بالحجاب أو النقاب أو حتى بالعمة الأزهرية الشهيرة.. البهجة لم تفرق بين رواد جناح وآخر فى معرض الكتاب.. حتى جناح الأزهر الشريف تلك المؤسسة العريقة التى ينسب لها البعض صفات مثل «التزمت» و«التشدد» يشع من جناحها حالة من البهجة. وكان مشهدًا غير مألوف، أن تضع إدارة الجناح «ماكيتات» لشيوخ أزهريين فى مدخل القاعة الرئيسية، عبارة عن تمثال خشبى لرجل معمم بلا وجه، يرتدى الزى الأزهرى كاملا من جبة وقفطان وعمامة، ليقف خلفه الراغب فى التقاط صورة، ويخرج وجهه من المساحة الفارغة، ليبدو فى النهاية وكأنه شيخًا من مشايخ الأزهر، وهو ما لاقى قبولا عريضا من الزائرين، والذين اصطفوا فى طابور لالتقاط الصور التذكارية. وداخل القاعة كان المشهد الأكثر دهشة.. إذ وقفت فتيات أزهريات يرتدين النقاب لإلقاء الشعر، دون أن يعوقهم الزى عن ممارسة هوايتهن.. فيما سبقتهن أخريات ينشدن أغانٍ إسلامية على وقع دقات الدفوف، وسط صبية بكامل زيهم الأزهرى الشهير، تباروا فى التمثيل والخطابة.. حيث لا تقتصر الأنشطة التى يقدمها جناح الأزهر على الإنشاد وتلاوة القرآن، بل تمتد إلى العروض المسرحية والفنون التشكيلية. وتقول أمال محمد أبو النصر، مدير عام الرعاية الاجتماعية والمسئولة عن الأنشطة الاجتماعية فى المعاهد الأزهرية فى حديثها ل«الشروق»، إن العروض يقدمها المتميزون فى ثمانى محافظات، وعلى مدى أيام المعرض. وتضيف: «نجرى مسابقات على مدى العام الدراسى لاختيار المواهب المتميزة على مستوى الجمهورية من أبناء الأزهر، وتكون العروض فى جناح الأزهر بمعرض الكتاب أشبه بالمكافأة والجائزة للمتميزين، وذلك لنشجعهم على مواصلة التفوق والتميز». وتابعت أبو النصر: «نحاول من خلال ما نقدمه من عروض فنية أن نغير الصورة الذهنية الخاطئة عن الأزهر وخريجيه، حيث يظن البعض أننا مؤسسة منغلقة، تحارب الإبداع، وتتصدى للانفتاح على الفنون الهادفة والراقية». وقالت أمل إبراهيم عثمان، كبير الباحثين بالإدارة المركزية للأنشطة: «إن العروض التى يقدمها طلاب الأزهر تلقى قبولا واستحسانا من جمهور المعرض، وأن الغالبية العظمى من رواد الجناح، من الجمهور العادى، فالحضور لا يقتصر على الأزهريين».