يبدأ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زيارة رسمية إلى تونس غدا الاربعاء تستمر يومين تتناول تعزيز التعاون مع الشريك التاريخي في شمال افريقيا كما تبحث دعم الفرنكوفونية في هذا البلد. وتعد زيارة ماكرون ، الذي سيرافقه عدد من الوزراء ورجال الأعمال والاكاديميين ، الأولى له الى تونس منذ توليه منصبه ، وستكون بمثابة تكريم للديمقراطية الناشئة التي قادت الربيع العربي بعد ثورة 2011، بحسب ما ذكرت الخارجية الفرنسية. وتحاول الزيارة تجاوز فترة من البرود في العلاقات بين باريسوتونس بعد هجومين ارهابيين ضربا نيس ومرسيليا وتورط فيهما فرنسيون من أصول تونسية. كما تأتي الزيارة بعد اتهامات مبطنة وجهها الرئيس التونسي للإعلام الأجنبي، والفرنسي بشكل خاص ب"تضخيم" الاحتجاجات الاجتماعية التي اجتاحت تونس في وقت سابق من الشهر الجاري و"تشويه" الديمقراطية الناشئة. وستكون المسائل الأمنية ، ومكافحة الارهاب في صدارة مباحثات الرئيس الفرنسي بتونس ، إلى جانب النمو الاقتصادي ، والتعاون في مجالات ترتبط بالشباب والتكوين والتعليم الجامعي. وسيجري ماكرون ، فور وصوله ، مباحثات مع نظيره التونسي الباجي قايد السبسي في قصر قرطاج الرئاسي يعقبها التوقيع على عدد من الاتفاقات المشتركة ، ومؤتمر صحفي مشترك. كما يلتقي ماكرون رئيس الحكومة يوسف الشاهد وسيشارك في المنتدى الاقتصادي التونسي الفرنسي. وسيلقي الرئيس الفرنسي ، خطابا في البرلمان التونسي بعد غد الخميس ، ويلتقي ممثلين عن المجتمع المدني ، ويزور النصب التذكاري لضحايا هجوم الارهابي على متحف باردو المحاذي للبرلمان في آذار/مارس 2015 ، والذي أوقع 21 قتيلا من السياح الأجانب. وقال مصدر من قصر الاليزيه إن الزيارة ستهتم أيضا بمستقبل الفرنكوفونية في الدول الناطقة باللغة الفرنسية، ومن بينها تونس والسنغال، المحطة الثانية للرئيس الفرنسي بعد زيارته تونس. وبحسب المصدر ، فإن الزيارة تأتي بعد نحو أسبوع من مبادرة كان أطلقها وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، وتتعلق بوضع استشارة حول مستقبل الفرنكوفونية، باعتبارها إحدى أولويات السياسة الفرنسية في عهدة الرئيس إيمانويل ماكرون. وفي هذا المجال ، سيدشن ماكرون مؤسسة "أليانس فرانسيز" بتونس العاصمة، وهي منظمة ثقافية دولية فرنسية مستقلة تعنى بتعليم اللغة الفرنسية، كما سيلتقي في نفس المناسبة الفاعلين في الفرنكوفونية بتونس. يشار إلى أن فرنسا تعد الشريك الاقتصادي والتجاري الخارجي الأول لمستعمرتها السابقة تونس حيث بلغ حجم المبادلات التجارية عام 2015 بين البلدين 4ر7 مليار يورو. كما تعد فرنسا المستثمر الخارجي الثاني في هذا البلد (بعد الامارات العربية المتحدة) بحجم استثمارات بلغ في 2016 قرابة 4ر1 مليار يورو ، وهي تمتلك نحو 1300 مؤسسة بتونس توفر حوالي 135 ألف فرصة عمل ، كما أنها تمثل سوقا تقليدية ورئيسية للسياحة في تونس.