بعد أن أصبح المدرب رقم 42 في تاريخ تدريب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم منذ المصري عبد الرحمن فوزي عام 1957 ، أصبح البرتغالي جوزيه بيسيرو دون أن يدري علامة مفصلية في تاريخ الكرة السعودية ، باعتبار أنه تولى المهمة في توقيت حرج سيتعرف فيه المنتخب "الأخضر" على مصيره ، إما تحقيق المهمة الصعبة بالتأهل إلى كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا للمرة الخامسة على التوالي ، أو بدفع جمهور الكرة السعودي إلى الاكتفاء بمشاهدة مباريات الفرق الأخرى في المونديال المقبل على غير ما جرت العادة! وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب المعسكر الإعدادي الذي استمر لمدة خمسة أيام في الرياض ، أعلن جوزيه بيسيرو أن الهدف من معسكره كان التعرف على اللاعبين عن قرب وإعطاءهم فكرة عن آلية العمل وطرق التدريب وكيفية تطوير آدائهم خصوصا من الناحية التكتيكية. وكشف بيسيرو - الذي تولى الإشراف على المنتخب السعودي قبل فترة وجيزة خلفا لناصر الجوهر المستقيل من منصبه – النقاب عن أنه سيركز على اللاعبين الذين شاركوا في المباريات الماضية للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2010 ، وكذلك اللاعبين الذين شاركوا في بطولة كأس الخليج الأخيرة التي أقيمت في مسقط خلال المعسكر الحالي ، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى عمل كبير من الجميع وتضحية للوصول إلى الهدف المنشود وهو التأهل للمرة الخامسة إلى المونديال. وأشار بيسيرو إلى أن اللاعب السعودي يملك مهارات فنية عالية ، ولكنه يحتاج إلى تطوير الجانب التكتيكي ، مشيرا إلى أن الهدف الرئيسي بالنسبة له هو تجاوز عقبة إيران يوم 28 مارس الحالي في طهران ، مشيرا إلى أنه سيضع نصب عينيه تحقيق المركز الأول في المجموعة الثانية الآسيوية ، وإذا لم يتمكن فطموحه خطف البطاقة الثانية. وأكد أنه تابع العديد من أشرطة الفيديو للمنتخب الإيراني ، وكذلك مباريات الذهاب بين المنتخب السعودي والإيراني التي أقيمت في الرياض ، وسجل العديد من الملاحظات الفنية ، وسيتدارك بعض الأخطاء التي وقع فيها اللاعبين ، مؤكدا أن المنتحب السعودي لن يتأثر بغياب أي عنصر حتى لو كان لاعبا بحجم ياسر القحطاني الموقوف ، لأن المجال مفتوح لاختيار البديل من جميع الأندية. وتأتي تصريحات بيسيرو في الوقت الذي نقلت فيه وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير لها تحت عنوان "السعودية .. مدرب كل عام" الحالة التي وصل إليها المنتخب السعودي ، موضحة أن بيسيرو هو المدرب الرقم 42 في تاريخ المدربين الذين أشرفوا على تدريب المنتخب منذ أن تولى المصري عبد الرحمن فوزي مهمة تدريب "الأخضر" للمرة الأولى في عام 1957 ، وتبعه مدربون آخرون من بينهم المصريان محمد عبده صالح الوحش وطه إسماعيل. وذكرت الوكالة أن بيسيرو المولود في 4 أبريل عام 1960 سبق أن مساعدا لمواطنه كارلوس كيروش عندما كان الأخير مدربا لريال مدريد الإسباني ، ثم انتقل إلى الإشراف على فريق سبورتنج لشبونة وقاده إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 2005 ، وبعد انتقاله من الهلال في موسم 2007 ، درب باناثينايكوس اليوناني ، وكان يشرف على رابيد بوخارست الروماني منذ الصيف الماضي. وأشار التقرير إلى أن الكرة السعودية عرفت الكثير من التغييرات في الأجهزة الفنية للمنتخب طوال 52 عاما ، مما انعكس سلبا في كثير من الأوقات على المستوى الفني للأخضر ، وبلغت موجة تغيير المدربين أوجها في مطلع الثمانينيات وحتى الألفية الجديدة ، فاستعان الاتحاد السعودي لكرة القدم ب24 مدربا في 20 عاما ، منهم 15 تولوا الإشراف عليه في التسعينيات فقط ، و10 ابتداء من عام 2000 حتى التعاقد مع بيسيرو. ويحمل البرازيليون الرقم القياسي في عدد المدربين بلغ 14 مدربا ، أشهرهم ماريو زاجالو وكارلوس ألبيرتو باريرا ، في حين أن المدرب السعودي ناصر الجوهر هو الأكثر إشرافا على "الأخضر" ، فقد تولى تدريبه في 87 مباراة على أربع مراحل ، بخلاف وجوده كمساعد في كثير من الأحيان ، وكان المدرب الوطني الآخر الذي سبق له تدريب المنتخب السعودي هو خليل الزياني. واختلفت مبررات الإقالة من خسارة مباراة إلى فقدان بطولة ، وإذا كانت بطولات الخليج تعتبر مقصلة المدربين الأولى ، فإن تصفيات كأس العالم باتت تشكل الهاجس الأكبر للمسئولين السعوديين.